فما وراء الشرّ الذي نراه كذلك، وقبله ومعه يكمن الباري تعالى الذي يحملنا على أكفّ رحمته في لحظات ضعفنا إلى كهف الأمان والطمأنينة التي نرجوها، ولن نجدها إلّا بين يديه سبحانه.
يشهد العالم أجمع حدثًا جللًا يتمثّل في جائحة كورونا؛ هذا الفيروس الخفيّ الذي أثبت للعالم ككل، أنّ الإنسان خُلِق ضعيفًا، إذا مسّه الشرّ جزوعًا، هذا الوباء الذي لا يُرى بالعين
انتهت ظاهرة العولمة عند التعامل مع جائحة كورونا، وصارت كل دولة تشتغل لوحدها، وتنافس الدول الأخرى وتسرق المواد الطبية المرسلة إلى تلك الدول.
البلدان المتقدمة والمتطورة، الممسكة بزمام العلم والعقل والمعرفة والتنبؤ العلمي فوجئت بهذا الفايروس. ولم تعرف إذا كان هو صناعة مختبرات في إطار الحرب الجرثومية أم أنّه نتاج تداخل عوامل معينة.
نحن نخوض حالة حرب، ولأول مرة يُطلق هذا التعبير على وباء. ورأينا في بلادنا وبلاد غيرنا أنّ المقاييس انقلبت، ففي العادة يكون الجنود والمقاتلين والضباط في مقدمة الجبهة، ولكن في هذه الحرب أهل السلك الطبي هم من كانوا في الصفوف الأمامية.
كنت أحاول معرفة مستوى القلق، ونظرتهم لهذا الواقع الموجود، فكانوا يقولون (المهم أن نتجاوز كورونا) ما يعني أنّهم نسوا كل الأمراض التي كانوا يعانون منها. وما زاد من عامل الخوف والقلق الأخبار التي كانت تُبث عبر وسائل الإعلام المتعددة.
هل إذا تجاوزنا هذه الأزمة هل سيعود العالم إلى نفس الضجيج السابق؟ هل سعود الناس إلى نفس الركض السابق؟
"لا شك أنّ ما بعد عالم كورونا غير ما قبله، وهناك محطة مفصلية بين العالَمين"
أي عالم اجتماعي نحن مقبلون عليه بعد جائحة كورونا؟ وهل ثمّة علاقات اجتماعية جديدة أفرزتها هذه الجائحة؟
يعاني الإنسان المعاصر من خطيئة الغرور، من الغطرسة. فلنأمل أن تعلّمنا الكارثة العالمية الحالية التغلّب على هذه الغطرسة، وأن نعيش بتواضع وتعاطف أكبر.