عرض وتعليق علي أبو الخير

صدر مؤخرًا كتاب “لعنة العقد الثامن وزوال إسرائيل” عن دار نشر “فصحى للنشر والتوزيع” بالقاهرة في مصر، للمؤلف الشيخ وليد جبر وهو من علماء الأزهر الشريف.

يبحث الكتاب بطريقة بحثية ووعظية حول مستقبل الدولة الصهيونية أو زوال إسرائيل، حيث يرى إنه باستقراء التاريخ يتأكد أن الاحتلال إلى زوال.

التاريخ السياسي للمسألة اليهودية.

بدراسة التاريخ السياسي للممالك اليهودية يتبين أن كل مملكه يهودية لم تصل في تاريخها إلى ثمانية عقود إلا وتهاوت أو بدأت في التهاوي، فتعاني إسرائيل اليوم من لعنة العقد الثامن التي تلاحقها نبوءات الزوال كما لو كانت قدرًا محتومًا، وربما تقف إسرائيل اليوم على حافة الهاوية وفقًا لدورة التاريخ.

هذا الكتاب يغوص في جذور الفكر الديني والسياسي الذي يحيط بالعقد الثامن، مستكشفًا نبوءات التوراة والتلمود وتأثيرها على صناع القرار في إسرائيل والعالم. فهل يكون العقد الثامن بداية النهاية؟ ثم يتساءل المؤلف، ما الحل الذي يساعد الإسرائيليين للخروج من هذه اللعنة؟ ويرى أن الهروب من اللعنة مرتبط بحق الفلسطينيين في أرضهم، من البحر إلى النهر، وزوال إسرائيل.

ويأتي كتاب “لعنة العقد الثامن وزوال إسرائيل”؛ في وقت صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية؛ رغم ما قدمته من شهداء.

يتناول الكتاب عبر ستة فصول مفهوم “العقد الثامن”، وفي سياق لعنة اليهودي والصهيوني، ويربطه بتاريخ سقوط الممالك اليهودية القديمة.

وهذه الفصول الستة كما يلي:

  • مفهوم العقد الثامن؛ حيث يشرح الكتاب مفهوم العقود الثمانية في التاريخ اليهودي، وعلاقة ذلك بالميراث الديني اليهودي، وعلاقته بالصهيونية المسيحية التي روّجت لتأسيس مملكة أورشليم على أرض فلسطين.
  • الممالك اليهودية.. َوخاصة في عهد النبيَيْن داوود وسليمان (ع)، وأن مدة ثمانين عامًا انتهت فيما بعد بالسبي أو الأسر البابلي في عهد الملك البابلي نبوخذ نصر عام 597 قبل الميلاد؛ ولم تدم أي مملكة يهودية أكثر من العقود الثمانية.
  • مظاهر لعنة العقد الثامن على المجتمع الإسرائيلي؛ وعلاقة ما يحدث على أرض الإسراء والمعراج من حرب إبادة، تريد إبادة الفلسطينيين قبل حلول عام 2028، وهو المتمّم للعقود الثمانية، منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948؛ وهو وقت قريب ربما تحدث فيه أحداث عظمى تغير وجه التاريخ ووجه المنطقة، وربما نشهد التراجع الصهيونى وهزيمة المشروع الإمبريالي العالمي.
  • استغلال فكرة الربط بين زوال إسرائيل ونهاية العالم؛ وهي تتفق مع حروب نبوءات السماء في المسيحية والإسلام، ولكن تختلف نتيجة الحروب السماوية في الإسلام والمسيحية، كما وتتفق في مصير اليهود المستقبلي؛ وهو فناء وإبادة الشعوب الإسرائيلية.
  • العقد الثامن في المفهوم المسيحي؛ واليهود ينتظرون المسيح الملك والنبي إيليا، وعلاقة كل هذا بالمسيح المنتظر في المسيحية، فضلًا عن المسيح في العرف الإسلامي.
  • طريق النجاة من لعنة العقد الثامن؛ وفيه يقدم المؤلف رؤية حول طريق النجاة لليهود، أو هي نصائح لقادة الكيان وقادة الرأسمالية العالمية؛ وطريق النجاة الحقيقي الوحيد هو إعطاء حق تقرير المصير لشعب فلسطين.

كما يعرض المؤلف رؤى دينية من اليهودية والمسيحية والإسلام حول زوال الأمم.

يناقش أيضًا مظاهر هذا الهاجس على دولة الكيان، ويحلل الأبعاد الفكرية والثقافية التي تغذي هذا الهاجس، وصولًا إلى دعوة للوعي والفعل في مواجهة المشروع الصهيوني.

العدوان الصهيوني الدائم.

 يرى المؤلف أن هذا يفسر شدة العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان وسوريا واليمن؛ وهو عدوان غير مسبوق في تاريخ الدولة الصهيونية، مدعومة من الإمبريالية الرأسمالية الاستكبارية، بحيث يمكن القول: إن إسرائيل ومعها القوى الصليبية الجديدة، تقوم بالعدوان خوفًا من تكرار لعنة العقد الثامن، فهم يرون أن جميع الشعب الفلسطيني هم أحفاد العماليق الذين حاربهم يوشع بن نون، بعد وفاة النبي موسى (ع)، وذلك حسب النبوءات التوراتية التي يؤمن بها اليهود، كما يؤمن بها أركان الحكم الصهيوني المسيحي البروتستانتي، ويعتقدون في نبوءات حروب السماء، وقد جاء ذكر هاجس لعنة العقد الثامن على ألسنة قادة الكيان وأركان القيادة الأميركية.

وينبّه الكاتب المسلمين من الخطر الصهيوني، ويطالب بضرورة التصدي للفكر الصهيوني بمشروع إسلامي مقاوم، وضرورة الوعي أنه كلما اقترب العقد الثامن خلال السنوات القليلة القادمة يزداد العدوان الصهيوني وحشية وشراسة.

وعادة لا بدّ للحق من قوة تحميه، وتكون قوة اقتصادية وسياسية قبل أن تكون قوة عسكرية، والأهم وجود وحدة بين الدول الإسلامية، تنهي الظلم وتنتصر للحق، وتفوز على المأساة، وتنهي العقيدة الصهيونية في نفس الوقت…

والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقًا

قد يعجبك أيضاً


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.