“القائد الش–هيد”.. أيقونة أو أسوة؟

“القائد الش–هيد”.. أيقونة أو أسوة؟
 

ما العمل لنحيا ونحيي الناس بأبطالنا الحقيقين؟

 ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ…. [1].
 ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ….﴾[2].
كلامنا ليس عن “الأيقونة” بالمعنى الفني والديني القديم كرمزٍ لاهوتي يتجسّد بصورة، أو تمثال، أو قطعة مباركة ترمز لبدايات تواصل مع عالم “الملكوت”، بل نقصد بالأيقونة المعنى الثقافي الرائج في العالم المعاصر؛ شخصية مشهورة لقائد أو شهيد أو بطل أو نجم في مجال ما، تضفى عليها هالة إعلامية مكثفة، فتصبح غالبًا خارج حدود الفعل البشري المتعارف، وتدخل عالمًا يكاد ينفصل عن الواقع، وتحلّق نحو الرمزية إلهامًا وإبهامًا.
لطالما شهد العالم، طوال تاريخ القادة والأنبياء والأولياء والشخصيات الهامة، محاولات وتجارب متنوعة الأسباب والأساليب والنتائج، لتصنيع “الأيقونة”، أو “أيقنة” أشخاص مميزين في عطائهم وإنجازاتهم وقدراتهم، وصلت في حدِّها الإفراطي الفاحش إلى تأليه بعض البشر و”اتخاذهم آلهة” كما في التعبير القرآني المذكور، في خطاب استنكاري للسيد المسيح (ع) مع نسف قرآني متكرّر لأصل هذه الشبهة،حيث يكرّر الأنبياء ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم﴾. كذلك في نموذج المغالين الذين ألّهوا الإمام علي (ع) فحكم عليهم بأشدّ مجازاة متصورة في أحكام الإسلام.
لكن وتحت هذا المستوى الواضح في مخالفته للقيم الإلهية – الإنسانية، استمرت نزعة الأيقنة، وتنوعت أشكالها وأدواتها ودرجاتها وأهدافها، وقد استفادت في عصرنا الحالي من تطور هائل للإعلام والإعلان وصناعة الرأي العام، وصراع الهويات، والغزو الناعم، وصولًا إلى علم “إدارة الصورة” الخطير وآليات صناعة النجوم والمشاهير ونمط الحياة.
استدراكًا ودفعًا لشبهة محتملة كما يقال، لا يمكن التقليل من أهمية الأيقونات أو بعضها، في نشر وتمتين مفاهيم وقيم سامية، وفضائل دينية وإنسانية، واعتبار هذه “الأيقنة” تكريمًا وعرفانَ جميل لأبطال حقيقيين، وبشر مميزين وصلوا إلى مقامات عليا كالشهادة والإيثار، وخدمة مجتمعاتهم أو البشرية جمعاء.
لكن مقاربتنا الآن، تربوية واجتماعية، تنظر من زاوية قيمية واجتماعية إلى الدور الحقيقي المفترض لهؤلاء القادة والأولياء والشهداء، خاصة بعد عبورهم جسر الحياة الدنيا إلى آفاق الخلود والرضوان في حياة حقيقية “عند ربّهم يرزقون”… وهنا يبدأ التحدّي الخطير!
إن مفهوم “الأسوة” القرآني، وما يرافقه من “اقتداء” و”اتبّاع” و”أخذ بما آتاكم”، و”الاستجابة لما يحييكم” و… يقع في النقطة المقابلة لهذه “الأيقنة”، وإن تشاركا في بعض الأبعاد الظاهرية أو التأثيرات السطحية أحيانًا.
الفلسفة التربوية لحركة الشخصيات العظيمة من أنبياء وقادة وشهداء ومفكرّين روّاد، هي هداية الناس ومساعدتهم للتكامل والرشد والتسامي، من خلال “التحوّل” الذي يصنعونه في فكر البشر وقيمهم وسلوكهم العملي. فالقائد الشهيد هو “شاهد” على عصره، وحجّة على الآخرين في إمكانية التسامي والتكامل المدهش لشخصيته، في الظروف والأحوال التي يعيشونها، وبالتالي فإن نضوجه وتضحياته وبطولته، تسهّل على بقية البشر طريق الوصول، وتيّسر لهم الحركة ببركة الحب والعاطفة الفطرية نحو “الشهيد  القائد”، أو “الإنسان الكامل”، أو “البطل المضحّي” من جهة، وبيقين المعرفة، والنبوة العقل المؤمن بعظمة هذه الشخصية من جهة أخرى.. فتصبح الشخصية أنموذجًا وأسوة ومثلًا للناس ليصبحوا مثلها! ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ….* وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي….﴾.
القادة والأبطال الشهداء، هم معلّمون مربّون وهداة واقعيون، لكل من يحبهم ويؤمن بهم، ويعتقد بعظمة ذواتهم وصفاتهم وأفعالهم، ولعل هذا من أبرز معاني كون الأولياء “حجّة الله” على البشر الآخرين. إنها التربية بالإمام والولي والأسوة.
ولكن ماذا عن “الأيقونة”؟
من نافل القول، وبالنظر من زاوية  “التربية – الهداية بالأسوة”، إن “أيقنة” الشخصيات لا تحقّق هذه الأهداف غالبًا.
ومن خلال التأمّل في التجارب والشواهد التاريخية والمعاصرة، يمكن الادعاء بأن حركة “الأيقنة” ساهمت كثيرًا في ضرب حركة التربية والتأسّي والاهتداء المنشود!
“الأيقنة” ترفع الولي أو القائد نحو سماء أسطورية بعيدة، قد تكون شاعرية ومرضية لمشاعر الانتماء له، والرغبة في تكريمه وعرفان جميله، لكنه في الوقت نفسه تبعده إلى فضاء خيالي “مقدّس” فلا يمكن تقليده ولا التشبّه به، ولا حتى محاولة الاقتراب والتسنّن بسيرته الحسنة الخالدة!
السيدة مريم (سلام الله عليها)، على سبيل المثال، تشكّل أيقونة رائعة لأغلب الشعوب الأوروبية والأمريكية، ولكن هل يتصور مدراء التربية وصنّاع الثقافة وحتى عموم الناس المؤمنين، أو يخطر ببالهم الاقتداء بها، وتعلم القيم ونمط السلوك والأخلاق العملية منها مثلًا؟!
ولا مبالغة حين نقول: إن هذه الآفة الخفية بالظاهر، قد طاولت أغلب الأنبياء والأئمة والمصلحين والقادة على مرّ التاريخ، ووصلت إلى الرموز الوطنية والثورية العالمية.
تقول “ميلدا” إبنة الثائر الأممي “أرنستو تشي جيفارا” بحزن غاضب: “أكره أن أرى وجه والدي في منفضة السجائر وعلى أزار “الجينز”. هذه هي “الماركانتالية”. هذه هي الانتهازية. هؤلاء لا يبتغون سوى الربح المالي. ولكنني آمل في الوقت ذاته أن لا يقوم الشباب باللحاق بالموضة، بل بالبحث عن هذا الرجل في المجتمع الأممي الذي ما فتأ يفقد كل قيمه!”.
 الملاحظ أن هناك ما يشبه التناسب العكسي الخطير بين هذين المفهومين؛ كلما زادت نسبة “الأيقنة” لشخصيات الأبطال والشهداء القادة، ضعفت عمليًّا آليات وأساليب الاقتداء بهم، والتربية في مدرستهم، والتأسّي بحضراتهم، وأسهمت – دون قصد غالبًا- في إبعاد المحبين عن الارتواء من ماء حياة نبع الشهداء القادة الصافي.
ما العمل لنحيا ونحيي الناس بالشهداء القادة؟
لا بدَّ من الاعتراف أولًا بأن هذه المسألة تحتاج إلى تبيان أشمل، وتحليل أعمق يوضح تشابك أبعاد هذه الإشكالية، وما ذكرناه في هذه العجالة، لا يمثّل سوى إطار أولي بسيط للإطلالة على هذا المفهوم الهام، والذي قد تناوله بعض المفكرين والعلماء الكبار ولكن من زوايا نظر أخرى؛ فيطرح سماحة الإمام الخامنئي نظرة جديدة في التعامل مع المعصومين (ع) مثلًا، في التفكيك بين مقامهم الملكوتي عند الله – والذي لا يمكننا إدراكه، وإنما ذُكر في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، لأسباب متعدّدة منها بيان عظمتهم إجمالًا، وتقوية محبتهم في النفوس، ولكن هذا المقام ليس للاقتداء والتأسّي بهم (ع)،- ومقاماتهم الأخر (إنسان – مدير وقائد- زوج – والد -مجاهد… إلخ)، والتي يمكن بل يجب التأسّي والتشبه بها على الأقل بحسب السلوك الظاهري، وصولًا إلى التكامل  التربوي بمحضرهم الإلهي ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[3].
الشهيد القائد – الحاج قاسم سليماني (رضوان الله عليه) أنموذجًا – يمثّل نهجًا ومدرسة، وبتعبير قائده ومربّيه الإمام الخامنئي “مكتب الحاج قاسم”؛ هذه الشخصية المؤمنة الثورية قد تكاملت تدريجيًّا عبر مسار معرفي وجهادي مستمر، إلى أن عبرت من حدود الحياة الدنيا إلى رحابة “لقاء الله” بشهادة قلّ نظيرها، فكان ختام هذا السير والسلوك هو فاتحة لبداية الدور التربوي الكبير (المفترض)، ودخول الناس أفواجًا إلى “مكتب الحاج قاسم” لتلقّي المعرفة والهداية والتربية بالأسوة، وبالتالي ليتخرّج آلاف، بل ملايين الشباب والشابات، بكفاءات وقدرات وأهداف تشابه ما حقّقه ذلك المعلّم القدير. وهذا الأمر يحتاج بكل تأكيد إلى قرار واع حاسم من متولي تربية المجتمع وإدارته الثقافية؛ برفض تحويله إلى “أيقونة”، على الرغم من إغراءات سهولة هذا الأمر نسبيًّا بالمقارنة وتقديمه كأسوة ومربّ هادٍ.
هناك مسارات ينبغي أن تشترك في استخراج المنهاج التربوي لهذا “المكتب”؛ لتحديد الغايات والأهداف والكفايات المطلوبة، والمحتوى التعليمي والتربوي في أبعاد بناء الشخصية فرديًّا واجتماعيًّا، الأصول والأساليب وطرق التقويم المستمر. الملفت للنظر بأن المفكّر المربّي العظيم الإمام الخامنئي، قدّم من خلال كلماته عن القائد الحاج قاسم سليماني – كإشارات قبل استشهاده وبوضوح مدهش بعد الرحيل العاشورائي – أهم المعالم التربوية لهذه الشخصية، والتي ستشكّل خلال مسار التربية بالشهيد القائد الأسوة أهم ملامح خرّيج هذه المدرسة “المكتب”، كالإخلاص والثورية والشجاعة والجهاد الأكبر العرفاني، وذكاء التدبير والانتماء المعرفي والعملي لنهج الإمام الخميني، والتحلّي بالعقلانية مع الروحانية والتقوى العالية و…
المسار الأول؛ تتصدّى له مؤسسات التربية والتعليم من خلال الإيمان القوي والالتزام العلمي- العملي بهذا المنهاج، وترسيخ قيمه عند المعلمين المربّين في المواد كافة، مع الحذر الشديد والمستمر من “الأيقنة” الرائجة والمقنّعة والتي تظهر أحيانًا في أنشطة موسمية وإحياءات صورية دون حياة، بحيث لا يرتبط الأطفال وحتى الشباب بمسار سهل ميّسر للتأسي والاقتداء بالقائد الشهيد، رغم حمل الصور والشعارات العاطفية والانفعالية العابرة.
    المسار الثاني؛ ويضم وسائل الإعلام والإعلان وكل العاملين والمهتمين بأنواع الأدب والشعر والفن والدراما والتمثيل ووسائل التواصل… وهي كلها مؤسسات تربوية بامتياز – حتّى إن لم تدرك هذا البعد أحيانًا- وتقع على عاتقها مسؤولية تقديم هذه الشخصية العظيمة بكل جمال وإبداع وأصالة وتنوع وذكاء عاطفي وخطاب عالمي، بعيدًا عن “الكليشيهات” الرتيبة، والمستويات المتدنية فنيًّا وبصريًّا وشعريًّا و… والتي تملأ فراغات هواء وأثير وفضاء افتراضي، ولكنها قلّما تلامس عقل الجمهور وقلبه المستعد بالأصل للتفاعل مع شخصية يدرك عظمتها، ولكن يصعب عليه الدخول إلى محفلها للتعلّم والتكامل بها!
المسار الثالث؛ يشمل النخب الفكرية والثقافية من صنّاع الخطاب، والمبلّغين والمدرّسين من علماء دين وجامعيين، للتصدّي لبيان وتحليل وعرض الصفات المميزة والإنجازات الكبيرة، والذكريات الجذابة والأفكار الإبداعية و… وتيسير الاقتراب الاقتدائي من هذا القائد الأسوة؛ بدل الشكوى من ضعف المطالعة بين المسؤولين والشباب مثلًا، تكفي ذكريات الحاج قاسم مع مطالعة عشرات بل مئات الكتب المتنوعة من كتب الحكمة والعرفان، إلى قصص الشهداء والأدب العالمي، وكتب الإمام والقائد والاسترتيجيات ومعرفة العدو و… لتحدث تحوّلًا ونقلة نوعية عند جمهور المتربيّن كبارًا وصغارًا، ويصبح معيار طلب العلم والمطالعة والعمق الفكري مثلًا مؤشرًا واضحًا، ودليلًا عمليًّا على صدق وجدّية الانتماء لهذا “المكتب السليماني”. فيما “الأيقونة” بالطبع، لا تملك هذا المنهاج ولا الملامح والمؤشرات والمسارات؛ بل إنها تقدّم التميّز والخصوصيات والقدرات عند البطل كصفات خارقة لا يمكن الوصول إليها ولا السعي نحوها.
تسعى الحضارة الغربية وخاصة إمبراطورية الشرّ الأمريكية بثقافتها المنحطّة، إلى اختراع أبطال أسطوريين، وصناعة مشاهير من سفهاء  فارغين ونحت “أيقونات” عجائبية للثورات الملونة والشاشات الكبيرة والصغيرة، في سعي محموم لفرض قيمها البراغماتية المادّية ونمط حياتها المزيّن المزّيف على مليارات البشر في أرجاء الكرة الأرضية المتعبة والمتعطشة للحبّ والعدل والروحانية، ولعلّ أنفاسها الشيطانية توسوس للناس دومًا بسحر “الأيقونة”!
أما نحن “فأبطالنا حقيقيون” كما يقول حكيم هذه الأمّة ورائد حضارتها الجديدة. هؤلاء الأبطال القادة الشهداء، هم بشر عاديون جدًّا مثل ملايين البشر العاديين، أحبوا الله والإنسان، وانطلقوا في رحلة سير وسلوك خميني” محمدي أصيل”، فرحوا بجمال نعم الرحمن، وضحكوا من كل قلوبهم لأطفال الشهداء، ذرفوا دموع التألمٍ مع المظلومين، ودموع التوبة والمناجاة والشوق، قرأوا وتعلّموا، قاتلوا وجرّبوا وأخطأوا واستغفروا… صابروا وثابروا مع ولي أمرهم حتى فتح الله عليهم؛ عبروا نحوه سبحانه، فذاقوا حلاوة الموت بطعم حياة الشهادة.
كل شاب وفتاة، كل كبير وصغير، كل مجاهد وقاعد، كل عابد ومذنب، يمكنه بلمح البصر أن ينتسب لهذه المدرسة “السهلة السمحاء”، فسيستقبله “القائد الشهيد”، ويأخذ بيده ومجامع قلبه، ويحلّق حرًّا نحو النور والسرور، بشرط وحيد؛ أن لا نسجن “القائد الشهيد” في سراب “الأيقونة” التأليهي، بل نمشي نحوه ومعه وبه من تراب الأرض إلى لقاء الجميل ما وراء السماء. حيث قال علي (ع): “من وثق بماء لم يظمأ”.
حيّ على اللقاء.
 
 
 
 
* باحث في التربية و علم الجمال.
[1]  سورة المائدة، الآية 116.
[2]  سورة الممتحنة، الآية 4.
[3]  سورة الأحزاب، الآية 21.



المقالات المرتبطة

الحرب والرجاء

إنّها سوريا، هي المقصد. بما هي واسطة عقد الممانعة في المنطقة العربيّة. وهناك، على الضفة الأخرى، علت النداءات على صوت أجراس الكنائس تنادي المؤمنين في كلّ بقاع الأرض ليتداعوا إلى لصلاة برجاء السلام.

دلالة الرؤية الكونيّة التوحيدية

ليس بذي بال أن نبحث عن أول انطلاق مصطلح ما، إلا بمقدار ما يفيدنا هذا البحث في تحديد المعنى المقصود من المصطلح.

لذا، فإن الرؤية الكونيّة وإن كان التعبير عنها أول ما جاء في أدبيات الفلسفة الألمانية، إلا أن المراد الذي تحمله بما يعنيه من إحساس بالعالم ومعرفته العميقة

ما هو الإيمان الفلسفيّ؟

للإيمان وجهان: (1) ذاتي، أي فعل الإيمان الذي أعتقد من خلاله؛ و(2) موضوعي

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<