الحرية الإنسانية في فكر الإمام موسى الصدر

الحرية الإنسانية في فكر الإمام موسى الصدر

تقديم

أُخفِيَ الإمام السيد موسى الصدر، العالم والمفكر ورجل الدين المستنير، عام 1978، ولا نكتب عن إخفائه بقدر ما نكتب عن فكره، عن تراثه الذي تركه لمن يأتي بعده، ومن ضمن فكره الحرية، التراث الرسالي الذي بحث عنه ودفع ثمنه، فلقد مثّلت الحرية الإنسانية أحد الثوابت الفكرية لدى الإمام موسى الصدر، التزم بها عن اقتناع، ومارسها على المستوى العملي بنفس الاقتناع الفكري، والحرية الإنسانية كما يراها الإمام تنبذ الظلم أيًّا كان مصدره، ويأبى إلا أن يكون الإنسان كما خلقه الله مكرّمًا حرًّا، ومن أجل هذه الغاية النبيلة خاض السيد صراعًا فكريًّا وسياسيًّا هائلًا على كل المستويات.. وفي البلدان التي عاش فيها، اعتبر أن خدمة الإنسان هي الطريقة التي فضّلها الله وجعلها هدفًا لحياتنا ورسالة لها، خدمة الإنسان لا خدمة شخص، ولا تحقيق مكاسب للغير، ولا أوهامًا متمثّلة في شعارات ولا غرائز وأحقادًا وانفعالات، إننا نقاتل من أجل الإنسان[1].

واذا كان المفهوم الإنساني لدى الإمام الصدر بهذا المستوى، فقد اعتبر خدمة الإنسان عبادة حقيقية لله تعالى[2].  لذلك كان يرى أن الأديان كانت واحدة تهفو إلى غاية واحدة: حرب على آلهة الأرض والطغاة ونصرة المستضعفين والمضطهدين، وهما أيضًا وجهان لحقيقة واحدة[3].

وربما كانت دعوته الحاشدة لنصرة المظلومين والمستضعفين وغيرته على دين الله من التمزق والتناحر على أيدي أتباع الدين من المسلمين، ورفضه أن يمارس أي ظالم التدخل في شؤون هؤلاء المظلومين، بما يخدم هدفه السياسي الباكر من أكبر أسباب إخفاء الإمام، خاصة وأن بشائر انتصار الثورة الإسلامية في إيران كانت أكيدة، والثورة انحازت للمستضعفين والمحرومين، فكان الإخفاء، الذي ما زال قائمًا، ولقد كان دوره رائعًا في الثورة الإيرانية، التي قامت من أجل رفع المعاناة عن الإنسان واعتبار الثورة عالمية تنصر المظلوم أيًّا كان دينه أو جنسه.

إن البحث عن الحرية الإنسانية في فكر الإمام الصدر يتطلب البحث عن المنطلقات الثقافية والتربوية والفكرية والسياسية التي صاغت فكر الإمام وجعلته ينحاز إلى الإنسان وحريته.

1 . المنطق التربوي.

ولد الإمام في مدينة قم، مدينة السيدة المعصومة في إيران عام 1347هـ – 1928 م، ووالده هو السيد صدر الدين الذي كان زاهدًا عابدًا مفطورًا على التواضع كأبيه وجده، يفر من الاستعلاء، وينفر من الأنانية، وذلك عن طبع، دونما تكلف ولا تصنع[4]. عاش في خراسان ثم انتقل منها إلى قم، فقدر الناس وأهل الفضل منهم علمه، صار عميد الجامعة الدينية في قم بعد انتقاله إليها، وكان يفتش في الليل عن الفقراء ويعطي ولا يعرفونه، لأنه ينسحب ولا يترك أثرًا يدل عليه[5].

كان في نهاره لا يكاد يفرغ من تعمير مؤسسته حتى ينهض للتعمير من جديد، وحتى بلغ ما عمّر خمس عشرة مؤسسة علمية ودينية واجتماعية، بنى جسورًا وشق طرقات، أنشأ مستشفيات وجمع أموالًا لا تأكلها النيران ومات فقيرًا سنة 1953، يقول الإمام موسى الصدر عن أبيه: “لا أذكر وأنا أعيش في فارس أننى رأيت سجادة عجمية في بيت والدي”[6].

مات السيد صدر الدين وعمر الإمام موسى الصدر خمس وعشرون سنة، وقد أثرت فيه تربية والده تأثيرًا عظيمًا جعلته ينحاز للإنسان المستضعف، للفقراء والمعوزين، هذا بالإضافة إلى تلمذته على يد والده وتعليمه الدين بشموليته الرائعة الواسعة فلم ير في الدين زادًا للآخرة فقط، ولكنه زاد الفقراء والمعوزين والضعفاء والمستضعفين والذين لفظتهم الحياة.. وكان صريحًا أن الدين هو الوسيلة الفضلى للحياه الطيبة قبل أن يكون مسلّطًا وسبيلًا لسعادة الآخرين، وعلى المتصدرين للعلم الديني أن يكونوا للمستضعفين عونًا وللمتعبين واحة رجاء، حتى يتمكنوا من تكريس المفهوم القرآني الصحيح[7].

 

2 . المنطق النبوي.

تربّى السيد إذن منذ طفولته مع مفهوم الانتصار للإنسان وكرامته والانحياز للبسطاء والمستضعفين، وأثّرت فيه تربية والده ومعلميه على السواء، حيث تتلمذ على يد علماء أجلّاء منهم المرجع الكبير محسن الحكيم والمرجع الشيخ محمد رضا آل ياسين، والمرجع أبو القاسم الخوئي، وذلك في النجف الأشرف في الفترة من عام 1954-1958 وخلالها لم ينقطع إلى الدرس على هؤلاء العلماء، ولكنه تجول في العراق ليتصل بالناس اتصالًا مباشرًا للتعرف إليهم والاطلاع على أحوالهم، وهذا ما فطر عليه السيد وما فطرت عليه أسرته الهاشمية من السجايا النبيلة والتي لا تكره إنسانًا على شيء، فهم من الدوحة النبوية التي قال عنها الإمام علي (ع): نحن أهل بيت أهل النبوة لا يقاس بنا أحد[8].

ومن المعروف أن أهل البيت دومًا ما كانوا ينتصرون للمظلوم، ويعتبرون هذا من أصول الدين، والإمام علي نفسه يوصي الإمام الحسن: “كن للظالم خصيمًا”، والظالم هو كل متكبّر، وكم ذاق أهل البيت من جراء نصرتهم للمظلوم من تضحيات في نفوسهم الكريمة، فالسيد ورث هذا المفهوم من أسرته وورث أصوله فطريًّا، هذا إلى جانب أن البيئة التي عاش فيها كانت خصبة رائعة، فإيران التي ولد فيها واستقى تعاليمه في مدارسها هي الدولة التي استقبلت سماحة الإسلام، أخذته عن رغبة صادقة، وهي البلد ذو الحضارة الضاربة في عمق التاريخ، أهمها عشقوا الحرية والعلم معًا، والنبي الأعظم في حديث له يقول: (لو كان العلم في الثريا لتناوله رجال من فارس)[9]، أطلق الأموين عليهم اسم الموالي، وذلك بخلاف ما نادى به الإسلام من أن الناس كلهم إخوة، فرأوا في الدعوة العلوية الإسلام الصحيح الذي نزل به جبريل الأمين على قلب الرسول (ص)، الذي يجعل من الآية الكريمة ﴿لا إكراه في الدين﴾ [10] عنوانًا له، وأخرجت فارس عظماء الإسلام في الأدب والفقه والعلم والفلسفة، وهذه البيئة كانت إحدى مكونات السيد وركيزة من ركائز شخصيته المتعددة الجوانب، وليست النجف الأشرف والعراق بأسره إلا استكمالًا لشخصيته، لأن العراق مقر ستة من الأئمة المعصومين، وفي أرض العراق تفاعلت كل الثقافات.

 

3 . المنطق الفكري.

يختلط المنطق الفكري بالتربوي، لأن الذين ربّوا الإمام موسى الصدر في طفولته وصباه، ربّوه على الأخلاق والأفكار القرآنية والتي جاء بها الإسلام وطبقها النبي والأئمة من آل البيت من بعده، ويمكن تلخيص مدرسة أهل البيت في بعدها الإنساني في قول الأستاذ عباس العقاد[11] “فقد أصبح اسم علي علم يلتف به كل معصوم، وصيحة ينادي بها كل طالب إنصاف، وجعل الغاضبون على كل مجتمع باغ، وكل حكومة جائرة يلوذون بالدعوة العلوية كأنها الدعوة المرادفة لكلمة الإصلاح، أو كأنها المنفس الذي يستروح إليه كل مظلوم، فمن نازع في رأي ففي اسم علي شفاء لنوازع نفسه، ومن ثار على ضيم، ففي اسم علي حافز لثورته ومرضاة لغضبه”.

ودون الخوض في التفاصيل المذهبية، فإن التّشيع هو الإطار الحافظ فكرًا وقيادة لحركة الإسلام، فالإسلام من حيث كونه دينًا مطروحًا في الكتاب والسنة يحتاج إلى كائن حي يحمله، وهذا الكائن الحي هو التشيع الذي قاده الأئمة من خلال التجسيد لمفاهيم وعلوم الإسلام، فالتشيع ليس مذهبًا كالمذاهب الإسلامية الأخرى، بل هو الجهاد الإسلامي، الأداة الثورية له، فالشيعة دومًا رافضون للظلم ثائرون عليه، ناقمون على الظالمين، فظلّوا مضطهدين طوال تاريخهم مشوهة أفكارهم، مدّعى عليهم بما ليس فيهم، والإمام علي (ع) يقول: “الحياة في موتكم قاهرين، والموت في حياتكم مقهورين”[12].

الرفض للظلم شيمة الدعوة العلوية كما قال الأستاذ العقاد، ويتسق هذا ما قاله السيد موسى الصدر بأن الإسلام[13] “حرر الناس من أوهامه، حرر الفكر لأول مرة على وجه أفضل في تاريخ البشر، فشق من حطام الأصنام طريق العلم.. حطم من أجل عالم واحد ومجتمع أفضل سائر القيود في استيعاب مبكر فريد، فأعلن أولًا أن النظام الفاسد إنما هو أثر مباشر من عمل الناس وسلوكهم، ولو شاؤوا أفضل مما هو لكان”، وصرّح بوجوب الثورة في وجه الطغيان كلما هبت رياحه، ودعا إلى مقاطعة الطغاة والظالمين، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ﴾[14]. واشترع المساواة في الحقوق والواجبات فلا طبقات ولا تمايز، إلا بالعلم والعمل والتقوى في تدرج تنظيمي لا شأن للدم ولا اعتبار، الملوك والزعماء كغيرهم أمام الله.

وكما أعلن الإسلام الحرب على مدّعي الألوهية والطغاة والظالمين، فإنه أيضًا أعلن كذلك الحرب على مدّعي حفظ الدين، والدين منهم براء، لأن الدعوة شاملة للجميع ولكل قوم هاد والقرآن يؤكّد خلال آيات متعددة وجود الدعوة بواسطة الأنبياء لجميع شعوب الأرض، وبالتالي يثبت أن دعوة الله للإنسان عامة بواسطة الأنبياء، ومستمرة بواسطة الهادين الأئمة والأوصياء أن رسالة الدين واحدة في سلسلة واحدة متصلة الحلقات، والهدف لا يتحقق إلا بتحرير الإنسان من عبادة الذات، يحصل خلال الصراع النفسي، وهنا نجد أن جهاد الأنبياء والأئمة والأوصياء جميعها في ساعة واحدة، بحيث يمكننا أن ندرس كل موقف منهم في إطار عام، ومن جملة هذه المجاهدات بل قمة هذه التضحيات استشهاد الحسين يوم عاشوراء، فليست الشهادة الحسينية حلقة معزولة عن الحركات، بل ندرسها من خلال تاريخ نضالي طويل أوجد شهادة الحسين[15].

إن الحركة الحسينية مرتبطة بالحركات لتحرير الإنسان من عبادة آلهة الأرض ودوره في أنه يحمل أعباء التاريخ كلها ضمن معارك جرت منذ الأول في وجه الطغاة ولخدمة المعذبين في الأرض، وهذه المعارك استمرت وسقط شهيد تلو شهيد في الطريق حتى جاء الحسين وهو سيد الشهداء، فهو حلقة مترابطة مع الماضي، وبنفس الوقت، فقد وعي فلم يشق الأئمة وحدة الأمة إلا في حالات تعرّض العقيدة الإسلامية إلى الخطر (كما في حالة الحسين)، أو في حالات تعرّض قضية الحكم الإسلامي من الحكم الإلهي وإقامة العدل بين الناس إلى الحكم الكسروي والقيصري الذي يكون فيه للطاغوت وللهوى وللرأي[16].

لقد كانت الحرية عند السيد موسى الصدر إحدى مكونات شخصيته الفكرية، يقول[17]: الحرية أيها الإخوان هي أفضل وسيلة لتجنيد طاقات الإنسان كلها، ولا يستطيع الفرد أن يخدم في مجتمع لا تسوده الحرية ولا يستطيع الفرد أن ينطلق بجميع طاقاته وينمي جميع مواهبه إذا أعوزته الحرية، فالحرية أفضل وسيلة لاستثمار طاقات الفرد في خدمة مجتمعه، والحرية أفضل اعتراف بكرامة وحسن الظن بالإنسان، بينما عدم الحرية إساءة ظن بالإنسان، وتقليل من كرامة الإنسان، وبالتالي لا يقوم بتحديد حريات الفرد إلا من كفر بفطرة الإنسان، فطرة الله التي فطر الناس عليها، الفطرة التي هي النبي الباطن للإنسان، وهذه الحرية التي نادى بها هي التي جعلته خصمًا عنيدًا للصهيونية وللدولة اليهودية، وجعلته عونًا للقضية الفلسطينية باعتبار أن الفلسطينيين من المستضعفين من قوى الاستكبار العالمي الصهيوني الأمريكي.

4 . المنطق الثقافي

الحكمة ضالّة المؤمن، هكذا قال الإمام على (ع)، فالإسلام لا يمنع مسلمًا من الاطلاع على الثقافات الأخرى، وقد اطلع الإمام الصدر ما وثّق من ثقافته، فمن مركز قوي فكري اطلع على الثقافات الأوروبية بميراثها الكنسي والمدني، حاور وناقش وحلّل، واتفق على أن أصل الدين واحد، وأن دين الله – أي دين – يرفض الظلم وينصف المحرومين، وعلى هذا الأساس رفض الصهيونية كحركة عنصرية تعتقد أن اليهود شعب الله المختار، وأنه يحق لهم بموجب امتيازهم أن يضطهدوا غيرهم فيقتلون الفلسطينيين ويطردونهم من ديارهم، وكان السيد الصدر يرى الإسلام يرحب بكل حركة فكرية إيجابية، وكل تطوير عقلي سليم، ويعتبر هذا جزء من رسالة الإنسان في الحياة وواجبًا من واجباته، ولا تنتهي فاعلية الإنسان عند هذا الحد، فهو يدخل هذا العنصر الجديد في جسمه الثقافي، ولا يبدي الإسلام أي تحفظ اتجاه النشاطات الثقافية بسبب التخوف على ذاته أو إضعاف الدين في نفوس أبنائه، فلقد واجه الإسلام لأول مرة ثقافات جاءت من مصادر غير إسلامية، واجه الإسلام هذه الثقافات ثم انتقلت من مختلف حقولها إلى المجتمع الإسلامي فلاقت شيئًا من الصدام والتردد، ثم انطلقت جزءًا من الثقافة الإسلامية وتوسعت ونشطت حتى لكأن المجتمع الإسلامي هو صاحب الثقافة فأدى الأمانة بدوره إلى العالم[18].

فالسيد الصدر كما يرى وحدة الأديان، لأن الثقافات أصولها واحدة أيضًا، فاطلع السيد وقرأ التوراة والإنجيل، وزار الدول الغربية والعربية، وانطلق في رحاب ثقافات العالم متفاعلًا ومحلّلًا وناقدًا، منطلقًا من ضرورة الإسلام عميقة الجذور المستقاة من تفاعل الحضارات في الزمن القديم، وكان أثر كل ذلك يطفوا على أفكاره وسلوكه، فيوضح في النهاية أن الدراسات والمطالعات في مختلف الحقول الثقافية تنطلق من عالم رحب واسع وتحتفظ بالإطار الربانى الثابت، الذي لا بدّ منه في الحياة، وكان يرى أن معنى كلمة الخليفة (إشارة إلى الآية الكريمة إنى جاعل في الأرض خليفة) يختلف تمام الاختلاف عن المعنى الشائع، فالخليفة كالقلم للكاتب مثلًا، ويختلف أيضًا عن معنى كاتب ينفذ ما يملى عليه إملاءً حرفيًّا، بل الخليفة هو من ينفذ أراء الشخص حسب الخطط المرسومة مع الاعتماد على معرفته الخاصة وتصرفاته الحكيمة، وهذا المقام يتحقق مع حرية التصرف، هذه الحرية هي التي جعلت الملائكة تبدي خوفها منها، من نتائجها متأكدة أن الإنسان سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء، لأن طريق الخير والشر مفتوحان أمامه، ولكن حرية الإرادة مهيأة للإنسان، والفضل كله أن يختار الخير، وهذا طريق لا يمكن السير فيه إلا بالعلم، الذي هو العنصر الأصيل في تكوين خليفة الله في الأرض[19].

إن حرية الإرادة كما يراها السيد تتطلب التطور في الحياة، والتطور معناه تفاعل الإنسان مع الكون، فالإنسان كل يوم تزداد تجاربه وتتقدم به علومه فيكشف أشياء جديدة في الكون ثم يستعمل معرفته الجديدة ليطور بذلك حياته الشخصية والاجتماعية، وينتقل إلى فعل جديد من التاريخ البشري الطويل[20]، وحرية الإرادة للإنسان تجعله سيد مصيره، ونظرة السيد الشاملة للكون وللبشر ولتطوره تنبع من فلسفة إيجابية وموحدة، بين الإنسان والمجتمع والكون، وهو عندما يعرض المجتمع بالتعاون ينتزع العبرة من الإنسان نفسه، خلية المجتمع الأولى، كما ينتزع العبرة من الكون حيث تتعاون ببنائه الكائنات جميعًا.

إن الإمام موسى الصدر بتفاعله الخلّاق مع الثقافات المختلفة ونظرته الشمولية للكون وقاعدته الإسلامية الأصلية أنتجت فكرًا صالحًا لأن يُعمّم على البشر حميعًا، هذا الفكر ينصب على الحرية الإنسانية بكل تفاعلاتها السياسية والاجتماعية والدينية طالما أن أصولها واحدة، وأضاف البشر من حولها، كل حسب رؤيته القاصرة ورفضه للغير، ناهيك عن فرض الآراء بالقوة والجبر والسيف عبر عصور اعتقدت في الملوك قدسية.

الإمام موسى الصدر وممارساته العملية في مجال الحرية الإنسانية  

لم يكتف الإمام موسى بفكره عن الحرية الإنسانية، فراح يدافع عن الإنسان وكرامته، ويتفاعل مع المسلم وغير المسلم في إطار خلاق من التطبيق العملي، ويمكن إجمال هذا التطبيق في مجالين يتفرع منهما أفكار عملية تنبىء عن جسارة فكرية، وهذان المجالان هما تفاعله مع المسلمين ومع غير المسلمين.

تفاعله مع المسلمين

كما رأينا عاش الإمام موسى الصدر في إيران والعراق ثم استقر نهائيًّا في لبنان، ومن لبنان انطلق يؤسس حركة المحرومين، حيث اكتشف وضعية الإنسان بعد تعرفه عن قرب على مشاكل الأفراد والجماعات، والتفت إلى عمق واتساع الفجوة بين أبناء الوطن الواحد في لبنان التي تتعاطى معهم الدولة على أسس متعددة ورعاية متنوعة، فاكتشف تحول وضعية الإنسان المسلم في البقاع والهرمل إلى أحزمة من البؤس في ضواحي بيروت، التي اكتظت بالفقراء الذين يهاجروا من الأطراف كسبًا للعيش الكريم، فقد كانت تصادر حريته، فبدأ السيد الصدر الدعوة إلى رفع الظلم عن هؤلاء المعذبين، والذين تصادف أنهم جميعًا من الشيعة، والذين كانوا معرضين للعدوان الإسرائيلي حيث يعيشون في الجنوب، فرأى الإمام أن يبدأ بتحرير إرادة الإنسان منهم، فبدأ ينشّط جمعية البر والإحسان التي أسسها الإمام عبد الحسين شرف الدين في صور عام 1948، فبدأ يغير من نظامها وأسلوبها في العمل، فدرس أوضاع الفقراء، وأقر للعاجزين منهم راتبًا شهريًّا، وقدم الدواء بالمجان، ثم أعلن تحريم التسول بفتوى، وطلب إلى الناس عدم الاستجابة للمتسولين بالدفع الفردي، وقال لهم إن من له نية بالإحسان، فعن طريق الجمعية واللجان والاشتراكات الشهرية، وقال إن الجمعية لا يقتصر انعكاسها على طائفة معينة، بل هي جمعية خيرية لكل الطوائف.

رأى السيد أنه قد أنشأ المرسوم الاشتراكي رقم 18في 13/1/1955 تنظيم خاص بطائفة السنة، ثم تنظيم خاص بالطائفة الدرزية 13/7/1963 وبقيت الطائفة الشيعية وحدها دون تنظيم، لذلك وعبر وسائل كثيرة ومتعددة ولقاءات لا تهدأ بالطائفة الشيعية وبرئيس الدولة اللبنانية تم التصديق عام 1967 على مشروع قانون تنظيم شؤون الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان، ولم يكتف بذلك فقد قاد حملة مطالبة السلطة اللبنانية بتنمية المناطق المحرومة وإلغاء التمييز الطائفي، وإنصاف الطائفة الإسلامية الشيعية في المناصب الوزارية والوظائف العامة وموازنات المشاريع الإنمائية، ومع استمرار رئاسة الدولة في إنكارها لهذه الحقوق، فقد صعّد الإمام موسى الصدر من تحركه لإنصاف المحرومين والتمسك بحقوقهم، بالإضافة إلى مطالبته بتسليح أهل الحنوب للرد على اعتداءات إسرائيل المتكررة، وانطلق يجتمع مع أهل الجنوب مذكّرًا إياهم بحقوقهم وبالعدالة الاجتماعية التي تنساها الحكومة اللبنانية، وأخيرًا  أعلن ميثاق حركة المحرومين في 29/3/1975 ونص على أنها حركة جماهيرية غير طائفية ولا فئوية تنطلق من الإيمان الحقيقي بالله، وتؤمن بالحرية الكاملة، وترفض الظلم والتصنيف، وتتمسك بالسيادة الوطنية وبسلامة أرض الوطن[21].. وهكذا انطلقت حركة المحرومين لتكون بداية تنمية الجنوب وتدافع عن المواطنين المعرضين للقتل.

لم ينس الإمام الصدر واجباته الإسلامية تجاه الدول الأخرى التي تعاني من الاستعمار أو الاحتلال، ففي إيران خطب الإمام الخميني خطابه الشهير في المدرسة الفيضية في 3/6/1963 والذي تحدث فيه عن تبعية شاه إيران لأمريكا وتحدث عن جرائم إسرائيل وأمريكا ودور رجال الدين ورسالتهم، فما كان من نظام رضا بهلوي إلا القبض على الإمام الخميني واعتقاله، فقام الإمام الصدر بحملة واسعة للإفراج عن الإمام الخميني فذهب إلى الفاتيكان حيث حضر حفل تتويج البابا بولس السادس، ونقل صورة الظلم الذي يمارسه الشاه على الشعب الإيرانى وعلى الإمام الخميني[22]، واتفق مع جماعة العلماء في النجف لتنظيم برقيات الاحتجاج وعقد الاجتماعات، وأخيرًا تم الإفراج عن الإمام الخميني، وعبّر الإمام الخوئي عن ذلك بقوله: “إن إطلاق السيد الخميني يعود الفضل الأكبر فيه إلى رحلة السيد موسى الصدر”[23].

وقام الإمام الصدر بجولات في الدول العربية، إلى مصر حيث زار الجبهة وصلّى بالمصلين في جبهة السويس، وخطب فيهم مندّدًا بالدولة الإسرائلية مقترحًا مشروعًا ينادي بالجهاد لتفعيل المشاركة على كافة المستويات الشعبية في الجهاد ضد إسرائيل، كما زار الجزائر بعد عام واحد من استقلالها عن الاحتلال الفرنسي وخطب بالجامع الكبير بالجزائر، وزار غانا ونيجيريا وليبيريا وتفاعل مع المسلمين والعرب هناك.

كما كان يدرك أن لبنان على شفا حرب أهلية، فسعى جاهدًا للحيلولة دون اندلاعها، وحذّر من الأخطار المحدقة بالوطن اللبناني ونتائجه المدمّرة على وحدة لبنان، وأن الخاسر من الحرب الأهلية هي المقاومة الفلسطينية التي انتقلت إلى لبنان بعد أحداث أيلول الأسود عام 1970، ولكن تحذيراته لم تمنع وقوع الحرب، وكانت الضربة المؤلمة في صيدا في 15/2/1975 عندما أطلقت النار على المناضل معروف سعد، ثم وقعت حادثة عين الرمانة، والتي اعتبرت شرارة الحرب الأهلية في لبنان والتي دامت ستة عشر عامًا.

قام السيد بالاعتصام بالمسجد ودعا اللبنانين إلى نبذ الخلافات، وقال إن السياسة في لبنان أصبحت هدفًا لا وسيلة، والسياسة هي السبب في كل ما يجرى في لبنان: ولم ينه اعتصامه إلا بعد تشكيل حكومة جديدة برئاسة رشيد كرامي الذي وعد بإنهاء الأزمة.

ولكن العدوان الإسرائيلى في أذار 1978 على الجنوب اللبنانى جعلت الإمام يتحرك بزيارته المتعددة لعواصم العالم العربي، وأثمرت هذه التحركات إلى دفع العالم العربي إلى الضغط على مجلس الأمن فيصدر القرار 425 والذي فتح الطريق أمام القوات الدولية إلى جنوب لبنان لمراقبة الاتفاق الدولي.

كان الإمام يرى أن إسرائيل تمثل الباطل كله، وكانت دعوته إلى اللبنانيين بالوحدة من أجل مواجهة الخطر الإسرائيلى، لأن إسرائيل تمثّل تمثيلًا كاملًا الحضارة الغربية الطاغية بالاحتكار والتفرقة العنصرية والتعصب الديني والظلم والاغتصاب والقسوة، وقال في رسالته إلى المؤتمر الفلسطيني المنعقد في القاهرة: “إن ثورتكم أكبر من الثورة الطبقية، وأشمل من محاربة الفساد والكفر، وأعمق من الوقوف في وجه التعصب، وأعنف من الحرب العنصرية، إنها ثورة على جميع وجوه الباطل، إنها أثقل ثورة في العالم ضد أخطر عدو في العالم”، فالإمام كان يرى أن إسرائيل تستهدف الإسلام، لأنه يحمل في طياته الثورة الداعية إلى حرية الإنسان، وهي أكبر مفردة في تاريخ الإنسان، وطبقها الإمام موسى الصدر بقدرة متسقة مع ما يؤمن به من أفكار.

تفاعله مع غير المسلمين

اتسقت أفكار الإمام في علاقته مع المسيحيين سواء في لبنان أو خارجه، مع اعتناقه التام بفكرة حرية الإنسان فقال[24]: إن الله أرسل المسيح ليحرر الإنسان من الجشع والنفاق، ويخلص المعذبين في أرضه من المتاجرة باسم الله ومن الظلم والطغيان، كان الفصح المجيد صورة كاملة عن المرحلة الثانية من تاريخ البشرية.. قتلوا الجسد، وانتقل مسيح الكلمة إلى السماء قائلًا لمريم المجدلية: إذهبي وبشري أخواتك إنى ذاهب إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم.. مؤكّدًا أن الله تعالى كان رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، فالمنتصر في المعركة الحاسمة هو الحق والخلود لرسالة الله والصورتان على رأي الروايتين تمرّان في الذكرى أمام الخواطر وتطبعان بفعل على قلوب أولى البصائر، وتصبحان الينابيع الدفاقة للحياة السعيدة والانتصار الإنسان… وكما كان الحق هو الخلود المطلق في الكون كما أراده الله، فإن السيد كان يرى لبنان ضرورة حضارية، ووحدة لبنان هي ميزة وجوده، وأن نجاح صيغة لبنان التعايشية هي الرسالة اللبنانية إلى العالم، لذلك فإن جولاته إلى الغرب.. إلى روما وسويسرا وأسبانيا أكدت لديه أن المسيحية المجيدة انطلقت من الشرق حاملة قيم السماء وأبعاد الشرق، عمقه وتسامحه وانفتاحه ثم انتقلت إلى الغرب الوثني المادي وكشف بقسوته وتعصبه وأنانيته عن وجه بشع هو أبعد ما يكون عن المسيحية، ثم اعتدى على الشرق محاولًا استعماره واستعمار أهله مسيحيين ومسلمين، فخلق تناقضات واستغل الفروق وتسلل من الثغرات، وكان رغم عطائه بعيدًا عن الفقر والتواضع وعن التفاني والمحبة السامية والإنسانية، أى أنه بقي بعيدًا عن الصفات الأساسية للمسيحية[25].

كان الإمام يخاطب الضمير المسيحي، يخاطب الكنيسة لا السياسيين، يخاطب العقل بالحجة والقلب بدعوة الإيمان وكرامة الإنسان، لأنه كان يدرك أن السياسة هي السبب في ما يجري في لبنان، وهي السبب في الحرمان، وعدم مواجهة الحقائق وتأجيل الحلول، وفي خلق الأرضية المناسبة للأزمات، لذلك فإنه اتصل برجالات الدين المسيحي، فشارك في الحركة الاجتماعية مع المطران غريغوار حداد في عشرات المشاريع الاجتماعية التي تخدم كل اللبنانين، فكان من القلة السابقين للعمل على مستوى لبنان كله بمدنه وقراه، زائرًا مناطق الحرمان، معايشًا إنسانها وهمومه، مُنشِئًا علاقات مع تجمعاته، محاضرًا في الكنائس والجوامع والجامعات والأندية، داعيًا إلى نبذ الطائفية والعنصرية.. وداعيًا إلى احترام الإنسان وحرياته )الحرية أم الطاقات).. فحث على التفاعل بين الجماعات والثقافات والحضارات، وهو ما أكسب سعيه وحركته شعبية تجاوزت نطاق رعيته.. واعتُبر برأي الكثيرين رمزًا من رموز الوحدة الوطنية، ومن السبّاقين في إطلاق الحوار الإسلامي المسيحي والعاملين على تهيئة الظروف المناسبة لإنجاحه[26].

وبخطابه المستمر نحو الآخر المسيحي دعا إلى الدعوة إلى الإنسان ليعود الله إلينا، نعود إلى الإنسان المعذب لكى ننجو من عذاب الله، نلتقي على الإنسان المستضعف المسحوق والممزق لكي نلتقي في كل شيء[27].

إن دعوة الإمام الصدر للحرية الإنسانية كانت دعوة عالمية، وكما أن لكل قضية ثمن، فقد دفع الإمام موسى الصدر ثمن دعوته.. دفعه كاملًا.

 

 

 

 

 

 

مصادر البحث:

[1] يعقوب ضاهر، سيرة الإمام السيد موسى الصد، صوت المحرومين 28/7/1976، الصفحة 7والصفحة 320.

[2] الإمام القائد السيد موسى الصدر، أمل المعذبين، (منشورات حركة أمل، المكتب الإعلامي المركزي،2001)، الصفحة 10.

[3] من كلمة للإمام الصدر ألقاها في كنيسة الآباء اليونانيين بتاريخ 8/2/1975، نقلًا عن موسوعة الإمام السيد موسى الصدر، الصفحات 5 – 211.

[4] نجيب جمال الدين، الشيعة على المفترق، (بدون دار نشر،1967)، الصفحة 30.

[5] المصدر نفسه، الصفحة 30.

 [6] المصدر نفسه.

[7] المصدر نفسه، الصفحة 76.

[8] نهج البلاغة، تحقيق محمد عبده، (بيروت: دار الفكر، بدون تاريخ).

[9] ابن هشام، السيرة النبوية، (القاهرة: دار الريان، 1987)، الجزء 1، الصفحة 178.

[10] سورة البقرة، الآية 255.

[11] عباس محمود العقاد، عبقرية الإمام، (القاهرة: مكتبة الأسرة، 1999)، الصفحة 5.

[12] نهج البلاغة، الجزء 2 /160.

[13] مقال الإمام موسى الصدر، محمد رسول الله: محطم الأصنام، وثيقة رقم 14-9-60 من موسوعة الإمام موسى الصدر وباختصار. فليرجع القارئ إلى تلك الموسوعة القيمة، الجزء1، الصفحة 43.

[14] سورة هود، الآية 113.

[15] بتصرف من كتاب حركة المحرومين: الولادة-ظروف النشأة –الأبعاد، (بيروت: مكتب العقيدة والثقافة، 2001). ويلاحظ هنا أن الإمام موسى الصدر كان يترجم مقولة الإمام الخميني بالشهيد يقدم دمه في سبيل الحرية الإنسانية والتي يكافحها الطغاة دومًا.. والحسين نموذج تاريخى فريد في هذا السبيل الاستشهادي، ويلاحظ هذا مقالة غاندي: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومًا وانتصر.

[16] السيد محمد باقر الحكيم، الثورة الإسلامية، (القاهرة: مركز يافا للدراسات والأبحاث، 2001)، الصفحة 113، وقد حدثت الثورات في هذا الاتجاه مثل ثورة زيد بن علي،  ومحمد النفس الذكية، وثورات كثيرة في هذا الاتجاه كانت آخرهم الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني، فقد قامت على هذا الطرح الداعي إلى العدالة وحرية الإنسان وكرامته، وكان للإمام موسى الصدر دور في الثورة، واُخفي قبل نجاج الثورة وطرد ورحل من أكبر الطغاة في التاريخ الإنساني. يراجع كتاب علي أبو الخير: أشهر الخونة والمفسدين في تاريخ الأمة، فصل الشاه المفتون بالغرب، (المنصورة- مصر: دار الوفاء، 1999).

[17] الإمام موسى الصدر، حوارات صحفية تأسيسًا لمجتمع مقاوم، (مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات، 2000)، الصفحة 4، والحوار كان مع جريدة الحياة في 31/5/1966 وكانت المناسبة مرور أسبوع على اغتيال الصحافي كامل مروة.

 

 

[18] موسوعة الإمام موسى الصدر، الجزء1، الصفحة 143. وبتصرف حيث إن أفكار الإمام تسهب في شرح واقع العالم، ومكانة الأمة الإسلامية فيها، والخروج من الدراسة بحكم موضوعي، فطالما أن الثقافة العالمية لها جذور واحدة، والحكمة ضالة المؤمن، فلا على المسلم حرج أن يأخذ منها طالما لا تتعارض مع دينه، وكل ذلك في إطار الحالة الإيمانية الكامنة في قلب المسلم.

[19]  المصدر نفسه.

[20] الشيعة على المفترق، مصدر سابق، الصفحة 141.

 [21]  الشيعة على المفترق، مصدر سابق، الصفحة 140.

[22] أمل المعذبين، مصدر سابق، الصفحة 15.

[23]  المصدر نفسه، الصفحة 17.

[24] من مقالة الإمام بمناسبة عيد الفصح المجيد، صحيفة الحياة في 9/4/1966 الحركة الثقافية في النبى شيت.

[25] افتتاحية الإمام الصدر في مجلة فلسطين الثورة 1|11|1976.

[26] مذكرة تحرّ دائم، (منشورات مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، 2001)، الصفحة 11.

[27]  من كلمة الإمام الصدر في كنيسة الآباء الكلدانيين، مصدر سابق.

 


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
موسى الصدرالحرية الإنسانيةالإمام موسى الصدر

المقالات المرتبطة

حرب من أجل المعنى

لو كان لنا من توصيف لحرب إسرائيل على لبنان لصحّ أن نقول إنها حرب المعنى.

السياسة بين الاستقلال والتبعية: رؤية تأسيسية

غني عن البيان أن إشكالية “السياسة بين الاستقلال والتبعية، هي نوع من التعميم لإشكالية العلاقة بين “السياسة والدين” هذا من

الأسرة المسلمة في الثقافة العاشورائيّة

من أهمّ ما يميّز مدرسة كربلاء وعاشوراء أنّنا نستطيع أن نستفيد منها دروسًا في شتّى مجالات الحياة، عكس ما يمكن أن يتصوّره الإنسان بأنّ دروس عاشوراء منحصرة في جانب من جوانب الحياة أو في الجانب الثوريّ، والجهاديّ أو ما شابه.

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<