مسيرة ومحاولات تجديد الخطاب الديني في مصر

مسيرة ومحاولات تجديد الخطاب الديني في مصر

رموز العقل والنقل والتنوير | المبحث الثالث كتاب ومفكرون وفلاسفة أهل العقل والفلسفة

بعضهم يساري مثل عبد الرحمن الشرقاوي، وكاتب إسلامي مثل خالد محمد خالد، وبعضهم ليبرالي مثل القاص والأديب نجيب محفوظ، الذي لم يكن باحثًا ولكنه في رواياته يدين وينتقد الخطاب الديني، كما في رواياته:

– أولاد حارتنا.

 – اللص والكلاب.

 – ملحمة الحرافيش.

 – قصر الشوق.

 – السكرية.

 وغيرها من روايات نجيب محفوظ، التي أثارت وما زالت تثير الجدل من حولها.

1 . حسن حنفي[1]

نكتب بشيء من التفصيل عن الدكتور حسن حنفي، نظرًا لأنه كان أستاذًا لجيل أخذ عنه فكره، مثل الدكتور محمد عثمان الخشت، ونصر حامد أبو زيد.

الدكتور حسن حنفي مفكر يساري، يعمل أستاذًا جامعيًّا، وأحد من منظّري تيار اليسار الإسلامي وتيار  علم الاستغراب، وأحد المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية.

مارس التدريس في عدد من الجامعات العربية، ورأس قسم الفلسفة في جامعة القاهرة. له عدد من المؤلفات في فكر الحضارة العربية الإسلامية.

حاز على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون الفرنسية، وذلك برسالتين للدكتوراه، قام بترجمتهما إلى العربية ونشرهما في عام 2006 م تحت عنوان: “تأويل الظاهريات”، و”ظاهريات التأويل”، وقضى في إعدادهما في السربون عشر سنوات. عمل مستشارًا علميًّا في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو خلال الفترة من (1985-1987). وهو كذلك نائب رئيس الجمعية الفلسفية العربية، والسكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية[2].

له فكره اليساري، الذي يرى اليسار هو الذي يمثل الإسلام، خاض معارك كثيرة، لكنه لا يواجه معارضيه وجهًا لوجه، فقد يكتب ما يريد، ويرفض أي حوار إعلامي في التلفزيون أو الصحف، وتم رفع قضايا كثيرة ضده، ولكن لم يترك لخصومه فرصة الفوز عليه، فهو يشعل المعركة ولا يخوضها، له مريدون وطلاب في جامعات متعددة في مصر وخارجها، منهم نصر حامد أبو زيد، وعثمان الخشت، وإسلام بحيري وغيرهم.

مؤلفاته:

–       سلسلة “موقفنا من التراث القديم”.

–       التراث والتجديد (4 مجلدات).

–       من العقيدة إلى الثورة.  

–       حوار الأجيال.

–       من النقل إلى الإبداع (9 مجلدات).

–       موسوعة الحضارة العربية الإسلامية.

–       مقدمة في علم الاستغراب.

–       فيشته فيلسوف المقاومة.

–       في فكرنا المعاصر.

–       في الفكر الغربي المعاصر.

–       حوار المشرق والمغرب.

–       دراسات إسلامية.

–       اليمين واليسار في الفكر الديني.

–       من النص إلى الواقع.

–       من الفناء إلى البقاء.

–       من النقل إلى العقل.

–       الواقع العربي الراهن.

–       حصار الزمن.

2 . محمد عثمان الخشت

نكتب عنه ببعض التفصيل بسبب مناظرته مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.

محمد عثمان الخشت مُفكّر وكاتب وأستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمُعاصرة.

 يشغل حاليًّا منصب رئيس جامعة القاهرة، كرّمته جامعة القاهرة في عيد العلم 2013 نظرًا لإسهاماته الأكاديمية والإدارية في الدراسات العليا والبحوث والمشروعات الثقافية.

يُعتبر الخشت رائد علم فلسفة الدين في العالم العربي، نظرًا للثقل الفكري والأكاديمي الذي يظهر في كتاباته التي أسست لهذا التخصص منذ بداية تسعينيات القرن العشرين، حيث مهد كتابه مدخل إلى فلسفة الدين (1993) لذلك. فقد استطاع التمييز بين العناصر العقلانية وغير العقلانية في الأديان، مُستندًا إلى المنهج العقلاني النقدي في كتبه المعقول واللامعقول في الأديان، تطور الأديان ونحو تأسيس عصر ديني جديد والعقل وما بعد الطبيعة، وموسوعته معجم الأديان العالمية.

كما تُوجد مئات آلاف الإشارات المرجعية لمؤلفاته في الدراسات والمواقع الغربية، جنبًا إلى جنب مع آلاف الاقتباسات من مُؤلفاته وتحقيقاته[3].

 له مقالات فكرية ودينية وسياسية وفلسفية منشورة في عدد من المجلات والجرائد العربية الشهيرة مثل الأهرام المصرية، والوطن المصرية، والحياة اللندنية، والمعرفة السعودية، والفيصل والدبلوماسي والوعي الإسلامي الكويتية، والتسامح العمانية، والرافد الإماراتية، وإسلام أون لاين، والأهرام المسائي، وعالم الكتب، وكتاب الجمهورية.

يجمع الخشت بين التعمق في التراث الإسلامي والفكر الغربي. وتقدم أعماله رؤية جديدة لتاريخ الفلسفة الغربية تتجاوز الصراع التقليدي منذ بداية العصور الحديثة[4].

تتميز مُؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الإيمانية ونسج منهجًا جديدًا في فنون التأويل يجمع بين التعمق في العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية وتاريخ الأديان والفلسفة. وبلغت مُؤلفاته عدد (41) كتابًا منشورًا، و(24) كتابًا مُحققًا من التراث الإسلامي، مع عدد (28) من الأبحاث العلمية المُحكمة المنشورة، و(12) دراسات منشورة في مجلات عربية.

صدر أول كتاب منشور له عام 1982. وصدرت أربعة كتب عن فكره وإسهاماته العلمية باللغة العربية والإنجليزية، كتبها عشرات من أساتذة الجامعات المصرية والعربية ومُحررون أجانب. فيما صدر عنه وحول فكره أكثر من 78 بحثًا علميًّا مُحكمًا. وأشرف الخشت على أكثر من 30 رسالة ماجستير ودكتوراه، وكان آخرها النزعة التنويرية عند محمد عثمان الخشت.. دراسة في فلسفة الدين، وتُناقش الدراسة رؤيته لتطوير العقل الديني وتأسيس فلسفة جديدة للدين.

كما قام الخشت أيضًا بتحكيم ومُناقشة عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه والأبحاث وترقيات الأساتذة والأساتذة المساعدين بمصر والعالم العربي. كما شارك في أكثر من 40 مُؤتمر علمي ودولي، ونظم وشارك في تنظيم 100 مُؤتمرًا دوليًا ومحليًّا.

والخشت هو صاحب نظرية جديدة في تطور الأديان قدمها في كتابه تطور الأديان، وفيه تمكن الخشت من تقديم أول مُقارنة شاملة بين الأديان والفلسفات من منظور نظريات التطور، تجمع بين الوصف العلمي والتحليل الفلسفي والنقد العقلي المُلتزم بمعايير المنطق، ونجح في توظيف تلك المعايير في أشكالها الأكثر تطورًا في عصر الحداثة وما بعد الحداثة.

وقدم الخشت مشروعًا جديدًا لتجديد الفكر الديني قائم على العقلانية النقدية، حيث يرى ضرورة تطوير علوم الدين، وليس إحياء علوم الدين القديمة. ودعا الخشت إلى صياغة خطاب ديني جديد بدلًا من تجديد الخطاب الديني القديم، وأعاد الخشت كتابة علوم الحديث في صيغة عصرية، كما أعاد تأويل موقف الشريعة من قضايا المرأة منذ ثمانينات القرن العشرين.

صنفه كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المُعاصرين في موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة 2017.

حصل على جوائز كبيرة، وهي سبع جوائز علمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وجائزة في النشر الدولي، وجائزة الأستاذ المثالي من كلية الآداب عام 2010، وجائزة الأستاذ المثالي من نادي أعضاء هيئة التدريس لاختياره أستاذًا مثاليًّا عن هيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب عام 2010.

المُؤلفات:

–       الأديان المُقارنة وفلسفة الدين والفلسفة الحديثة والمُعاصرة.

–       روجيه جارودي: نصف قرن من البحث عن الحقيقةحركة الحشاشين: تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي.

–       مدخل إلى فلسفة الدين.

–       مقارنة الأديان: الفيدية، البرهمية، الهندوسية.

–       الدين والميتافيزيقا في فلسفة هيوم.

–       فلسفة العقائد المسيحية. 

–       أقنعة ديكارت العقلانية تتساقط. 

–       العقل وما بعد الطبيعة بين فلسفتي هيوم وكنط.

–       المعقول واللامعقول في الأديان بين العقلانية النقدية والعقلانية المنحازة.

–       الشخصية والحياة الروحية في فلسفة الدين عند برايتمان.

–       الإله والإنسان: إشكالية التشابه والاختلاف.

–       الوضعية والاستشراق في عصر الأيديولوجية.

–       العقلانية والتعصب، القاهرة.

–       الميتافيزيقا: قراءات نقدية، القاهرة.

–       الفلسفة الحديثة: قراءات نقدية، القاهرة.

–       تطور الأديان، القاهرة.

–       المشترك بين الأديان والفلسفة.

–       مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي: واستراتيجيات إقامة الدولة الفلسطينية، المحرر العام وكاتب البحث الرئيسي “اليهودية دين أم تنظيم سياسي متطرف”.

–       المجتمع المدني عند هيجل.

–       المجتمع المدني والدولة.

–       فلسفة المواطنة وأسس بناء الدولة الحديثة.

–     فقه النساء في ضوء المذاهب الفقهية والاجتهادات المعاصرة.

حول المناظرة بين النقل والعقل بين الطيب والخشت

النقاش الذي جرى بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس جامعة القاهرة وأستاذ الفلسفة الإسلامية الدكتور محمد عثمان الخشت خلال المؤتمر العالمي للأزهر لتجديد الفكر الإسلامي الذي انعقد بالقاهرة يوم 27 يناير 2020، كان نقاشًا علميًّا مهمًّا جدًّا، بغض النظر عن كل التحفظات هنا وهناك.

لكن المفارقة أن معظم التعليقات والجدل بشأنه، ركّزت على قضايا فرعية وهامشية ولم تهتم بجوهر النقاش الأصلي.

الرئيس عبد الفتاح السيسى يدعو إلى تجديد الخطاب الديني منذ سنوات.

وهناك اتهامات كثيرة للعديد من الهيئات الدينية، المنوط بها إجراء هذا التجديد، بأنها لم تتحرك، ولم تفعل شيئًا، لكن الأزهر، يقول إنه يمارس دوره، وأنه عقد العديد من المؤتمرات التي شهدت أوراقًا بحثية مهمة في هذا الصدد[5].

كان المنطق أن نرحب جميعًا بالمؤتمر الأخير والنقاشات التي جرت فيه، لأنه مثال عملي لما ننادى به من تجديد الفكر الإسلامي.

وفى اللحظة التي حدث فيها ذلك، انقسمنا جميعًا حول الفروع وليس حول الأصول. واهتم الكثيرون بـ “اللقطة” العابرة، وتجاهلوا الأوراق البحثية المهمة التي تم تقديمها خلال المؤتمر.

للأسف الشديد معظمنا يتحدث عن أفكار عامة مبهمة من دون تفكير أو تمحيص.

لو نسينا للحظة واحدة الاستقطاب والتخندق والتمترس، فسوف نكتشف أن ما حدث كان تطورًا مهمًّا، ونقاشًا على الهواء بين رأين مهمين في مسألة التجديد، يعبران عما هو موجود من تباين واختلاف في العالمين العربي والإسلامي بشأن قضية التراث والتجديد.

لو أن مجتمعاتنا صحية وعفية، لكان النقاش الحقيقي انصرف إلى ما طرحه كل من الخشت والطيب، لكن النقاش ذهب في معظمه إلى شخصي الرجلين.

راجعنا ما كتب وقيل في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وسوف نجد معظمه انحصر في انطباع ورأى الناس في الطيب والخشت، وليس فيما قالاه من أفكار.

المؤيدون للإمام رفضوا كلام الخشت، من دون أن يطالعوه بدقة، لأنهم يرون في الخشت شخصًا مؤيدًا للحكومة فقط، والعكس كان صحيحًا، فالمؤيدون للخشت رفضوا كلام الإمام الأكبر، باعتباره من وجهة نظرهم ليس متحمسًا بما فيه الكفاية لتجديد الخطاب الديني.

ما حدث من نقاش أو جدل أو مناظرة غير مرتبة، كان فرصة طيبة جدًّا لبدء نقاش علمي حقيقي، والبناء عليه بشأن القضايا التي طرحت، لكن للأسف فإن “المجتمع المريض” تجاهل ذلك وانصرف إلى الحرب الشخصية المحتدمة، وانشغل بمن فاز ومن خسر.

ومن سوء الحظ أن من فعلوا ذلك، لم يكونوا جمهور القطيع والكتائب الإلكترونية فقط، ولكن العديد من رموز النخبة في الجانبين الذين يصدعون رؤوسنا جميعًا كل يوم بمقولات معلبة.

نحن أهدرنا فرصة عظيمة لبدء حوار مجتمعي حقيقي، خصوصًا أن المناظرة متاحة للجميع على اليوتيوب، وكان المفروض أن نبني على ما حدث، وأن نستقطب آخرين ــ خصوصًا الشباب ــ للاستكمال والمناقشة التفصيلية في النقاط محل الخلاف، علنا نصل إلى حلول أو أرضية مشتركة، أو حتى نحصر نقاط الخلاف لبدء مناقشتها مرة أخرى، بحيث يستفيد المجتمع بأكمله، بدلًا من تحويل الأمر إلى حرب قبلية عصيبة، وليس نقاشًا علميًّا بين متخصصين وخبراء.

خسرنا فرصة عظيمة للتحرك للأمام، والمعنى الوحيد لما حدث بين الخشت والطيب، أن المجتمع بصفة عامة، ونخبه بصفة خاصة، ليس مهيأ حتى الآن لبدء هذا الحوار، طالما أن الغالبية تفكر بهذا المنهج الاستقطابى الحاد.

3 . جابر عصفور

وزير الثقافة الأسبق، ومفكر وباحث وأكاديمي، ورئيس المجلس القومي للترجمة، وكان أمينًا عامًّا للمجلس الأعلى للثقافة في مصر[6].

شديد القسوة على تيارات الإسلام السياسي، منع أي رجل دين من التدخل في وزارة الثقافة، أو في المجلس الأعلى للثقافة، عندما كان أمينًا عامًّا أو وزيرًا، لذلك فقد اتهمه الوهابيون ومعهم بعض الأزهريين بالكفر.

من إنجازات عصفور في مجال العمل الثقافي العام، ما قدمه خلال توليه الأمانة العامة للمجلس الأعلى للثقافة، حيث قضي فيه 14 عامًا منذ 1993 إلى 2007، فنقل نشاط المجلس من النطاق المحلي إلى الساحة العربية منطلقًا من قناعته الفكرية القومية، حتى أصبح الكثير من المثقفين العرب يطلقون عليه بيت الثقافة العربية، وتحوَّلت قاعاته إلى ساحة مفتوحة لحوارهم، ومجالًا لتواصلهم مع مثقفي العالم كله.

أما إنجازه الأهم فهو المشروع القومي للترجمة الذي انطلق عام 1995.

كان بداية الحلم الذي اكتمل بإنشاء المركز القومي للترجمة ليضيف بؤرة ضوء جديدة تشع ثقافة، وتنير ضوءًا ساطعًا في ظلام واقعنا العربي.

المؤلفات:

–       التنوير يواجه الإظلام.

–       محنة التنوير.

–       دفاعًا عن التنوير.

–       هوامش على دفاتر التنوير.

–       إضاءات.

–       أنوار العقل.

4 . الباحث حلمي النمنم

وزير الثقافة الأسبق  وهو كاتب صحفي، ومؤرخ مصري مهتم بالقضايا التاريخية والسياسية والإسلامية. حاصل على ليسانس من كلية الآداب بقسم الفلسفة بجامعة عين شمس عام 1982. بعد تخرجه من الجامعة، عمل صحفيًّا بقسم التحقيقات، في مجلة حواء بدار الهلال، ثم انتقل منها إلى مجلة “المصور”، حيث تدرج في المناصب، حتى وصل إلى منصب رئيس مجلس إدارة دار الهلال[7].

شارك في تأسيس جريدة الدستور، والذي خرج الإصدار الأول منها عام 1995، كما شارك في تأسيس جريدة المصري اليوم، وهو باحث في التاريخ الإسلامي، وناقد لكتب التاريخ والسيرة، وهو عدو لدود لجماعات الإسلام السياسي والوهابيين، ومن خلال كتبه نتعرف على فكره، فقد نقد سيد قطب وحسن البنا، كما دافع عن نشر رواية وليمة لأعشاب البحر للكاتب السوري حيدر حيدر، حيث قامت الدنيا ضد وزارة الثقافة والوزير فاروق حسني، فنشر حلمي النمنم كتابه الشهير “وليمة للإرهاب الديني”.

مؤلفاته:

أنتج ما يزيد عن 20 كتابًا حول قضايا مختلفة، ومنها:

–       أيام سليم الأول في مصر.

–       سيد قطب..سيرة وتحولات.

–       حسن البنا الذي لا نعرفه.

–       الأزهر الشيخ والمشيخة.

–       الحسبة وحرية التعبير.

–       سيد قطب وثورة يوليو.

–       طه حسين والصهيونية.

–       وليمة للإرهاب الديني.

–       رسائل الشيخ علي يوسف وصفية السادات.

–       التاريخ المجهول: المفكرون العرب والصهيونية وفلسطين.

5 . إبراهيم عيسى

صحفي وكاتب وأديب وإعلامي. وتولى رئاسة تحرير جريدة الدستور اليومية.

له برنامج تلفزيوني اجتماعي.

كاتب وأديب وصحفي وإعلامي مثير للجدل، تم اتهامه بالإلحاد مرة وبالتشيع مرة أخرى، وهو جريء في عرض أفكاره، وأيضًا هو باحث ناقد نافذ للفكر الديني وللسنة القولية وكتب التاريخ، تحولت بعض أعماله إلى فيلم سينمائي.

أصدر جريدة المقال وهي جريدة أفكار فقط، وليس بها أخبار، ظلت أربع سنوات تصدر ورقيًّا وإلكترونيًّا، ولكنها توقفت نظرًا لجرأتها، توقف الإصدار الورقي، وأيضًا الموقع الإلكتروني.

مؤلفاته:

–       دم الحسين.

–       مقتل الرجل الكبير.

–       مريم التجلّي الأخير.

–       القتلة الأوائل – عن أحداث الفتنة الكبرى، والإرهابي الأول عبد الرحمن بن ملجم.

–       أفكار مهددة بالقتل.

–       مولانا؛ تم عرضه بفيلم سينمائي.

–       صاحب المقام.

6 . أحمد عبده ماهر 

محام بالنقض ومحكم دولي، ورجل قانون، باحث في التاريخ الإسلامي شديد القسوة على كل رجال الدين، وقام منذ عشر سنوات برفع قضية على الأزهر مطالبًا فيها ضرورة تنقية مناهج الأزهر من الأفكار التي لا تتفق مع القرآن، فيبدو أنه ناكر للسنة، وهو فعلًا يمكن ضمه للقرآنيين.

دخل ويدخل في مناظرات عديدة، وحتى اليوم رغم مرضه لا يكف عن الكتابة والمناظرة، ويتم رفع قضايا ضده، آخرها في نوفمبر الماضي 2020.

أفكاره:

يقول أحمد عبده ماهر: “أنا مع تبديل الخطاب الديني، فالتجديد معناه أن الخطاب يحتاج إلى بعض الإصلاحات.

لذلك لا أقول بتطوير الخطاب الديني بل أقول بتبديله، ولذلك لا بد من اختيار الأكفأ للدعوة وانتقاء من يلتحق بالتعليم الديني منذ المرحلة الابتدائية وحتى التخرج، فليس من المعقول أن يكون ديننا في ذيل الاهتمامات، بأن يقوم على توعية الناس الأضعف والأقل حضاريًّا وعلميًّا، ثم نقول عنهم إنهم علماء. أما الأكفأ علميًّا فيلتحق بالكليات العلمية[8].

وقال أيضًا: “أنزل الله سبحانه وتعالى الدين وخلق له عقولًا تستوعبه، فنحن لسنا في حاجة إلى وسيط وإذا احتجنا إليه ففي الفتوى فحسب. عمومًا، قليل من يستطيع الاستنباط من أهل العلم، ونحن لا نقول بوجود متخصص في الدين فلا يتخصص في دين غيري. من خلال التخصص راح الناس يتواكلون عن البحث والدرس والقراءة اعتمادًا على فقهاء لم يتصرفوا بأمانة، وقالوا بكلام لا يقبله عقل يُدرَّس حتى الآن في المناهج الدراسية. كذلك لا يتورعون أبدًا عن مخالفة القرآن، ففقه الحديث مقدم على فقه الآية، ودليل ذلك ما قاله شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي في جريدة “الأهرام” تحت عنوان: “هذا هو الإسلام”، حيث أكد أن نسخ القرآن بالسنة جائز، وهذا الكلام لا يصح أصلًا[9].

مؤلفاته:

–       ردًّا على الغلو.

–       أوهام عذاب القبر.

–       كيف كان خلقه القرآن؟

–       السنة النبوية بين الدس والتحريف.

–       الترادف والقرآن.

–       إضلال الأمة بفقه الأئمة.

–       إسلامنا والتراث نحو تقويم الخطاب الديني.

7 . الباحث والإعلامي إسلام بحيري آخر من دفع ثمن آرائه

صراع انتصر فيه النقل جماهيريًّا وانهزم علميًّا.

نتحدث عن الشاب الباحث إسلام بحيري، الذي تم سجنه لمدة عام ومنع برنامجه، بتهمة ازدراء الإسلام، وبسبب قيامه بإذاعة أفكاره القاسية ضد كل رجال الحديث والتاريخ، والأئمة الأربعة.

فبعد جدل استمر لعدة أسابيع عام 2015 ؛ خضعت إدارة قناة “القاهرة والناس” الفضائية المصرية لتهديدات الأزهر الشريف، وقامت بوقف برنامج “مع إسلام بحيري”، الذي يقدمه الباحث المصري إسلام بحيري، الذي أثارت أطروحاته وأفكاره في البرنامج جدلًا واسعًا في مصر وخارجها.

بيان الأزهر

القضية بدأت عندما نشرت مشيخة الأزهر الشريف بيانًا رفضت فيه أفكار بحيري، وقالت: إن الهدف من موقفها هو بيان واجبها المتمثل في “الحفاظ على الدين الإسلامي”[10] من أفكار “التشكيك والتشويه”، وعدم السماح بأن ينال أحدهم من صورة الإسلام، أو أن “يعبث بعقول الشباب”.

وما دعاها إلى إيقاف البرنامج هو ما يمثله من “خطورة في تعمده تشكيك الناس فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، بالإضافة إلى تعمُّقه في منُاقضة السَّلم المجتمعي، ومُناهضة الأمن الفكري والإنساني، مما يجعل البرنامج يمثل تحريضًا ظاهرًا على إثارة الفتنة وتشويهًا للدين، ومساسًا بثوابت الأمَّة والأوطان وتعريض فكر شباب الأمة للتضليل والانحراف”.

والأخطر في بيان الأزهر: هو تأكيده أنه “هو المرجع الوحيد في الشؤون الإسلامية وفقًا للدستور، وهو الهيئة العلمية الإسلامية التي تقوم على حِفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته للناس كافَّة، وتحمُّل أمانة توصيل الرسالة الإسلامية إلى كل شُعوب المعمورة، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام السَّمحة”[11].

بيان الأزهر حمل كثيرًا من الأفكار الخطيرة التي تُعدّ دعوة إلى محاربة وإقصاء كل فكر أو رأي يتعارض مع قراءة الأزهر للإسلام، مما يشكل دعوة إلى كهنوتية جديدة تشبه الكهنوتية المسيحية التي كانت سائدة في أوروبا قبل انبثاق عصر التنوير هناك. فعندما يُعلن الأزهر في بيان رسمي أنه لا يحق لأحد خارج مؤسسة الأزهر التحدث أو إبداء رأي في القضايا التي تتعلق بالإسلام من فقه أو حديث أو تاريخ، فإن ذلك يعني حصر الحديث عن ذلك إلى علماء الأزهر فقط، ومنع كل كاتب أو باحث أو مفكر خارج هذه المؤسسة الكتابة في ذلك. مما يعني ذلك وصاية أزهرية على العقول والأفكار، التي لن تنال “الشرعية” إلا بعد الحصول على “بركة” علماء الأزهر.

وهذا التأكيد على الوصاية على الأفكار ليس جديدًا على الأزهر، فهو يمارس ذلك فعليًّا منذ عقود طويلة، فتحت هذا العنوان الكهنوتي العريض- قامت هذه المؤسسة الدينية طول العقود الماضية بمحاربة كل فكر حر حاول تقديم قراءة معاصرة ومستنيرة للإسلام، فقد حاربت المفكر والأديب طه حسين في كتابه: “في الشعر الجاهلي”، وحاربت أيضًا كتاب: “المرأة في الإسلام” لنبيل فهمي، وكتاب “امرأتنا في الشريعة والمجتمع” للمفكر التونسي الطاهر الحداد، وغيرهم.

بل إن سيف هذه المؤسسة الدينية طال حتى علماء من الأزهر نفسه، فقد حاربت أفكار شيخ الأزهر الأسبق محمد عبده “التجديدية”، وصدرت ضده عدة ردود ربما أشهرها كتاب: “بلايا بوزا” للشيخ محمد الجنيبهي، كما تبرأت من العالم الأزهري على عبد الرازق بعد تأليفه كتاب “الإسلام وأصول الحكم”، الذي تعرض لهجمة شرسة من هذه المؤسسة أدت إلى فصله منها وتجريده من لقبه العلمي.

ولا ننسى أيضًا العالم الأزهري محمود أبو ريه بعد تأليفه كتاب “أضواء على السنة المحمدية”، والشيخ جمال البنا، وآخرون أيضًا. وهذا يثبت أن الأزهر لا يحارب فقط أصحاب الأقلام الحرة من خارج الأزهر، وإنما من داخل هذه المؤسسة أيضًا.

وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع الباحث الإسلامي إسلام بحيري في بعض القضايا التي طرحها في برنامجه التلفزيوني الشهير “مع إسلام بحيري”، فالرجل لم ينكر “معلوما من الدين بالضرورة” حسب بيان الأزهر، ولم ينكر التوحيد أو النبوة أو العبادات، وإنما أغلب ما طرحه من قضايا تتعلق بالتاريخ، ودعوته إلى تنقيته من الروايات المدسوسة التي ما تزال تسيء إلى الإسلام وتشوه جوهر هذا الدين، وتنقية كتب الفقه والحديث من الروايات التي تخالف العقل والمنطق.

هو يرى أن الجماعات الإسلامية المتطرفة كداعش وأخواتها تستغل بعض ما ورد في التراث الإسلامي من روايات وفتاوى لتبرير الجرائم التي ترتكبها في سورية والعراق، كما حدث في حادثة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبه، وهذا هو الفرق بين قراءة إسلام بحيري الذي يحاول قراءة الإسلام بفهم عصري ومتحرر ومستنير، والفهم الحرفي الضيق الذي يمارسه بعض الذين انتقدوا أطروحات البحيري، ويمارسون الوصاية على العقول والأفكار باسم الدين.

[1] علي أبو الخير، ثورة العقيدة وفلسفة العقل… دراسة عن فكر حسن حنفي، (بيروت: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، 2008)، بتصرف من صفحات الكتاب.

[2]  علي أبو الخير، ثورة العقيدة وفلسفة العقل… دراسة عن فكر حسن، مصدر سابق.

[3]  موقع https://arz.wikipedia.org/wik

[4]  المصدر السابق، موقع https://arz.wikipedia.org/wik

[5]  عماد الدين حسين، الطيب والخشت.. خسرنا فرصة بداية التجديد، جريدة الشروق، 11 فبراير 2020.

[6]  من متابعاتنا للدكتور جابر عصفور وغيره من المفكرين ورجال الدين بصورة دائمة.

[7] من متابعاتنا للدكتور جابر عصفور وغيره من المفكرين ورجال الدين بصورة دائمة.

[8]  من مناظرات ومتابعة أحمد عبده ماهر المتعددة.

[9]  المصدر السابق، من مناظرات ومتابعة أحمد عبده ماهر المتعددة.

[10]  من متابعة قضية إسلام بحيري ومتابعة برنامجه مع إسلام.

[11]  المصدر السابق، من متابعة قضية إسلام بحيري ومتابعة برنامجه مع إسلام.



المقالات المرتبطة

مفهوم الوجود المتعالي تأسيس عريق لرؤية مبتكرة

تمثّل فلسفة الوجود، كما أصّل لها ملا صدرا، انقلابًا، من حيث إنّها أطاحت بمكانة أصالة الماهية التي قال بها كل

الخلفيات الاجتماعية والتاريخية والسياسية للتصوف المصري

بالرغم من الانتشار الجماهيري الهائل الذي يحظى به التصوف في الوسط الإسلامي المصري خلال الفترة الحالية، لدرجة اعتباره التيار الديني الأكبر

في الدولة والمقاومة

يتضمن هذا المبحث إضاءات في مسألتي الدولة والمقاومة، ويسأل إذا ما كانت هذه الثنائية حاجة للبنان الكيان وضرورة له؟

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<