مصطلحات عرفانية | الجزء الأوّل
إباحة
– الإباحة هي أن لا يلتفت صاحبها إلى الحلال والحرام، والطيب والخبيث، والطاهر والنجس، ويكون الكل عنده مباحًا جائزًا حسنًا، ولا يبالي بالفساد والفسق، وما شاكل ذلك. (الأسرار، آملي، 216).
– إن من شاهد وجودًا واحدًا ظاهرًا في مظاهر كثيرة، وما حصل له الفرق بين الظاهر والمظهر، وقع في الإباحة وصار كافرًا نجسًا. (الأسرار، آملي، 216).
أبد / أزل
– ليس في الوجود سوى الله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله، فالكل هو وبه ومنه وإليه. ولا يلزم من هذا نقص في صفاته، ولا قدح في إطلاقه؛ لأنه الآن كما كان في الأزل، والأزل أيضًا عبارة عن هذا المقام، وإلا كل آنٍ أزل بالنسبة إلى ما بعده، والذي ما بعده أبد بالنسبة إلى ما قبله. والأزل عين الأبد، والأبد نفس الأزل. والأول عين الآخر، والآخر عين الأول. وكذلك جميع الاعتبارات من الظاهر والباطن وغير ذلك. (الأسرار، آملي، 159).
اتحاد
– إن من شاهد الحق في مظاهره، وشاهد نفسه معها بأنه من جملتها، حكم باتحاده بالحق مع بقاء الإثنينية والغيرية، وصار اتحاديًّا ملعونًا نجسًا. وهو مذهب النصارى وبعض الصوفية. (الأسرار، آملي، 217).
– الصوفية الحقة ما يقولون بالاتحاد، وهذا ليس مذهبهم. ويقولون: نحن إذا نفينا وجود الغير مطلقًا، ولسنا قائلين إلا بوجود واحد، فكيف نقول بالاتحاد والحلول! فإنهما مبنيان على الإثنينية والكثرة وغير ذلك. (الأسرار، آملي، 217).
إحاطة – محيط
– محيط: (من الأسماء) إحاطة متحصل بلا متحصل؛ كإحاطة الصورة بالمادة، بل كالفصل بالجنس، بل كالوجود بالماهية. لا إحاطة متحصل بمتحصل؛ كإحاطة الفلك بما في جوفه. (شرح الأسماء، سبزواري، 653).
– “لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن، ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائن”؛ لأن هذا حكم بإثبات الوحدة وارتفاع الثنوية والغيرية مطلقًا؛ لأن غيره لو كان موجودًا بالحقيقة، وكان قيامه به، فلا بد من حلوله فيه أو تباعده عنه، وكلاهما مستحيل؛ لأنه أقرب الأشياء، وقوامها بلا حلول في شيء أو تباعد عنه. فعرفنا أنه ليس لشيء وجود حقيقة بل اعتبارًا وإضافة، والوجود الحقيقي هو وجوده فقط، كما أشار تعالى إليه: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾. فلا يقال لنفس الشيء أنه أقرب اليه أو أبعد منه، لأنه هو هو. وكل هذا إشارة إلى أن الوجود واحد، وليس له حلول في شيء، ولا خروج عن شيء، كما أشار تعالى هو بنفسه إليه: ﴿إنه بكل شيء محيط﴾. (الأسرار، آملي، 310).
– هو سبحانه مع وحدته الحقة وبساطته الحقيقية من كل وجه كل الأشياء، وليس هو شيئًا من الأشياء؛ لأن وحدته وحدة حقيقية لا مكافئ لها في الوجود. فهو بكل مكان، وفي كل حين وأوان، ومع كل أنس وجان: “مع كل شيء لا بمقارنة، وغير كل شيء لا بمزايلة” ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾. فهو سبحانه بوحدته كل الأشياء؛ وكلما كان الشيء أبسط فهو أحوط للوجود وأشمل، وبالعكس. (عين اليقين، الفيض، 1: 340).
– هو سبحانه لما كان مجرد الوجود القائم بذاته من غير شائبة كثرة أصلًا، فلا يسلب عنه شيء من الأشياء، فهو تمام كل شيء وكماله. والمسلوب عنه ليس إلا قصورات الأشياء، فما من ذرة من ذرات العالم إلا وهو محيط بها، قاهر عليها، أقرب من وجودها إليها؛ لأنه تمامها، وتمام الشيء أحق به وأوكد له من نفسه. ومن هنا قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَني فَإِني قَرِيبٌ﴾، ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ﴾، ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾، ﴿أَلاَ إِنهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبهِمْ أَلاَ إِنهُ بِكُل شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾. وكيف لا يكون الله سبحانه كل الأشياء وهو صرف الوجود غير المتناهي شدة وقوة وغنى وتمامًا !. فلو خرج عنه وجود لم يكن محيطًا به لتناهى وجوده دون ذلك الوجود تعالى عن ذلك. بل إنكم: “لو دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله”. ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلوا فَثَم وَجْهُ اللهِ إِن اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. (عين اليقين، الفيض، 1: 341).
– خراب الدنيا وزوالها لا ينافي بقاء السلطنة الأسمائية في عالم الملك فإن الرحْمانية والرحيمية والربوبية والمالكية التي ذكرت في مفتتح كتاب الله تعالى من الأسماء المحيطة الدائمة التجلي، فكلما ظهر وانبسط باسمه الرحمن، وهدى إلى الصراط المستقيم باسمه الرحيم، وربي بأنواع التربية باسمه الربوبي بطن وقبض باسمه المالك، ثم تجلى باسمه الرحمن إلى الحضرة الشهادة المطلقة ورجع إلى الباطن والله تعالى كل يوم في شأن جديد، ولا تكرار في تجليه والعالم دائمًا في الظهور والبطون من الأزل إلى الأبد والله من ورائهم محيط. (تعليقة على الفصوص، خميني، 66).
– للأسماء الإلهية محيطية ومحاطية ورئاسة ومرؤوسية، فرب اسم إلهي يكون محيطًا بالأسماء الجمالية كالرحمن، ورُب اسم إلهي محيط بالأسماء الجلالية كالمالك والقهار. (مصباح، خميني، 138).
– إن من الصفات الإلهية ما لها الحيطة التامة على سائر الصفات كالأئمة السبعة، ومنها ما لم يكن كذلك وإن كانت له المحيطية والمحاطية أيضًا. (السحر، خميني، 21).
– الأسماء المحيطة حاكمة على الأسماء التي تحت حيطتها وقاهرة عليها. (مصباح، خميني، 141).
– كل اسم كانت جامعيته وحيطته أكثر كان حكمه أشمل ومحكومه أكثر. (مصباح، خميني، 141).
– ينتهي الأمر إلى اسم الله الأعظم الذي يكون محيطًا على الأسماء كلها أزلًا وأبدًا، ولم يكن حكمه مخصوصًا باسم أو أسماء. (مصباح، خميني، 141).
المقالات المرتبطة
الصلة بين العلوم الشرعية ونظرية المعرفة/الإبستمولوجيا
تبدو حاجة الأمة الإسلامية ماسة وضرورية لبناء منهاج جامع لعلوم الوحي/القرآني، وعلوم الإنسان/البشري…
الأسس والجوانب الثورية في فكر الإمام الخميني
لا يشكّل الرجل العظيم ظاهرة متخارجة وواقعها بكافة معاني هذا الواقع جغرافيًّا وتاريخيًّا؛ بل هو دائمًا وبالضرورة ابن بار بهذا الواقع
مقاربة الوجود في الحكمة المتعالية وفق صياغة فلسفية (2)
يقول الشيرازي أنه كما أنّ النور قد يطلق ويراد منه الظاهر بذاته المظهر لغيره من الذوات.. كذلك الوجود قد يطلق ويراد الظاهر بذاته بجميع أنحاء الظهور، والمظهر لغيره.