مصطلحات عرفانية | الجزء الثالث

by الشيخ حسن بدران | نوفمبر 12, 2021 1:49 م

الإخلاص: تمحيض حقيقة الأحدية عن شائبة الكثرة، كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: كمال الإخلاص له، نفي الصفات عنه؛ لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة. (الأسرار، آملي، الصفحة 51).

قول النبي: “خلق الله آدم على صورته”، الذي هو مظهر اسم الرحمن من حيث الصورة، ومظهر اسم الله من حيث المعنى، والذي هو المتعلم الأول والمعلم الثاني، المسمّى بالعقل الأول والروح الأعظم. (الأسرار، آملي، الصفحة 539).

– [القيصري: قد مر أن المراد بآدم حقيقة النوع الإنساني الذي هو الروح الأعظم ويكون أول مولود، وهبة الله تعالى هي النفس الناطقة الكلية والقلب الأعظم الذي يظهر فيه العطايا الأسمائية، وهذا وإن كان له وجه إلا أن تنزيلهما بالروح والقلب دون غيرهما من الأنبياء المذكورين في الكتاب ترجيح من غير مرجح. انتهى]. بل اختصاص آدم بعالم من العوالم العالية أو السافلة بلا وجه، فإن أهل يثرب الإنسانية لا مقام لهم فلهم بحسب النزول رتبة الهيولى القابلة بتجلي ربهم القابل، وبحسب الصعود الأفق الأعلى والاستهلاك في الحضرة الأحدية، ولهذا قال شيخ الطائفة الإشراقية إن النفس الناطقة لا ماهية لها فلها مقام أحدية جمع الحقائق الخلقية والأمرية فلا يتعين معين يشير إلى ماهية من الماهيات. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 78).

ما ذكر في تحقيق العدد أحد المقربات لقوله: خلق الله آدم على صورته؛ فإن الوحدة باعتبار أحدية جمع الكثرة صار مثالًا للحق حتى قال مولانا السجاد عليه السلام لك: يا إلهي لك وحدانية العدد والإنسان أيضًا بوحدته كل التعينات الخلقية والأمرية، وله أحدية جمع الكثرة فهو تعالى شأنه على صورته وصورة الإنسان مثاله تعالى. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 104).

– إنما ورد أن الله خلق آدم على صورته دون سائر الأشياء فإنه مظهر الاسم الجامع الإلهي فهو صورة الحق على ما هي عليه الأسماء الحسنى والأمثال العليا، وأما غيره فليس مظهرًا تامًّا إلا في نظر الاستهلاك فهو ينافي الكثرة ومقام الفرق، وهذا لسان الفرق بوجه لا الجمع المطلق. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 159).

 

 

– عرّف أهل السلوك الإرادة بأنها جمرة من نار المحبة تنقدح في القلب مقتضية لإجابة دواعي الحقيقة. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 458).

اسم المريد: الوجود الحقيقي مأخوذًا بتعين كونه خيرًا محضًا وعشقًا صرفًا. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 574).

– الواجب جل مجده حيث يتعالى عن أن يفعل بآلة، وعن أن يكون له شوق إلى ما سواه؛ إذ هو موجود غير فقيد؛ لكونه تامًّا وفوق التمام، وعن أن يكون علمه انفعاليًّا؛ فإن علمه تعالى فعلي غير معلل بالأغراض الزائدة، وهو غاية مراد المريدين ومنتهى طلب الطالبين. فالداعي والإرادة والقدرة عين علمه العنائي، وهو عين ذاته، الله هو الغني وأنتم الفقراء. فيترتب على نفس ذاته ما يترتب على المبادئ فينا، فهو تعالى علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى من جهة واحدة. فكما فينا تترتب حركة القوة الشوقية على نفس تصورنا الشيء واعتقادنا أنه نافع لنا من غير أن يتخلل بين التصور والاعتقاد وبين اهتزاز الشوق إرادة أخرى، ففيه تعالى أيضًا يترتب الإفاضة على نفس علمه بالشيء وأنه خير في نفسه من دون توسط شوق وهمامة وقصد واهتزاز. فلما كان الأول تعالى أجل مبتهج بذاته؛ لكون ذاته المعلومة لذاته أجمل من كل جميل وأبهى من كل بهي. وعلمه بغيره حضوري فضلًا عن ذاته، وهو أتم العلوم، والعالم فوق كل ذي علم، وأتمية الابتهاج دائرة مدار هذه الثلاثة، ومبتهج بآثاره بما هي آثاره؛ لأن من أحب شيئًا أحب آثاره، وإذ ليس شيء ينافيه وينافره لكون الكل مقهورة تحت فيضه وناشئته من قلمه الأعلى، كان ذلك الابتهاج بذاته وبآثار إرادته الذاتية.. فظهر أن الوجود عين الإرادة فكيف لا يكون الإرادة في ذات من هو عين الوجود. وينحسم مادة الشبهة بتحقيق مسألة الخير والشر والفحص عما دخل فيهما بالذات وعما نسب إليهما بالعرض. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 141).

– وزان الإرادة وزان القيومية وغيرها في كونها ذات مراتب ثلاث؛ فإن له تعالى إرادة حقة حقيقية بالنسبة إلى فيضه المقدس والوجود الإضافي الذي في كل بحسبه، وإرادة حقيقية ظلية في مقام فيضه، وإرادة مصدرية هي نفس المفهوم العنواني. فالأولى عين الذات الأحدية. والثانية بما هي مضافة إلى الحق داخلة في صقعه ولا حكم لها مستقلة كالمعنى الحرفي، وبما هي مضافة إلى الأشياء حادثة بحدوثها، وهذه هي التي جعلها أئمتنا معادن العلم من صفات الفعل. والثالثة هي الزائدة على كل وجود فضلًا عن الوجود الواجب، وكيف لا ولو كان عين الذات لكانت عين هذا المفهوم المصدري. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 141).

– إن المشيئة هي مقام ظهور حقيقة الوجود وإطلاقها وسريانها وبسط نورها وسعة رحمتها وأنها بعينها إرادتها في مقام الظهور والتجلي. (السحر، خميني، الصفحة 106).

– أما تخصيص المشيئة بأنها محدثة ومن صفات الفعل، وتخصيص العلم والقدرة بأنهما قديمتان ومن صفات الذات مع أنهما من واد واحد بعض المراتب منها محدثة وبعضها قديمة فباعتبار فهم السائل والمخاطب، فإن السؤال في العلم والقدرة عن الصفة الذاتية لتوجه الأذهان إليها فيهما بخلاف الإرادة، فإن السؤال عن المشيئة المتعلقة بالأشياء الخارجية والجواب على مقدار فهم المخاطب ومقام عرفانه. (السحر، خميني، الصفحة 107).

– إن مراتب التعينات من العقول المقدسين والملائكة المقربين إلى القوى الطبيعية والملائكة الأرضية المدبرة كلها من مراتب المشيئة وحدود الإرادة في مقام التجلي والفعل، وهذا لا ينافي أن تكون لله تعالى إرادة هي عين ذاته المقدسة وهي صفة قديمة، والإرادة في مقام الفعل باعتبار التعينات حادثة زائلة، وإن كانت بمقام إطلاقها أيضًا قديمة، لاتحاد الظاهر والمظهر. (السحر، خميني، الصفحة 106).

– كما أن العلم له مراتب منها مفهوم مصدري ومنها عرض ومنها جوهر ومنها واجب قائم بذاته موجود لذاته كذلك الإرادة. (السحر، خميني، الصفحة 107).

– لهذا الدين أو الشرع مراتب: أولها الإسلام، وثانيها الإيمان، وثالثها الإيقان. وكل واحد منها ينقسم إلى ثلاثة أقسام، بحسب البداية والوسط والنهاية. وإسلام أهل البداية بالضرورة يكون مغايرًا لإسلام أهل الوسط، وكذلك إسلام أهل الوسط بالنسبة إلى أهل النهاية. (الأسرار، آملي، الصفحة 591).

– أهل البداية يكفيهم من الإسلام كلمة الشهادتين والقيام بالأركان الخمسة على سبيل التقليد. وهذا بالحقيقة من قبيل الاستسلام، أو الاستسلام نفسه، أعني من الإسلام الذي لا يفيد في الآخرة. بل يكون سبب السلامة في الدنيا والخلاص من القتل وأخذ الأموال وسفك الدماء، وهذا الإسلام يمكن في المنافق والمشرك والفاسق وغيرهم، لأن النبي في هذا المقام لا يحكم عليهم بحسب الباطن. (الأسرار، آملي، الصفحة 591).

– إسلام أهل الوسط، الذين هم أهل الاستدلال والبراهين، أو أهل الانقياد والتسليم، هو عبارة عن الدين الخالص من الأغراض الدنيوية، خلاف الأخروية، المنزّه عن الشرك الجلي، المسمى بدين الله. وهذا الإسلام هو الإسلام الذي لا يشرك صاحبه أبدًا، ولا يشك في شيء من أصول الدين أصلًا، ويقوم بآداب أركانه كلها. وقوله تعالى: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه﴾ هو هذا الدين لا غير. والأول خارج عن ذلك. (الأسرار، آملي، الصفحة 592).

– إسلام أهل النهاية، الذين هم أهل التوحيد والكشف والشهود، هو عبارة عن الإسلام الحقيقي، المشار إليه في باب التوحيد، المسمّى بالدين القيم الذي كان عليه الأنبياء والأولياء والكمّل من تابعيهم. والدين القيم الحقيقي إثبات وجود واحد الذي هو وجود الحق تعالى، ونفي وجود الغير الذي هو وجود الخلق مطلقًا المسمّى بالشرك الخفي الذي هو أعظم الشرك وأصعبه. (الأسرار، آملي، الصفحة 593).

 

Source URL: https://maarefhekmiya.org/13990/irfan4/