مصطلحات عرفانية | الجزء الرابع
* اسم
– الاسم هو الذات المتجلي بصفة من الصفات وتعين من التعينات. (عين اليقين، الفيض، 1: 386).
– الذات الإلهية مع انضمام صفة من صفاتها اسم من الأسماء، كلية كانت أو جزئية. (عين اليقين، الفيض، 1: 410).
– كما إن الوجود باعتبار تعين كمالي اسم من الأسماء، كذلك باعتبار تجلي فعلي اسم أيضًا. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 711).
– الاسم عند العرفاء هو حقيقة الوجود مأخوذة بتعين من التعينات الصفاتية من كمالاته تعالى أو باعتبار تجل خاص من التجليات الإلهية. فالوجود الحقيقي مأخوذًا بتعين الظاهرية بالذات والمظهرية للغير اسم النور، وبتعين كونه ما به الانكشاف لذاته ولغيره اسم العليم، وبتعين كونه خيرًا محضًا وعشقًا صرفًا اسم المريد، وبتعين الفياضية الذاتية للنورية عن علم ومشية اسم القدير، وبتعين الدراكية والفعالية اسم الحي، وبتعين الإعراب عما في الضمير المخفي والمكنون الغيبي اسم المتكلم، وهكذا. وكذا مأخوذًا بتجلٍّ خاص على ماهية خاصة، بحيث يكون كالحصة التي هي الكلي المضاف إلى خصوصية يكون الإضافة بما هي إضافة، وعلى سبيل التقييد لا على سبيل كونها قيدًا داخلة والمضاف إليه خارجًا، لكن هذه بحسب المفهوم، والتجلي بحسب الوجود اسم خاص؛ فنفس الوجود الذي لم يلحظ معه تعين ما بل بنحو اللاتعين البحت هو المسمى، والوجود بشرط التعين هو الاسم، ونفس التعين هو الصفة، والمأخوذ بجميع التعينات الكمالية اللائقة به المستتبعة للوازمها من الأعيان الثابتة الموجودة بوجود الأسماء كالأسماء بوجود المسمى هو مقام الأسماء والصفات الذي يقال له في عرفهم المرتبة الواحدية، كما يقال للموجود الذي هو اللاتعين البحت المرتبة الأحدية. والمراد من اللاتعين عدم ملاحظة التعين الوصفي، وأما بحسب الوجود والهوية فهو عين التشخص والتعين والمتشخص بذاته والمتعين بنفسه. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 574).
– التسمية تختلف باختلاف الأشخاص، وفي شخص واحد باختلاف الحالات والواردات والمقامات، وتختلف باختلاف المتعلقات. (السحر، خميني، الصفحة 91).
– الاسم عبارة عن الذات مع صفة معينة من صفاته وتجل من تجلياته، فإن الرحمن ذات متجلية بالرحمة المنبسطة، والرحيم ذات متجلية بالتجلي، الرحمة التي هي بسط الكمال والمنتقم ذات متعينة بالانتقام. (السحر، خميني، الصفحة 73).
– أسماء الجمال مستتر فيها الجلال، وأسماء الجلال مستكن فيها الجمال، والاختصاص بالاسم باعتبار الظهور. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 28).
– الأسماء بعضها محيط بالبعض. (عين اليقين، الفيض، 1: 410). انظر: إحاطة.
* الاسم واسم الاسم
– أسماء الأسماء: ألفاظ الأسماء ومفاهيمها مثل الحي العليم المريد القدير المتكلم السميع البصير وغيرها. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 574).
– الاسم هو الذات من حيث تقيده بمعنى، أي الذات الموصوفة بصفة معينة، كالرحمن؛ فإنه ذات لها الرحمة، والقهار ذات لها القهر. ومن هنا قال: (سبح اسم ربك). فاسمه سبحانه ليس بصوت فإنه لا يسبح، بل يسبح به، وقال: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام). فوصفه بذلك يدل على أنه حي لذاته. فالاسم هو عين المسمى باعتبار الهوية والوجود وإن كان غيره باعتبار المعنى والمفهوم. فهذه الأسماء الملفوظة هي أسماء الأسماء. سئل الإمام الرضا عليه السلام عن الاسم: ما هو؟ قال: صفة لموصوف. وعن الصادق عليه السلام: من عبد الله بالتوهم فقد كفر، ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه، فعقد عليه قلبه، ونطق به لسانه في سر أمره وعلانيته، فأولئك هم المؤمنون حقًّا. (عين اليقين، الفيض، 1: 369).
* الاسم والذات
– للأسماء الإلهية وجه إلى أنفسها وتعيناتها به تظهر أحكام الكثرة والغيرية، ويكون لها لوازم في الحضرة العلمية، وتأثير في الأمر والخلق. ولها وجه إلى حضرة الغيب المشوب ومقام الفيض الأقدس الفاني في الذات الأحدية والمستهلك في غيب الهوية، وبهذا الوجه كلها فانية الذات مقهورة الإنية تحت كبرياء الأحدية غير متكثرة الهوية والماهية. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 29).
– للحقائق الأسمائية أنحاء من الوجود، فتارة لها صور علمية ومظاهر عقلية على وجه إجمالي يظهر بحسبه صفاتها وكمالاتها وشؤونها وحيثياتها على صورة وحدانية مندمجة بعضها في بعض، وهذا في علم الله المقدم على الإيجاد. وهي بهذا الاعتبار عين الذات الأحدية بنحو من الانطواء من غير تكثر ولا تغير، فهي من هذه الحيثية باقية أزلًا وأبدًا لا يتعلق الجعل والإيجاد بها كما لا يتطرق الفناء والعدم إليها. وتارة لها صور عينية ومظاهر خارجية على وجه تفصيلي يظهر بحسبه تلك الصفات والحالات بصور متعددة متمايزة بعضها عن بعض، وهذا له مراتب مختلفة حسب اختلاف العوالم والنشآت. وهي بهذا الاعتبار وجودات خاصة وهويات جزئية هي أفعاله سبحانه وآثاره. وهي من هذه الحيثية متعلقة للجعل والإيجاد، متصفة بالحدوث والكثرة. (عين اليقين، الفيض، 1: 371).
– إياك أن تظن أن في حضرة الأعيان والأسماء تكثّرًا؛ أو تغيّرًا؛ أو تميّزًا؛ أو مرآة ومرئيًّا؛ أو وجود شيء من الأشياء؛ أو حصول حقيقة من الحقائق؛ أو خبرًا من عين من الأعيان؛ أو أثرًا من اسم من الأسماء على النحو الذي في الممكن. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 54).
– الذات مع تعين من التعينات الأسمائية منشأ لظهور عالم مناسب لذلك التعين، كتعينها باسم الرحمن لبسط الوجود؛ وباسم الرحيم لبسط كمال الوجود؛ وباسم العليم لظهور العوالم العقلية؛ وباسم القدير لبسط عوالم الملكوت. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 72).
– لأن الاسم هو الذات مع التعين الذي صار منشأ لظهور عالم من العوالم، أو حقيقة من الحقائق، صارت أسماء الله توقيفية؛ فإن العلم بذلك علم إلهي، لا يحصل إلا لمن يكون من أصحاب الوحي وأرباب التنزيل. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 72).
– الاسم عين ذلك الوجود الذي هو المسمى وغيره باعتبار التعين واللاتعين، والصفة أيضًا وجودًا ومصداقًا عين الذات ومفهومًا غيره. ولو تنزلنا عما حررنا على مذاق العرفاء الشامخين نقول: يجرى النزاع في اللفظ بل في النقش، إذ لكل شيء وجود عيني وذهني ولفظي وكتبي، والكل وجوداته وأطواره وعلاقتها معه إما طبيعية أو وضعية فكما أن وجوده الذهني وجوده، كذلك وجوده اللفظي والكتبي إذا جعلا عنوانين له آلتين للحاظه، فإن وجه الشيء هو الشيء بوجه وظهور الشيء هو هو فإذا سمع لفظ السماء مثلًا أو نظر إلى نقشه يستغرق في وجوده الذهني الذي هو أربط وأعلق به ولا يلتفت إلى أنه كيف مسموع أو مبصر، بل جوهر بجوهريته وظهور من ظهوراته وطور من أطواره، ومن ثم لا يمس نقش الجلالة بلا طهارة ويترتب على تعويذه وتعويذ أسماء الأنبياء والأئمة عليهم السلام الآثار.. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 574).
– الوجود يتجلى بصفة من الصفات، فيتعين ويمتاز عن الوجود المتجلي بصفة أخرى، فيصير حقيقة ما من الحقائق الأسمائية. فالفرق بين ذاته سبحانه وبين أسمائه وصفاته، كالفرق بين الوجود والماهية في ذوات الماهيات، إلا أنه سبحانه لا ماهية له؛ لأنه صرف إنية انبجست منه الإنيات كلها، فكما أن الوجود موجود في نفسه والماهية ليست موجودة في نفسها من حيث نفسها، بل من حيث الوجود. فكذلك صفات الحق وأسماؤه موجودات لا في أنفسها من حيث أنفسها، بل من حيث الحقيقة الإلهية. وهذا الوجود الذي يتجلى بالصفات هو الوجود من حيث الإلهية، وهو في نفسه من حيث الإطلاق حقيقة الاسم الله المتضمن لسائر الأسماء. وأما الذات من حيث هي فلا اسم لها؛ إذ ليست هي محل أثر ولا معلومة لأحد، وإنما الأسماء للتعريف والتمييز، وهو باب ممنوع لكل ما سوى الله بالقياس إليه، فلا يعلم الله إلا الله كما قيل: تبارك الله دارت عينه حجب، فليس يعلم إلا الله ما الله. (عين اليقين، الفيض، 1: 370).
– حكم تعالى شأنه في الآيات الثلاثة الشريفة [في أواخر الحشر] باتحاد حضرة الإلهية مع غيب الهوية باعتبار اندكاكها في ذاته واستهلاكها في إنيته، ثم حكم تعالى شأنه باتحاد الصفات الجمالية والجلالية والأسماء الذاتية والصفاتية والأفعالية على الترتيب المنظم مع الذات الأحدية. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 26).
* الاسم والصفة
– مفهوم المشتق ما ثبت له مبدأ الاشتقاق مطلقًا، أعم من ثبوت الشيء لغيره أو لما هو جزؤه أو لنفسه، ففي الأول يكون ذلك الثبوت المطلق مناط اتصاف أمر مباين بذلك الشيء، وفي الثاني يكون مناط اتصاف الشيء به بنفسه، والفرق بين أسمائه سبحانه وصفاته كالفرق بين المركب والبسيط، وكلا المفهومين يحملان على الذات. (عين اليقين، الفيض، 1: 370).
– قال صدر المتألهين: إن لوجوده تعالى أسماء وصفات هي لوازم ذاته. وليس المراد من الأسماء ههنا ألفاظ العالم والقادر وغيرهما، وإنما هي أسماء الأسماء في اصطلاحهم، ولا أيضًا المراد بالصفات ما هي أعراض زائدة على الذات، بل المراد المفهومات الكلية كمعاني الماهيات. وكثيرًا ما يطلق الصفة في كلام الحكماء ويراد بها ما يشمل الماهية أيضًا كما يذكر في المنطق الوصف العنواني ويراد به المفهوم الكلي الصادق على الموضوع بحسب عقد الوضع سواء كان ذاتيًّا كقولنا الإنسان كذا، أو عرضيًّا كقولنا الكاتب كذا. وكذا ما ذكر في كتاب أثولوجيا من قوله: “في العقل يوجد جميع صفات الأشياء”، إنما المراد بها ما يشمل المهيات ويقابل الوجودات، فالصفة والذات في هذا الاصطلاح كالماهية والوجود. أقول: والمتكلمون أيضًا يطلقون الصفة النفسية ويعرفونها تارة بما ينتفي الذات بانتفائه كسوادية السواد، وتارة بما يقع به التماثل بين المتماثلين والتخالف بين المتخالفين ويعبر الحكيم عنها بصفة الجنس.
ثم قال (قدس): وكذا المراد باللازم ما يشمل الذاتي والفرق بين الاسم والصفة في عرفهم كما يفرق في تعاليم الحكماء بين قولنا الواحد بمعنى الشيء الواحد كالخط الواحد، وقولنا الواحد بمعنى نفس الواحد فقط، وهذا كالفرق بين البسيط والمركب من حيث الاعتبار. فنقول ما من موجود متأصّل إلا وهو بحسب هوية الوجودية مصداق محمولات كثيرة مع قطع النظر عما يعرضه ويلحقه من العوارض اللازمة والمفارقة، فإن المحمولات التي يحمل عليه بحسب هذه الأمور ليس مصداقها والمحكي بها عنه هو نفس الهوية الوجودية له. ثم لا يخفى أن المحمولات الذاتية متكثرة والوجود واحد وهي طبائع كلية والوجود هوية شخصية، ولا يخفى أيضًا على من له بصيرة أن الوجود كلما كان أكمل وأشد كان فضائله الذاتية أكثر والمحمولات المحاكية عنها أوفر، إذ له بحسب كل درجة في الكمال آثار مخصوصة هي مبداها لذاته فيصدق عليه معنى معقول من تلك الحيثية الذاتية وكلما يصدق من المعقولات على شيء بحسب حيثية في ذاته كان حكمه حكم الماهية والذاتيات في كونها متحدة في الوجود موجودة بوجود الذات، فمن عرف تلك الهوية الوجودية كما هي عليه عرف معها جميع تلك المحمولات المتعددة بنفس ذلك العرفان لا بعرفان مستأنف. فإذن، لما كان ذاته تعالى مستجمع جميع الفضائل والخيرات بنفس ذاته البسيطة وذاته مبدأ كل فعل ومنشأ كل خير وفضيلة، فله بحسب كل فضيلة أو مبدئية فضيلة يوجد في شيء آخر من مجعولاته محمول عقلي، فلا يبعد أن يصدق محمولات عقلية كثيرة متغايرة المعنى مع اتحاد الذات، فالذات الموجودة مع كل منها يقال لها الاسم في عرفهم ونفس ذلك المحمول العقلي هي الصفة عندهم، وكلها ثابتة في مرتبة الذات قبل صدور شيء عنه قبلية كقبلية الذات لكن بالعرض. وكذا حكم ما يلزم الأسماء والصفات من النسب والتعلقات بمربوباتها ومظاهرها وهي الأعيان الثابتة التي قالوا إنها ما شمت رائحة الوجود أبدًا، ومعنى قولهم هذا أنها ليست موجودة من حيث أنفسها ولا الوجود صفة عارضة لها أو قائمة بها ولا هي عارضة له ولا قائمة به، ولا أيضًا مجعولة معلولة له، بل هي ثابتة في الأزل باللاجعل الواقع للوجود الأحدي، كما أن الماهية ثابتة بالجعل المتعلق بوجوده لا بماهيته لأنها غير مجعولة بالذات ولا أيضًا لا مجعولة أي قديمة بالذات، وليست أيضًا تابعة للوجود بالحقيقة لأن معنى التابعية أن يكون للمتبوع وجود آخر، وليست لها في ذاتها وجود، بل إنما في نفسها هي لا غير، فإذن تلك الأسماء والصفات ومتعلقاتها كلها أعيان ثابتة في الأزل بلا جعل وهي وإن لم يكن في الأزل موجودة بوجوداتها الخاصة إلا أنها كلها موجودة بالوجود الواجبي، وبهذا القدر لم يلزم شيئية المعدوم كما زعمه المعتزلة. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 79).
* أمهات الأسماء
– الأمهات من الأسماء منحصرة. (عين اليقين، الفيض، 1: 410).
– الفروع من الأسماء غير متناهية. (عين اليقين، الفيض، 1: 410).
– من اجتماع الأسماء الكلية يتولد أسماء أخر. (عين اليقين، الفيض، 1: 410).
– كما أن كل نوع تحته أفراد لا تحصى، فكذلك كل اسم من الأسماء الكلية تحته أسامي جزئية لا تتناهى هي كلمات الله التي لا تنفد، بها يدبر تلك الأفراد: (إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته)، (إليه يصعد الكلم الطيب). وعن مولانا الصادق عليه السلام: “نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملًا إلا بمعرفتنا”. فالأنواع البسيطة مظاهر لأسماء خاصة معينة، والمركبة مظاهر لأسماء حاصلة من اجتماع أسامي متعددة، وأشخاصها مظاهر لرقائق الأسماء التي تحصل من اجتماع بعضها مع بعض، وما له صفات متعددة فهو مظهر لها كلها؛ فإن كان يظهر منه في كل حين صفة منها فهو مظهر تلك الصفة في ذلك الحين. ومن هذه الاجتماعات تحصل أسماء غير متناهية وكلمات لا تحصى. ومن هنا قال تعالى: (قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا). (عين اليقين، الفيض، 1: 372).
– أمهات الأسماء أربعة، هي: الأول، والآخر، والظاهر، والباطن. فكل اسم يكون مظهره أزليًّا وأبديًّا، فأزليته من الاسم الأول وأبديته من الاسم الآخر. وما يكون ظاهرًا وباطنًا فظهوره من الاسم الظاهر، وبطونه من الاسم الباطن. فالأسماء المتعلقة بالإيجاد والإبداء داخلة في الأول، والمتعلقة بالإعادة والجزاء داخلة في الآخر، وما يتعلق بالظهور والبطون داخلة في الظاهر والباطن. والأشياء لا تخلو من هذه الأربعة: الظهور والبطون والأولية والآخرية. والاسم الجامع للأربعة هو الرحمن؛ ولذا صار مقرونًا بالاسم الله الذي هو اسم للذات من حيث الإلهية، أي من حيث له أسماء وصفات: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) الداخلة تحت حيطتهما. والاسم الباطن من حيث إنه ضد الظاهر، أي من حيث وجهه الذي لا يجتمع معه، لا يمكن أن يوجد في الخارج؛ لأنه من هذه الحيثية طالب للبطون هارب عن الظهور، فهو بهذا الاعتبار مكنون مخزون في علم الله سبحانه. (عين اليقين، الفيض، 1: 376).
– الأسماء الإلهية وإن لم تكن بحسب المناكحات والموالدات محصورة، ولكنها بحسب الأمهات محصورة: يجمعها باعتبار الأول والآخر والظاهر والباطن: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن)، وباعتبار الله والرحمن: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) الآية، وباعتبار الله والرحمن والرحيم. كما أن مظاهر الأسماء بالاعتبار الأول غير محصورة: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، (قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي). وبالاعتبار الثاني محصورة بالعوالم الثلاثة أو الخمسة. وقيل: ظهر الوجود ببسم الله الرحمن الرحيم. وكذلك الاعتباران في الصفات، فإنها بالاعتبار الأول غير محصورة، وبالاعتبار الثاني محصورة في الأئمة السبعة أو صفات الجلال والجمال: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام). (السحر، خميني، الصفحة 92).
– خراب الدنيا وزوالها لا ينافي بقاء السلطنة الأسمائية في عالم الملك، فإن الرحْمانية والرحيمية والربوبية والمالكية التي ذكرت في مفتتح كتاب الله تعالى من الأسماء المحيطة الدائمة التجلي فكلما ظهر وانبسط باسمه الرحمن وهدى إلى الصراط المستقيم باسمه الرحيم وربي بأنواع التربية باسمه الربوبي بطن وقبض باسمه المالك ثم تجلى باسمه الرحمن إلى الحضرة الشهادة المطلقة ورجع إلى الباطن والله تعالى كل يوم في شأن جديد ولا تكرار في تجليه والعالم دائمًا في الظهور والبطون من الأزل إلى الأبد والله من ورائهم محيط. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 66).
– بعض الأسماء حاكم على بعض بتوسط أو بلا توسط، كما أن بعض الأسماء رب الحقائق الروحانية؛ وبعضها رب الحقائق الملكوتية؛ وبعضها رب الصور الملكية الكائنة. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 28).
– كل الأسماء مشتملة على جميع مراتب الأسماء (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 31).
– إذا كانت الأسماء كل الحقائق فلها مقام الإطلاق كما للاسم الله، فكانت لمبادئها التي هي الصفات مقام الإطلاق. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 31).
– سيد السادات: هو تعالى باعتبار تعينه باسمه الأعظم الذي هو إمام الأئمة في الأسماء؛ سيد السادات التي هي الأسماء؛ لأن لكل من الأسماء مربوبًا يربه ذلك الاسم ويسوده. وباعتبار أنه لا مؤثر في الوجود إلا الله، وأنه مبدء المبادئ وعلة العلل في القوس النزولي؛ سيد السادات التي هي المبادئ العالية. وباعتبار أنه غاية الغايات؛ (أن إلى ربك الرجعى)، (وإليه المنتهى)، (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) (ولكل وجهة هو موليها)، وأنه رب الأرباب في القوس الصعودي؛ سيد السادات التي هي أرباب الأنواع التي قال فيها القدماء من الحكماء إن لكل نوع فردًا مجردًا أبديًّا في عالم الإبداع غير داثر ولا زايل، واجد لكل كمالات نوعه بنحو أعلى هو كلي ذلك النوع. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 111).
– أول ما ظهر من مظاهر الاسم الأعظم مقام الرحمانية والرحيمية الذاتيتين. وهما من الأسماء الجمالية الشاملة على كل الأسماء؛ ولهذا سبقت رحمته غضبه. وبعدهما الأسماء الأخر من الأسماء الجلالية على حسب مقاماتها. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 18).
* الأسماء الحسنى
– إنما يفيض الله سبحانه الوجود على هياكل كل الموجودات بواسطة أسمائه الحسنى. قال عز وجل: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها). (عين اليقين، الفيض، 1: 369).
– له الأسماء الحسنى: يمكن أن يراد بالأسماء الحسنى في هذا الاسم الشريف الأئمة الأطهار كما ورد عنهم: نحن الأسماء الحسنى الذين لا يقبل الله عملًا إلا بمعرفتنا. وفي كلام أمير المؤمنين علي (ع): أنا الأسماء الحسنى. قال: الاسم من السمة وهي العلامة ولا شك أنهم علائمه العظمى وآياته الكبرى كما قال النبي صلى الله عليه وآله: من رآني فقد رأى الحق، ولأن مقام الأسماء والصفات مقامهم (ع) وحق معرفته حاصل لهم والتحقق بأسمائه والتخلق بأخلاقه حقهم فهم المرحومون برحمته الصفتية والمستفيضون بفيضه الأقدس، كما أنهم مرحومون برحمته الفعلية والفيض المقدس. وأما معرفة كنه المسمى والمرتبة الأحدية فهي مما استأثرها الله لنفسه (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 574).
– للغني بالذات بإزاء كل نوع من أنواع الموجودات جهة هي مبدأ أفراد ذلك النوع متحدة معها نحوًا من الاتحاد. بل هي عين كل واحد منها؛ فتلك الأفراد من حيث وجوداتها واستغنائها بتلك الجهة ليست أمورًا وراء تلك الجهة. وأما من حيث ذواتها فهي معدومات صرفة. وتلك الجهات هي أسماء الله الحسنى. وهي على وجه لا يوجب تكثرها تكثرًا في الذات الأحدية بوجه من الوجوه أصلًا، بل إنها ليست لها وجودات وراء الذات، فهي نفس الذات مع تعين ما. (عين اليقين، الفيض، 1: 340).
المقالات المرتبطة
مصطلحات عرفانية | الجزء الثاني
أحد – أحدية – الأحد: الذي لا كثرة فيه بوجه من الوجوه أصلًا، اعتبارًا أو حقيقة. (الأسرار، آملي، الصفحة 51).
كلام في الروحانيّة (4)[1]
إنّ منظار العقل السلیم حادّ وقوي، وبمجرّد أن نضعه أمام أعیینا ونتوجّه إلى أعماق أنفسنا فإنّنا سنطلّع على مشاهد لم نعتد علیها ونحن مستغرقون في رغباتتا وحاجاتنا المادیة.
العلم والعقل والحبّ في ديوان مثنويّ
لا يختلف اثنان على كون مولانا جلال الدين محمّد الرومي من أكبر العُرفاء المسلمين قاطبةً والتلميذ الأشطر في مدرسة التصوّف.