مشاريع فكرية 19 | آية الله الشيخ محمود رجبي
المواليد: 1951 م في مدينة شيراز الإيرانيّة، وانتقلت عائلته إلى قم وهو في العام الثاني من عمره.
الدراسة: بدأ دروسه الحوزوية في >مدرسة گلپايگاني< بقم فأتمّ المقدّمات، ثم التحق بالدرس الخارج فقهًا وأصولًا عند كبار أساتذة الحوزة في قم.
ويُعدّ آية الله الشيخ رجبي من مفسّري القرآن المتخصّصين بعلم الاجتماع.
من أساتذته:
الشيخ محمد تقي بهجت
الشيخ وحيد خراساني
العلامة مصباح يزدي
الشيخ مرتضی حائري يزدي
الشيخ كاظم تبريزي
الشيخ محمد شاه آبادي
الشيخ حسين مظاهري
السيد عباس الكاشاني
الشيخ علي مشکيني
الشيخ حسين شب زنده دار
المناصب التي شغلها:
– عضوية جامعة المدرّسين في قم
– رئاسة مؤسسة الإمام الخميني بتنصيب من قبل السيد القائد الخامنئي خلفًا للعلامة مصباح يزدي
– من مؤسسي مركز التحقيقات بين الحوزة والجامعة
– عضوية الشورى العالية لتدوين الكتب الدراسية الجامعية
– عضوية التخطيط في مؤسّسة بقية الله
– عضوية الشورى العلمية للقرآن والتفسير في مؤسسة الثقافة والفكر البحثية
– عضوية الشورى العالية لمركز العلوم الإنسانية
– عضوية هيئة أمناء مرکز دراسات وتحقيقات الأديان
– عضوية المجمع العالمي لأهل البيت (ع)
– عضوية مرکز تحقيقات الإذاعة والتلفزيون في قم
– عضوية الشورى العالية في الحوزة العلمية في قم
لمحة عن مشروع الشيخ رجبي
اشتهر عددٌ غير قليل من التفاسير القرآنية بأنها تفاسير اجتماعية، وهي رغم أهمّيتها وفائدتها، إلا أنها خلت جميعًا من عنصر الاختصاص والتخصّص، وإنما جاءت على شكل هموم وشجون وملاحظات ومعالجات عامّة، ما عرّضها لآفة خطيرة هي العمومية وعدم وضع اليد على الظاهرة والعلاج بشكل فعّال، حالها حال كثير من المحاولات غير المتخصّصة.
ولكنّنا هنا أمام حالة فريدة إلى حدّ ما؛ فلمّا كان آية الله رجبي متخصّصًا في >علم الاجتماع< ومهتمًا – غاية الاهتمام – بتفسير القرآن وعلومه؛ تمحّض سماحته في تفسير القرآن تفسيرًا اجتماعيًا، وهو الحالة التي لها أن تكون نواةً لمدرسةٍ عريضة في تخصّص التفسير الاجتماعي أو التفسير الموضوعي الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن تفسير الشيخ رجبي لم يقتصر على البعد الاجتماعي فحسب، إلا أنه أولى هذا الجانب من القرآن الكريم أولويةً واهتمامًا خاصًّا، جعل الطابع العام لتفسيره – كما هو مشهور – طابعًا اجتماعيًا.
كما أن تخصّصه في علم الاجتماع مكّنه من التعرّف على النظريات الحديثة والآراء الغربية ومحاولة توظيفها في التفسير من دون الإخلال بمعايير التفسير المعتبرة؛ حيث إن الرجل مجتهد في العلوم الإسلامية والدينية وله المِكنة والقدرة على تمحيص تلك النظريات والآراء وفرزها على أساس الأصول المقبولة شرعًا وعقلًا، ثم استثمارها في عملية التفسير والاستظهار القرآني.
ومما يؤكّد عليه محمود رجبي ضرورة الإفادة من العلوم التجريبية والعلوم الإنسانية في التفسير؛ فإنه مما لا شكّ فيه توقّف عملية التفسير على المكنة العلمية والوقوف على علوم النحو والصرف والبلاغة والكلام وأصول الفقه، وأما الاطلاع على العلوم التجريبية والإنسانية فقد اختلفت كلمة العلماء في ذلك على تفصيل يراجع في محلّه، إلا أن الشيخ رجبي يؤكّد على ضرورة اطلاع المفسّر على هذه العلوم، ويقصد بالإنسانية منها >مجموعة المعارف الإنسانية التي تتناول موضوع الإنسان، من خلال منظومات معرفية محرزة، سواء باستخدام الأسلوب العقلي، أم باستخدام الأسلوب التجريبي<، وهو بذلك يستثني العلوم الإنسانية الوصفية التي لا تتشكّل وفق أنظمة وقوانين عامّة تخص الإنسان.
مجالات الاستعانة بالعلوم الإنسانية في عملية التفسير:
- الإشارات القرآنية التي تخصّ الظواهر الإنسانية.
- العلوم الإنسانية القطعية تشكّل قرينةً في الحكم على صحّة أحد محتملات الآية، أو ترجيحه على الأقلّ.
- تقديم بيان أوضح وأكثر تصوّرًا في عملية التفسير.
- التفصيل في الإشارات والمقتضبات القرآنية يجعلها أكثر إثارة ومساسًا بالواقع الملموس والمعاش.
- تهيئة الأجواء المناسبة للكشف عن الحلقات المفقودة واقتفاء أثر المراحل والعوامل والآليات.
- التأكيد على عمق حضور القرآن في المجالات والتخصصات المختلفة.
من إبداعات الشيخ رجبي التفسيرية:
يمكن أن نصنّف إبداعات الشيخ رجبي إلى صنفين عامَّين:
الأوّل: تدريس تفسير القرآن مع التركيز على البعد الاجتماعي، وهذا من اختصاصاته؛ لما يتمتّع به من تخصّص في علم الاجتماع، وهو مشغول بتفسير القرآن من البداية إلى النهاية وإلقائه كمحاضرات ودروس.
ومن ثمرات هذا الجهد التفسيري التخصّصي:
- فتح باب التخصّصات التفسيرية المختلفة، وعدم الوقوف عند تفسير عامّ كما كان سائدًا في المحافل العلمية والدورات التفسيرية، وعدم الاقتصار على بعض آيات القرآن وتفسيرها تفسيرًا موضوعيًا اجتماعيًا، بل النظر إلى القرآن بجميع آياته – حتّى الفقهية منها مثلًا – نظرةً اجتماعيةً، ومحاولة استخلاص القوانين والقواعد والمعالجات والمعارف الاجتماعية.
- تربية محقّقين ومتخصّصين في هذا المجال ومجالات أخرى مشابهة.
- رفد المحافل العلمية بالنظريات القرآنية التخصّصية في مجالات متنوّعة.
- توفير المراجع العلمية التخصّصية على سبيل المراجع الحضورية للاستفتاء والاستفسار، والمراجع المدوّنة والمكتوبة.
الثاني: تدوين متون درسية تخصّصية خاضعة للمنهجية الأكاديمية المعاصرة، مع إمكان تدريسها في الجامعات والحوزات، وقد انبرى هو شخصيًا إلى تدريس قسم منها في أكثر من مكان.
من الآثار العلمية للشيخ رجبي:
- منهج تفسير القرآن (روششناسي تفسير قرآن)، (وقد تُرجم إلى اللغة العربية وطُبع في مركز الحضارة ببيروت).
- الإسلام وعلم اجتماع الأسرة (اسلام وجامعهشناسي خانواده).
- علم اجتماع الانحراف (جامعهشناسي کجروي)
- مدخل إلى علم الاجتماع الإسلامي (درآمدى به جامعهشناسى اسلامى)
- معرفة الإنسان في القرآن (إنسان شناسي در قرآن) (ربما تُرجم إلى العربية أيضًا).
وله مقالات متعدّدة
ملاحظات على مشروع الشيخ رجبي:
- عدم الشروع بتدوين تفسيره الاجتماعي للقرآن، وقد مرّ عليه عمر ليس بالقصير (أطال الله بعمره).
- عدم تدوين مبانيه وآرائه الأصولية وقواعده التفسيرية التي يقوم عليها التفسير الاجتماعي، وهذا لو دوّن لكان مما ينتفع به الكثير من المهتمّين بالدراسات القرآنية والاجتماعية؛ لأهمّية هذه الأصول وضرورتها في عملية التفسير.
المقالات المرتبطة
الفلسفة السياسيّة في الإسلام: بنية النصّ المؤسّس دلالات محتملة
بنية النص المؤسس التي أشرنا إلى بعض خصائصها في العجالة السابقة توحي، أو تشير إلى بعض الدلالات التي توصف بأنّها
تطابق الفلسفات، وطرق التفكير – خاص بالتربية والتعليم
من ابتغى الحقيقة وصل إليها، ومن تعدّاها، وعمل ضمن العبارات السابقة، فهو لا يخرج عن اثنتين، إمّا
مجرّد مردّد لكلمات الآخرين، أو مغرض هدفه التشويه فقط.
تلخيص كتاب الموعظة الخالدة
الموعظة الخالدة هي دروسٌ لسماحة الشيخ محمّد تقي مصباح اليزدي في شرح وصيّة أمير المؤمنين الإمام علي (ع) لابنه الإمام الحسن المجتبى (ع).