الدراسات المسيحيّة بين المنهج المعرفيّ والتبشيريّ
إيضاحات تمهيديّة
بما أنّنا سئلنا الخوض في غمار الدراسات الإسلاميّة– المسيحيّة وهي تنهج طريقها بين منهجين، منهج معرفيّ ومنهج تبشيريّ، منهج يحدو بسالكه في معارج التأنّي والتدقيق، والتثبّت والتحقيق، ومنهج يسير فيه صاحبه وفق مقتضيات الدعوة والحثّ على الإيمان بإيمانه والاحتكام بأحكامه، كان لا بدّ لنا من بضعة إيضاحات نثبّتها في البداية لئلا يقع أحدنا في شرك العداوة لما يُلقى عليه من كلامنا، فيما نحن وإيّاه نتطلّع معًا إلى ودّ الحقّ، ومعرفة اليقين، وروم الصواب، ونبذ الغيّ والضلال.
1-1 هل المنهج منهجان في الدراسات الكلاميّة؟
لا جَرَم أنّ مبحثَ الدراسات الكلاميّة النصوصُ الدينيّة تُفَسَّر، ثمّ تُسْتَخرج منها الأحكام ومتون العقائد وأركان الإيمان، وأنّ لكلّ مبحث من المباحث طريقة، تسمّى منهجًا يميّزه الوجه الذي يصبّ فيه الباحث اهتمامه على مقاربة النصوص. ولا جَرَم، من ناحية ثانية، أنّ لكلّ منهجٍ طابَعَه العلميَّ المبنيَّ على معايير نقديّة، ورؤيةٍ فلسفيّة، وأسلوبٍ استقرائيّ يُبْلِغ إلى استخراج النتائج بطريقة المنطق. وفي الحقيقة أنّ ما يميّز منهجًا إزاء منهج النتائجُ التي يُبْلِغ إليها، فيُعْرَف ويُؤْثَر لدى فريق من الناس بناءً على تماسك مفاصله، واستقامة أسلوبه، ومناسبة نتائجه. ففي هذا الإطار، نسأل أنفسنا هل المنهج منهج واحد وحسب في الدراسات الكلاميّة؟ إنّ تعدّد المذاهب الدينيّة دليل مباشر في الواقع على تعدّد المناهج، لاختلاف طفيف في بعض الدقائق أحيانًا بين هذه المذاهب، ولتباينٍ قد يَعْظُم أحيانًا أخرى فيما بينها. وليس في الأمر عجب، إذ يستند المنهج أصلًا إلى معايير نقديّة، ورؤية فلسفيّة، وأسلوب استقرائيّ، كما أتينا على ذكره.
بناء على ذلك، هل يجوز ربما الكلام على منهجين في موضوع الدراسات الكلاميّة، منهجٍ يُدعى معرفيًّا، وآخر تبشيريًّا؟ وفي معنى آخر، أيضًا، هل ثمّة اختزال للمذاهب والمدارس الكلاميّة في نمطين يتمايزان فيما بينهما على أساس معرفيّ وتبشيريّ، كما جاء تصنيف البحث الذي أُسْنِد إلينا؟ قد يصعب تصديق الأمر على أولي البحث في هذا الميدان، لأنّ المنهج الكلاميّ -كلَّ منهج على حدة- قائمٌ في أساسه على معايير نقديّة، ورؤية فلسفيّة، وأسلوب استقرائيّ. فلو أنت صنّفت مذهبًا كلاميًّا، أي منهجًا، كأنّه تبشيريّ وجعلتَه ينتصب متميّزًا مقابل مذهب كلاميّ آخر على أنّه معرفيّ، حكمت بفعلك هذا على أنّ ما يُدْعى منهجًا تبشيريًّا لا يحمل في طيّاته بذور المنهج المدعوّ معرفيًّا. وفي هذا الحكم خطأ، لأنّ المنهج الكلاميّ التبشيريّ معرفيّ أيضًا، وإلاّ فليس بوسعه أن يكون منهجًا! وإنما معاييره مختلفة، ورؤيته مستقلّة، وأسلوبه خاصّ.
لذلك، أقول: ما حيلتنا إلى فهم عنوان بحثنا، ولا سيّما وإنّه يرسم لنا الكلام على الدراسات الإسلاميّة-المسيحيّة بين منهجين، الواحدُ معرفيٌّ والآخرُ تبشيريّ؟ أم لعلّ للعنوان حقًّا مدلولًا مثبّتًا؟ دعونا ننظر عن كثب إلى ما قد تحمل صياغة العنوان من معاني ممكنة في متنها!
المعنى الأوّل: تنهج الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة كلّها معًا المنهج المعرفيّ والتبشيريّ.
المعنى الثاني: ينهج بعض الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة منهجًا معرفيًّا، فيما ينهج بعضها الآخر منهجًا تبشيريًّا.
المعنى الثالث: تنهج الدراسات المسيحيّة ـ أو الإسلاميّة ـ المنهج المعرفيّ والأخرى المنهج التبشيريّ.
وإذ نزعنا إلى الإيضاح أخذناه على عاتقنا ننزع به اللبس عن مراد كلامنا، ننظر عن كثب إلى أيّ المعاني الثلاثة يقترب من المنطق. فالأخير منها – أي الذي يفصل بين الدراسات وكأنّ إحداها معرفيّة والأخرى تبشيريّة – لا يستوي أمام العقل السليم، إذ إنّ مثل هذا المعنى منحاز الرؤية، ينطوي على حكم مسبق ومبرم، ويملأه الادّعاء. أمّا المعنى الثاني- ذاك الذي يرى في بعض الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة منهجًا معرفيًّا، وفي بعضها الآخر منهجًا تبشيريًّا- فمعنى معتدل، متّزن، ووضعيّ، لأنّ من الدراسات، بالحقيقة، بضعةً تسير سيرًا معرفيًّا، ثمّ بضعة لا تخلو كذلك من النزعة التبشيريّة، علمًا بأنّ هذه الدراسات الأخيرة تحذو حذو منهج معيّن. وأمّا المعنى الأوّل فميزته أنه يرى في كلّ دراسة تُجرى في مضمار الأبحاث المسيحيّة-الإسلاميّة اتّجاهًا منهجيًّا، وأنّ هذا الاتّجاه بعينه له ما يسمه بسمة المعرفة، وما يسمه بسمة التبشير، في الوقت ذاته!
على ضوء ما تقدّم، يطرح بحثنا هذا المعضلةَ على أساس التنقيب عن السمات المعرفيّة التي ينبغي أن تتحلّى بها الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة، وعلى قاعدة الكشف عن الخصائص التبشيريّة التي قد تلحق بالدراسات عينها. وإذ نرى أنّ التنزّه عمل منيع على الباحث، يقاس بجرأة بحثه، وموضوعيّته، وإحكام استخلاص النتائج بأحكام المنطق، فلنلقِ بنظرنا عن كثب إلى المعرفة في حدّ ذاتها، نعالجها على مقتضى ارتباطها بالدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة.
1-2 هل المعرفة مكتسَب أم مبتغى؟
لا تُبتَغى معرفةٌ بلا معرفةٍ مكتَسَبة تدفع إليها. فالمعرفة، إذًا، معرفتان: الواحدة مكتَسَبة، والثانية مبتغاة؛ وما يجمع بينهما تجاوز النقص في المعرفة عند الإنسان. قد يقيم الإنسان ردحًا من الزمان على معرفة اكتسبها في مرحلة من مراحل حياته، ثمّ يبتغي أيضًا المزيد والمزيد منها، حتى يغدو ضليعًا وعالمًا في دقائق العلم الذي يدّخره لنفسه. إنّ مسارًا مثل هذا سليم، إذ لا يتوانى الباحث فيه عن الاغتناء باستمرار بما يتوفّر بين يديه من العلوم. ولكنّه مسار ضيّق الأفق أيضًا، إذ لا يتيح للباحث عينه أن يحصل على نوع مختلف من المعرفة، وأن يطّلع على وجه آخر من وجوه المعرفة خارج أفق معرفته المكتسبة؛ ذلك أنّه اعتاد قطّ على نمط معرفيّ واحد، وشحذ ذهنه لكي يعبّ من الضرب المعرفيّ الواحد، وحسب المنهج المعرفيّ نفسه على توالي السنوات. إنه مسار لا يلبث أن ينتهي بصاحبه إلى أن يصوّر له العلوم والمعارف كلّها وكأنّها تُطْرَق من زاوية هذا النمط المعرفيّ الذي طالما ارتاده عقله، وكأن المكتَسَب المعرفيّ لديه نهاية العلوم كلّها، حتى إنّ منطقه المعرفيّ لا يرى من بعدُ معرفة يمكن ابتغاؤها؛ إنّ مسلّمته المعرفيّة تغدو على نحو: لا معرفة تبتغى، لأنّ المعرفة المكتسبة حتى الآن “تهيمن” ـ في اعتقاده ـ على سائر أنواع المعرفة، وتختزلها كلّها في حدود مقولاتها.
كلّ معرفة مبتغاة تقدّم على درب العلم، والعلم يقود إلى الله تعالى وتبارك. وكلّ معرفة مبتغاة سوف تمسي يومًا معرفة مكتسبة أيضًا، لُبْنة وطودًا صلبًا في بناء المدارك. أمّا الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة، فهل يمكن المحافظة فيها على الانتقال من معرفة مكتسبة إلى معرفة مبتغاة؟ أقول، أولًا، نعم، ذلك ممكن! إنه أمر سائغ لدى من عرف من البحّاثة أن يسمو بمنهجه وعلمه فوق ما تعوّد عليه من طُرُقِ طَرْق المعرفة المكتَسَبة عنده، وأن ينظر في طُرُق طَرْق المعرفة عند سواه، من غير أن يعني كلامنا هذا مرّة ـ حاشى له ولنا عن ذلك! ـ أن يتخلّى صاحبنا عن مناهجه، لكي يرسم لنفسه السلوك في الطرق الجديدة! إنّ مجرّد الوقوف فكريًّا على فكر جديد انتقال، باعتقادنا، من معرفة مكتَسَبة إلى معرفة مبتغاة، لم يسبق تحصيلها من قبل! فالدراسات المسيحيّة لا يمكنها، مثلًا، الزعم بنيل معرفة “جديدة” ـ وبالتالي “معرفة مبتغاة” ـ عندما تأتي الدراساتِ الإسلاميّةَ عبر علومها الكلاميّة المسيحيّة الخاصّة بها، وإرثها العقائديّ، وتصوّرات ذهنيّة وتعبّديّة خاصّة بها؛ ولا الإسلاميّةُ المسيحيّةَ، كذلك، إذا أرادت أن تسبر أعماق الإيمان الذي يحمله أتباعها مخلصين في صدورهم. بل إنّ الاعتقاد بإصرار بخلاف ذلك فشأن نكفّ عن مجاراته بالحجّة.
لأجل ذلك، نرى إلى معرفة تتربّع فوق رؤوس معارفنا لا بدّ منها عند إجراء دراسات مسيحيّة-إسلاميّة. أمّا الدراسات المذكورة التي تجري بخلاف هذه الرؤية فاعتقادنا بها أنّها ذات منحى تبشيريّ. إنّها دراسات معرفيّة- تبشيريّة، لأنّها تقدّم المعرفة بجناحين: جناح المعرفة المكتَسَبة مقرونًا بجناح هذه المعرفة عينها؛ إنّها أشبه بها حديث المرء مع نفسه، فيما الحاجة بالحقيقة إلى معرفة ثنائيّة الجناح، أو إلى معرفة برئتين، وإلى طاقة على التحليق بها حتى حدود معرفة سمحاء، ميزتها الفهم على أساس معايير “معرفيّة” حقًا، ومحرّكها العقل الناقد، وشرط تحصيلها الإكباب على منظومة المفاهيم كما تُقَدّم، وتُصاغ، على يد أرباب معلّميها المعتمدين. هذا النوع من المعرفة هو المنشود، باعتبارنا، في أثناء القيام بالدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة.
1-3 دياليكتيكيّة الدراسات الكلاميّة، وديناميّتها
وممّا ينبغي أن تتّصف به الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة قدرة على التفاعل مع سائر الدراسات الإنسانيّة والاكتشافات، ثمّ قوّة على التقدّم والمثابرة. فإنّ علوم الاجتماع، والنفس، والتاريخ، والآداب، ومقارنة الأديان، والأنتروبولوجيا، والحضارات، والاقتصاد، والنقد، والتفسير، والفلسفة، قطعت أشواطًا بعيدة، وأحدثت تغيّرات جمّة في حياة المجتمعات، وأبرزت عدّة عوامل يمكن الاتّكال عليها في صنع المستقبل وتطوير سبل الحياة. ومن غير النافل القول إنّ الباحث في علوم الدين لا غنى له عن النظر عن كثب إلى ما في هذه العلوم من نواحي إيجابيّة، وعن الإفادة منها في إتمام سبره النصوص الدينيّة، بتؤدة وموضوعيّة، وجرأة وتدقيق. لذا، من الجدير الإبقاء على صلةٍ بين العلوم الدينيّة والعلوم الإنسانيّة، صلةِ تفاعلٍ على مستوى المنهج البحثيّ، وصلةِ تنافُذٍ واستشراف على مستوى المحصَّلة العلميّة، وصلةِ تجاذبٍ على مستوى الدلالات المعنويّة.
غير أنّ التفاعل المذكور بين أبحاث الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة، من جهة، والعلوم الإنسانيّة من جهة ثانية، يحتاج إلى محاولات دؤوبة تتّسع لتشمل دائرة رحبة على امتداد انتماء الباحثين الدينيّة. فمن الناحية المسيحيّة، من جهة، والإسلاميّة، من جهة ثانية، يحسن أن يتوثّق التفاعل المذكور بين العلوم الدينيّة وسائر العلوم الإنسانيّة، وأن تُرَسَّخ طرقه البحثيّة لدى الناشئة، كما نشهده اليوم لحسن الطالع في عدّة مراكز، ونلمسه لدى كثيرين من المحاورين، بل نفاجأ به أحيانًا إذ يتخطّى ما نترقّبه لشدّة تأصّله في أذهان الرفقاء. إنّ زخم الأبحاث، واتّساع رقعة المقبلين عليها، كفيلان بأن يجعلا منها أبحاثًا معرفيّة، بالمعنى الموضوعيّ.
2- كيف يكون منهج الدراسات معرفيًّا؟
لهذا، كانت الحاجة إلى بعض المعايير العلميّة ضرورة فاصلة بين البحث العلميّ والعمل المدرسيّ. إنّ الكتابة من حيث هي عمليّة فكريّة فعل واحد لدى الباحث والطالب؛ إلاّ أنّها نتيجة فحص، وتحليل، وتفكير ناقد، واستطلاع، واستكشاف، ومقارنة، وتقصّ عند الأوّل، فيما هي حصيلة تكرار، واستذكار، واستظهار، وتلقين، وتقليد، ونقل، وتجميع، وترجيع، عند الثاني. فما يفرّق، إذًا، بين كتابة وأخرى عند مطالعة نصّ مدوّن أُسُسٌ علميّة تزيح النقاب المسدل عن عَمَلِ مَنْ وَضَعه، وتطبعه بطابع مميّز. دَعَونا ننظر إلى بضعة من هذه المعايير التي تدمغ البحث بهذا الطابع العلميّ، المعرفيّ، من غير أن ندّعي لحظة أنّنا عرضناها كلّها.
2-1 البرهان على صدق المكتَسَب من المعارف
يستند هذا المبدأ العلميّ الأوّل إلى ظاهرة نفسيّة، شائعة، يمكننا تتبّع أثرها في حالات عديدة ليس أقلُّها بيانًا علاقةَ الطالب بأستاذه: إنّ ما يُلَقَّنه الطالب هو العلم الثابت، والمعرفة التامّة، والكليّة؛ وعلاقةَ الابن بأبيه عندما يسأله حجّة في أمر ما. لا يؤخذَنَّ من كلامنا هذا تشكيك في المعرفة المكتسبة، أو طعن، أو ذمّ في صدق ما يبلّغ الأستاذ والأب، حاشى! إنّما نشير فقط إلى الوضع النفسيّ عند كلّ من الطالب والابن: هو وضع يسلّم به الذهن بالمعرفة، على أساس الارتباط بمرجع ثقة، وهو وضع يقرن ذِهْنَفسيًّا – ذهنيًّا ونفسيًّا- بين المعلومة والعلم، والتعرّف والمعرفة، بدون تمييز. هذه المعرفة، المتداولة والمكتَسَبة، لا تلبث أن تمسي عند كلّ متعلّم غرّ مسلَّمة، أي ركيزة علميّة، تبنى عليها من ثمّ المعارف الأخرى. لذا، فإنّ أوّل خطوة يجب أن يقرّها الباحث حتى تأتي أبحاثه “معرفيّة” البرهان على صحّة ما تعوّد أن يقرّه كأنه معرفة حقًّا.
2-1-1 البرهان على مستوى النصّ-المخطوطة
تقوم الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة على أساس النصوص المقدّسة. والأفكار، والمناقشات، والمقاربات، والجدليّات، وسائر المنظومات العقائديّة والتشريعيّة والأخلاقيّة، تستند إلى ما في متون النصوص من رسوم وإثباتات. لذا، ينبغي على الباحث أوّلًا، وعلى الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة ثانيًا، أن يبادر ـ أو تبادر ـ إلى إرساء البناء العلميّ المنويّ تشييده على صخرة علميّة-معرفيّة-عقليّة متينة، بإبراز مصداقيّة النصّ المتداوَل على أساس المخطوط المتناقَل، لا من قبيل إلقاء الشكّ، وإنّما من باب المنهج البحثيّ. إنّ الانطلاقة العلميّة، أي المعرفيّة، الدقيقة تبدأ بالمرحلة الثانية من مراحل البحث عندما تشرع بنصّ قائم، إذ تدع جانبًا المرحلة الأولى، وهي إثبات قيام النصّ على شاهد موثوق وموثّق. أمّا الأخذ بعصمة النصّ، مثلًا، حجّة علميّة (!) والنهوض من ثمّ بالدراسة بمقتضى هذا المبدأ، أفيكون منهجًا “معرفيًّا”؟ أليس الحياد العلميّ مبعدًا؟ أليس التجرّد والنزاهة ضرورتين في القول السديد، وشرطًا أساسيًّا من شروط البلوغ إلى المعرفة اليقين؟
2-1-2 البرهان على مستوى النصّ-زمن التدوين
ولو شئنا غوصًا في الدقّة العلميّة، في موضوع القيام بإرساء أسس معرفيّة للدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة من أجل إبعادها عن المنزلقات التبشيريّة، لوجب على الباحث التنبّه إلى الفاصل الزمنيّ بين المخطوط الحامل النصّ وزمن تدوين هذا النصّ عينه، إذ ليس مثبتًا أنّ زمان تدوين نصّ على مخطوطة ما يتطابق وزمان وضع النصّ لأوّل مرّة. لهذا، قد يقتضي الأمر كذلك البحث عن عدّة شواهد، مخطوطات، وإن لم تكن كاملة، لأجل استكمال مراحل البحث بالمقابلة بينها كلّها، على أسس نقديّة، بغية إثبات النصّ المقدّس.
2-1-3 البرهان على مستوى النصّ-الكاتب
من ناحية أخرى، كما يرتبط النصّ بالزمان يتعلّق أيضًا بواضعه. هناك، لا شكّ، المؤلّف، الذي يبوح بما في صدره من أفكار يُطلع الآخرين عليها؛ وهناك من يدوّنها بعد أن يسمعها عن صاحبها؛ وقد يكون المؤلّف نفسه الكاتبَ الذي ينسخ النصّ على المخطوطة. ومن زاوية النظر هذه، علينا إثبات اليقين بأنّ النصّ المنقول، والمقروء، نصّ واحد ثابت لم يدخل تحريف عليه، ولا مسّه أثر من ظروف الكاتب المدوِّن، أو الكاتب المملي، ولا لحق به ضبط، أو مؤالفة، أو تأوين. وموجز الكلام في هذا الموضوع، ينبغي على الأبحاث الجادّة في هذا الميدان التمحيص في ـ والبرهان على ـ علاقة النصّ بواضعه، أهي علاقة تبليغ صحيحة وسليمة وكاملة، أم أنّها علاقة تبليغ مضطلع بها، أم أنّها أيضًا علاقة تبليغ آنيّة! ذلك أنّ مثل هذا البحث ينجّي الدراسة من مغبّة الجري بها على أسس “تبشيريّة”. بل من المسلّم به أنّ لإيضاح علاقة النصّ بالكاتب أثره في النظر من ثمّ إلى رسالة النصّ وطبيعته، ودوره كمنظّم صالح لسائر الأبحاث.
2-2 النقد الأدبيّ
لمسألة النقد يُطبَّق على الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة فلسفة نراها على وفق الصيغة الآتية: بين الفكرة التي تتوهّج في عقل الكاتب والفهم الذي يتمتّع به عقل القارئ متّسع من عمليّات ذهنيّة، ينبغي على الكاتب أن يعبر بها كلّها حتى يصل بفكرته إلى فهم القارئ. من هذه العمليّات الذهنيّة الأسلوب، وثقافة الكاتب، وأثر العاطفة التي يودعها عباراته، ومدلول المفردات، وفعل المخيّلة والذاكرة، ناهيك عن اختياره أنواعًا متفرّقة من أشكال الخطاب. وينبغي علينا أيضًا ألّا نسهو عن أثر الجماعة في توجيه الكاتب خطابه، موضوعَه وسبكَه وألفاظَه. فهذه كلّها أمور تعلّمها أبحاث البلاغة والأدب. إنّنا نرى، من جهتنا، فائدة في الاعتماد عليها حتى نسبر أعماق البلاغ الذي تطالعنا به النصوص المقدّسة: إنّها، والحقّ يقال، وسيلتنا إلى إدراك كنه البلاغ الإلهيّ.
2-2-1 دراسة المبنى
تؤلّف دراسة الأسلوب حجر الزاوية في البحث عن المبنى الذي يرفع الكاتب على أساسه صرح بلاغه. لا نريد هنا أن نكرّر ما تتّفق كتب الأدب عليه كمنهج بحثيّ في هذا المضمار. وإنّما نؤثر، في مقابل ذلك، أن نشير إلى ما تعزف هذه الكتب عينها عن التطرّق إليه في هذا الموضوع. فإنه خليق بالأبحاث من زاوية التنقيب هذه عن المبنى فيها، أن تنظر في الأمر على مستويين:
1- مستوى ترابط الوحدات الأدبيّة ضمن النصّ الملهم؛ ذلك بأنّ إدراك بلاغه حاصل بإدراك اتّساق الأفكار في كلّ وحدة أدبيّة مستقلّة، أو تلي سابقتها.
2- مستوى الاقتباس الأدبيّ عن نصوص أدبيّة ودينيّة معاصرة؛ ذلك بأنّ بلاغ النصّ الملهم جاء مقرونًا بالظرف والبيئة والأحداث. وفي اعتقادنا أنّ إجهاد النصّ بالتحليل والدراسة لا يلقي ريبة فيه، إذ يمحَّص كالذهب فيجلو حينئذٍ للعين بريقُ رسالته كما المعادن الثمينة عندما تُصقَل.
2-2-2 دراسة المعنى
لا شكّ عندنا في أهميّة هذه الناحية بالنسبة إلى الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة خصوصًا، بدليل وفرة الإنتاج فيها، والنقد، والمدارس التفسيريّة، حيث نقاط التباين تعظم وتتنوّع وتغزر على قدر وفرة المفسّرين العلماء وتنوّع مشاربهم. أمّا ما نهتمّ بالحقيقة له في هذه المقاربة فأن نشدّد على واجبين، وأن نلحظ طريقة: هناك، أوّلًا، واجب الانكفاء عن تفسير يتّخذ من المعتقد منطلقًا إلى معنى النصوص، فيأبى الباحث أن يسقط على النصّ المقدّس مدلولات لا تبوح الألفاظ بها. وهناك، ثانيًا، واجب استخراج المعنى مراعاة لمنطق النصوص كلّها، سواء في إطارها المباشر أو الواسع. إنّ خير السبل إلى ذلك، على ما نراه، يُؤتى بحشد الدلائل على صحّة المعنى الذي يقدّمه المفسّر والباحث، وبإظهار الدواعي إلى نبذ المعاني التي يُعرَض عنها. على هذا المنوال، يمكن الدراسات أن تترفّع عن ميول وأغراض هادفة، وأن تفلت من إسار التعاليم المتشيّعة، بل يمكنها، بأقلّ تقدير، أن تعانق المنهج المعرفيّ.
2-2-3 دراسة صدى المعنى في النصوص
من ناحية أخرى، لا بدّ للبحث عن معنى النصّ، في اعتقادنا، من أن يمتدّ إلى أزمنة وبيئات أخرى، تختلف عن الزمن الذي وُضِع النصّ فيه وعن بيئته، وذلك إمعانًا في الكشف عن عمق البلاغ المودَع فيه. فهناك معنًى لقارئ النصّ حين وُضِع، ومعنًى آخر لقارئه بعد عدّة قرون، ثمّ معنًى ثالث يترسّم عند قرّاء حقبة ثالثة، فمعنًى رابع لدى قارئ اليوم. كذلك الأمر على مستوى البيئة، فإنّ جماعة ترى في النصّ معنى لا تراه جماعة أخرى. بناء على ذلك، لا بدّ للدراسات أيضًا من أن تعير الانتباه هذه الناحية، لأنّ النصّ في آخر المطاف يحمل بلاغًا لأناس يجعلون في معناه معنى لحياتهم، بل منحى لها يقودون خطاهم وخطى أُسَرهم في هداه. إذن، يليق بالأبحاث أن تنـزع النقاب عن الثوابت والمتبدّلات التي تتعانق في نسيج النصوص، بعضها لأجل حفظ الحياة سنيّة رفيعة المقام، وبعضها أيضًا لأجل أن يرافق تبدّل الأحوال والأناس عبر العصور.
3- المنهج التبشيريّ
إلا أنّ نفرًا من الباحثين يسيرون في دراستهم على خلاف ما تقدّم، أو لِنَقُلْ على غير انسجام مع المعايير التي بيّناها أعلاه. فهؤلاء أيضًا يدلون بآرائهم في موضوع الدراسات الدينيّة، ويسلكون مسلكًا آخر في بحثهم. إنّ ما نكترث له هنا تحديد معالم هذا المنهج المخالف، والكشف عن صفاته الملازمة لنمط البحث. في هذا الموضوع نقول: يجتهد المنهج التبشيريّ في تذليل أحكام الدراسة لا لمنطوق النصّ، وإنّما لمنظومة من الأفكار والعقائد. من أجل ذلك، يتميّز هذا المنهج بأنّه منهج دفاعيّ حينما يصبّ أبحاثه على الذود عن مفارقات النصّ ومشكلاته، وبأنّه منهج هجوميّ حينما يقوم بنقض ما في نصوص أخرى إعلاء لما بين يديه من نصوص.
3-1 الأسلوب الدفاعيّ
يميّز هذا الأسلوبَ الدفاعيّ حرصٌ شديد على النصّ كما بلغ إلى أيدي الباحثين، وحيطةٌ وصَوْنٌ من تعرّضه لمساءلات النقد وطرق العلم الحديثة، وَعَدُّه مرجعًا وحيدًا، وأساسًا، وأصلًا، ومصدرًا، وحَكَمًا، ومُحْتَكَمًا، وشاهدًا على سائر العلوم، حتى إنّها لا تسأله ويسألها، ولا تدرسه ويدرسها، ولا يسعها أن تنظر إليه بعين النقد وينظر هو إليها وينقدها. إنّ النهج بأسلوبٍ فلسفتُه أنّ النتيجةَ تسبق البحث، والعلمَ مكتَسَبٌ قبل الطريقة، نهجٌ ـ لعمري ـ لا يمكنه أن يُعَدّ معرفيًّا. إنّه يسلك في رداء النهج المعرفيّ، إلاّ أنّه يبقى منهجًا دعائيًّا وتبشيريًّا.
3-1-1 الردّ على أولي الردود
إذا كان الردّ والردّ عليه قائمين على أسس نقديّة-بحثيّة-علميّة-موضوعيّة-موثّقة فالأسلوب معرفيّ، إنّه يبغي المعرفة والعلم الصحيح. لا طعن، حين إذٍ، ولا قدح، ولا إساءة، ولا ذمّ، ولا استقباح، ولا تشهير، ولا شيء من هذا القبيل يرافق الردّ والردّ عليه. إنّ عباءةَ العلم الحقِّ الوداعةُ والضعةُ والرفقُ والمودّة، والصدق والصراحة والوضوح. فليس القصد الإشارة إلى ما يُشِين، بل استجلاء الصورة وجلاء المعرفة وبلوغ اليقين. أمّا إذا نهج الردّ والردّ عليه في طريق المعاداة والمماحكة، على قاعدة “الصواب بجانبي، والآخر في ضلال”، رافق بالطبع الخطابَ الإسفافُ والغمزُ من جانب الآخر والامتهان، حتى إنّ المرء يدرك حين ذاك أنّ الأسلوب ذو منهج دعائيّ-تبشيريّ-ذاتيّ-مقفل. لا حاجة، في أغلب الأحيان، إلى المغالاة في القدح، بل يكفي منه مثلًا ما يُلقى من الكلام استهجانًا واستغرابًا حتى ينقلب المنهج تبشيريًّا، ذلك أنّ الافتقار إلى مقوّمات النقد الصحيح كفيل بأن يقلب ظهر المجنّ على البحث المعرفيّ.
3-1-2 إعلاء البناء العقائديّ
كما الردّ على الردّ حقّ مشرّع به لصاحب البحث، كذلك العمل على المفاخرة بالمعتقد حقّ خليق به البحث والدرس. ولكنّهما ينتحيان منهجًا دون منهج على وفق مُلتَمَسِهما البحثيّ. فهما يرتادان المنهج المعرفيّ لو ابتنيا صرحهما على أسس علميّة ونقديّة، ويسلكان في معارج المنهج التبشيريّ إن عزفا عنها. إنّ الإعلاء من العقائد مظهر من مظاهر الدراسة المبنيّة على النصوص، الفاحصة والسابرة أعماقها. غير أنّ اقتطاعها من متونها، وفصلها عن سائر النصوص، وتقديمها كمنظومة تحبس في إطارها وحده الديانة عمل بحثيّ، قد يكون علميًّا (؟!) في أجزاء وأقسام، وإنّما لا في منهجه (!!)، ذلك بأنّ إعلاء البناء العقائديّ يرتاد النصوص حيث الكلام فيها على العقائد، ويدع جانبًا سائر النصوص؛ لذلك، منهجه تبشيريّ.
3-2 الأسلوب الهجوميّ
وهناك أبحاث تجري في ميدان الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة وتتبع أسلوبًا “هجوميًّا”. إنّها لا تلتفت كسابقاتها المذكورة أعلاه إلى الردّ على الردود، أو إلى الاحتياط بإعلاء معتقداتها، في وقفة دفاعيّة، بل تميل إلى الكرّ والانقضاض على ما يدور حولها، مسلّمة بأنّ مدّخرها “المعرفيّ” لا يُنال. إنّ ما يميّز أسلوب هذا النوع من الأبحاث “الهجوميّة” أنّ موضوعَ بحثِها الآخرُ وما لديه، فتتناوله بالتحليل والنقد على خلفيّة ثوابت تمتلكها.
3-2-1 نقض عقائد الآخرين
لا يُعَدُّ منهجًا معرفيًّا البحث الذي يدوّنه واضعه وهو يدكّ معتقدات الآخرين الواحد تلو الآخر، بالمقارنة تارة، والاعتباط تارة أخرى. بل، إذ يسلك مسلكه هذا إنّما تحرّكه نيّة متبجّحة لدى صاحبه تظهر عبر النقض المنهجيّ. ومن الأبحاث بضعة يظنّ صاحبها أنّها أبحاث علميّة إذا سعى بها لكي يقوّض بناء الآخرين العقائديّ، فلا يبقى قائمًا سوى بناء واحد يبرز باسقًا دون سواه. ما كان القياس بين منظومتين عقائديّتين مختلفتين بحجّة على صدق الواحدة، ولا تناول البراهين عبثًا في المنظومة العقائديّة الواحدة بدليل دامغ على دحض مزاعم المنظومة الأخرى. فالخطأ قابع في المنهجيّة هنا، وهذه أصل في العلوم. لذا، كيف يكون بحث وقد افتقر إلى المنهجيّة العلميّة معرفيًّا؟ إنّه بحث تبشيريّ ليس إلّا، إذ شتّان ما بين بحث يستند إلى معايير علميّة ونقديّة تقرّها المناهج المختلفة، وبحثٍ يرتكز على معاييره الحصريّة، وهو يدّعي بعد ذلك أن يقضي بموجبها في المنظومات الفكريّة!
3-2-2 الانقضاض على الواقع
ومن سمات الصبغة التبشيريّة الانقضاض على الواقع الراهن، وتبيّن مساوئه وتناقضاته وتخاذله. ليس أنّ الواقع بريء من هذه كلّها، لا! ولكنّ ما أريد التنويه إليه أنّ البحث ذا النهج التبشيريّ يتناول فيما يتناوله من مواضيع عورات الواقع السائد ومواطن الانحراف فيه. إنّه واقع فاسد وضالّ، وواقع منحلّ ومتفكّك، لا بالنظر إلى معايير علم الاجتماع، والبيئة، والشروط السكانيّة، والقانون، وأنظمة العمل، وتطوّر الرعاية الصحيّة، والنموّ الاقتصاديّ، والتوعية المدنيّة إلخ، وإنّما باعتباره مخلًّا في مراعاة الرسوم الدينيّة والواجبات الأخلاقيّة. ومن الطبيعيّ أن ينحصر البحث التبشيريّ في التطرّق إلى هذه الناحية عندما يحاول عرض الواقع القائم وتبيان أسباب تضعضعه. ولكن، بما أنّ النظام الأخلاقيّ والدينيّ جزء رئيسيّ في بناء اللحمة المجتمعيّة، يبدو البحث التبشيريّ بهيئة البحث المعرفيّ، بل يحلّ محلّه في الاعتبار.
3-2-3 الدعوة إلى التمثّل
وفي آخر الكلّ، ينطوي عدد من الأبحاث على دعوة صريحة إلى التمثّل بأتباع دين معيّن، من خلال العمل على نبش مآثر الماضي، وأثر الدين الممتدَح في مناحي العلوم العديدة، وإظهار كم من خلق الله يهتدون إلى هذا الدين، وما سوى ذلك من حجج تقدّم في متون البحوث. لا يخفى على أحد الطابع التبشيريّ الذي يكلّل هامة هذه الدراسات: إنّها، مهما جهدت في اكتساء عباءة المعرفة، لا تلبث ترفل في ثياب الدعاية والدعوة. بل هناك عناوين تُصَدَّر رؤوس الأبحاث والفقرات بها، وصياغات تتخلّل العبارة، وألفاظ وشواهد تساق حجّة على صدق المزاعم المبيّنة في المتون، فهذه كلّها تعكس حقيقة الوجه الذي يتّخذه البحث. إنّ المعرفة قائمة في البحث على أساس التنقيب، والتحليل، والدراسات، والتوثيق، والاستخلاص، والمقارنة، لا على قاعدة المفاخرة والاستذكار.
خاتمة
سعينا كي نبيّن أعلاه ميزات المناهج التي تنهج الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة فيها. فانصرفنا إلى توصيف نمطين من هذه الدراسات: النمط المعرفيّ، والنمط التبشيريّ. وإذ نختم عملنا وكلامنا في هذا الموضوع، نشدّد على ناحية منطوق البحث، أي بلاغه، وعلى ناحية نطقه، أي طريقته في التبليغ. فالبحث معرفيّ إذا كان بلاغه خطابًا للعقل، في لغة منطقيّة، وعلى هدى الإدراك. وهو تبشيريّ إذا جاء بلاغه إرساء للقناعة، في لغة الإعجاب، وعلى ضوء الحماسة. وقلّما يتّفق أن يتداخل النمطان في البحث، وإنّما قد يقع الأمر على يد بعضهم؛ فأكرم به، حين ذاك، قولًا ومقولة، وأنعم بقائله، إنّه نعم الكلاميّ الفذّ الذي يأنف المماحكة الكلاميّة، ويتّخذ العلم خليلًا له!
المقالات المرتبطة
الإسلام وصراع الحضارات: قضية سلمان رشدي
في تقرير الأقليات[1] الصادر عن الكونجرس الأميركي بتاريخ 10 كانون ثاني/يناير 2018 يشرح النائب (بنجامين ل. كاردين) في مقدمة التقرير لزملائه: كيف أن “حكومة بوتين” تشن هجومًا “غير أخلاقي” بممارسة التضليل المعلوماتي من خلال دعم “مجموعات سياسية متطرفة”،
الأصول الاعتقادية لقيمتي البصيرة والاستقامة
بدايةً لابد لنا من معرفة أن البناء القيمي لأي مدرسة كانت لابد وأن يستند على رؤية كونية للعالم، فمنظومة القيم التي تمثل الحسن والقبح الفردي والجماعي
الفكر العربي الحديث والمعاصر | منهجية الجابري في قراءة التراث الإسلاميّ
قدم الجابري رؤية خاصة للتراث العربيّ – الإسلاميّ، واعتبره يمتلك خصوصية ذاتية كونه حاضر فينا، فهو: “جزء من انشغال الإنسان