منطلقات مهمة في عملية التفسير

منطلقات مهمة في عملية التفسير

إنّ هناك جملة من المنطلقات المهمّة في العملية التفسيرية، والتي لا بدّ من توضيحها، والتي تشكّل الأساس في التفسير، وما ينبغي على المفسر مراعاته، وهي:

  1. تفسير الكلمة

أي أن تُفسر كلمة فكلمة، وهكذا، وهذه الآلية متبعة في التفاسير التجزيئية الخاصة بتوضيح المعاني، أو تفاسير المعاني، وهي آلية تجزيئية، وتدخل ضمن أسلوب التفسير التجزيئي.

فإنّ تفسير الكلمة مهم جدًّا في كل أنواع التفسير، فتوضيح معنى الكلمة مطلوب في جميع المناهج والاتجاهات والأساليب، إذ لا يمكن تفسير آية ما لم تُفسر كلماتها، وتفكّك الكلمات، ليُعرف المراد من كل كلمة من حيث المعنى، والموقع، والدلالة.

  1. تفسير المقطع

بأن تقطع الآية القرآنية إلى مقاطع لتُفسر، سواء أكانت هذه المقاطع تامّة الدلالة أو لا، وهذه آلية مشهورة في التفسير التجزيئي، وما عليه أكثر المفسرين في تفسيرهم للقرآن الكريم وفق الأسلوب التجزيئي.

فإن تفسير المقاطع أعم من تفسير الجمل، فالمقاطع أكثر سعة من الجمل، وفي القرآن الكريم توجد مقاطع صغيرة، وأخرى كبيرة، وهنا سيبرز دور المفسر في كيفية التعامل معها، وتفسيرها بالشكل المناسب والصحيح والمفهوم.

إن تفسير المقاطع القرآنية مهم جدًّا، وبالخصوص لو تم تفسير المقطع كاملًا؛ أي المقطع الذي يعطي صورة كاملة عن المراد منه، فقد يكون المقطع مشتمل على أكثر من كلمة، وربما أكثر من جملة، وربما أكثر من آية، وهذا سيخضع لذكاء المفسر، وسعة تفكيره، بل وعربيته، وفهم الجرس اللفظي المناسب.

  1. تفسير الجمل

أي التفسير بحسب الجمل، سواء أكان المراد بها الجملة العربية، أو المراد بها الجملة القرآنية، والجملة القرآنية تارة تكون مختصرة، وتارة تكون طويلة أطول من الجملة العربية بكثير.

ولقد بُحثت الجمل القرآنية في مباحث خاصة بها، تحت مصطلح (الجملة القرآنية)، وهي تارة تشابه الجملة العربية، وتارة تكون أكثر منها أو أعم منها.

إن تفسير الجمل في القرآن الكريم مهم جدًّا، في فهم المراد، وفي استيعاب المقاطع المكونة من جملة واحدة، أو من عدة جمل، إذ عن طريقها، ومع مراعاة السياق، سيتم فهم المراد، وتتحقق العملية التفسيرية الصحيحة.

  1. تفسير الآية

وذلك بأن تفسر آية ثم آية، وهذه الآلية تستخدم في السور القصار، أو في السور ذات الآيات القصيرة، بل هي الأساس في التفسير.

إن تفسير الآية القرآنية يضمن للمفسر الإحاطة بكلمات وألفاظ الآية، إلا أن هناك ما قد يلاقيه من صعوبات في بعض الآيات، كالآية القصيرة جدًّا، أو الآية الطويلة جدًّا، والتي قد تعادل سورة من السور القصار في القرآن الكريم.

إن تفسير الآيات القرآنية آية فآية أساس مهم من أساسيات تفسير القرآن الكريم، وهذه الطريقة تضمن تحقق نسبة كبيرة من الفهم، وسهولة التفسير، وتأدية المراد من العملية التفسيرية.

إن هذه الطريقة قديمة قدم القرآن الكريم، وهي الطريقة الأولى في تفسير آيات القرآن الكريم التي نزلت في أول الوحي على النبي الأكرم محمد (ص).

  1. تفسير سورة كاملة من سور القرآن الكريم

بأن يأخذ سورة كاملة واحدة فقط فيفسرها وفق منهج أو اتجاه أو أسلوب معين، ولا يتناول غيرها.

إن هذه الآلية هي الأشهر في بداية العمل بالتفسير عند الأوائل من المفسرين، فكانت تفاسيرهم عبارة عن تفاسير لسور قرآنية معينة (واحدة)، فهم يعتنون بالسورة المفسرة، ويبحثون عن معاني كلماتها، وعن أحكامها، وما يستفيدونه منها في مجال العمل، وفي المجال الأخلاقي، والعِبادي.

إن ما تقدّم هو توضيح لخمس منطلقات مهمة في عملية التفسير، على المفسر من جانب، وعلى الباحث من جانب آخر التنبه لها.


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
تفسيرآيةدلالةمفسركلمةمقطعجملآياتقرآنمفهوم

المقالات المرتبطة

قراءة في كتاب زاد اللّقاء

أولًا: الكتاب في سطور اسم الكتاب: زاد اللقاء. الكاتب: الشيخ محمّد تقي مصباح اليزدي. جمع وتدوين: أسد الله طوسي. ترجمة:

الفضاء الإعلاميّ كمصنوع إيديولوجيّ

لم يعد من ريب في أنّ الإعلام بتقنيّاته الهائلة، بات أحد أبرز روافد التحوّلات الكبرى في السياسة والاقتصاد والفكر والفنّ والثقافة، بل قد يكون أحيانًا محورها ومحرّكها ومحرّضها.

الزمن وعودة الأبديّة

تأثّر مبحث الزمن بالكوجيتو الديكارتيّ الذي وضع الذات في قبال الخارج، وبالفصل الكانتيّ بين الزمن الطبيعيّ والزمن ببعده الإدراكيّ والإنسانيّ المعيش

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<