الفتنة الطائفية والولاء والبراء*
عبّر القرآن الكريم عن الفتنة بأنها من الخطوط الحمر التي ينبغي توقّيها إلى أقصى الدرجات، واعتبرها أشد من القتل، فكما تعلمون بحالة القتل يمكن للمرء أن يقتل نفسًا، أو أن يقتل أسرة في زمن محدد، وفي مكان محدد، لكن الفتنة هي مناخ إذا استتب أنشأ مقتلة دائمة تتوارثها الأجيال فيما بينها. ثم ومن جهة أخرى، إن أي مشروع كبير بمثابة طريق للهداية واستقامة الإنسان في داخله، في علاقته مع ربه، في بنائه لمجتمعه وأمته، وفي إحياء الأرض، باعتبار أن إحياء الأرض وصلاح العباد هي أمانة الله التي عهد بها إلينا (كآدميين) أن نقوم بها، وأي خلل في ذلك هو نقض بما عهد الله به إلى الناس.
تأتي الفتنة لتشرذم الناس، لتطفئ نور الهداية، ولتضع اليأس والإحباط في أصحاب المشروع أو من يمكن أن يتأثروا بهذا المشروع؛ وأعني به الرسالة المحمدية على نبينا أفضل الصلاة والسلام.
بناءً عليه، كانت الفتنة بهذه الحدة من الاهتمام، والأمر بضرورة تجنّبها، بل عبّر (القرآن الكريم) أن الدنيا هي نحو من الفتنة لأنها تشغل الإنسان ببهارجها وتبعده عن ذكر ربه، فإذن حب الدنيا التي هي رأس كل خطيئة، هي وجه واحد من أوجه الفتنة، فكيف إذا أردنا أن نعدد مخاطر الفتنة وتأثيراتها بأبعاد أخرى ومختلفة؟
وعبّر القرآن الكريم بأن هذه البغضاء التي تنم عن الفتنة بين أطراف الناس وتجعلهم أشياعًا وأحزابًا وفرقًا تلقي في قلوبهم الضغينة، وهي الوظيفة الرئيسية التي يمتلكها إبليس في عمله، وإلا في واقع الأمر كل هذه النظريات التي تسمعونها عن قوة إبليس، وقدرة إبليس وإلى ما هنالك لا مستند لها، ولا دليل عليها، من مثل تأثيره بالعالم وبالكون، فهذا لا دليل عليه، لكن إبليس له أثر في المكيدة، وفي إثارة البغضاء، وفي إثارة الفتن، وهو بذلك يربّي أولياءه على ذلك؛ ويربي أولياءه، أي من يتولاه، على إثارة مثل هذه البغضاء. فكل ابتعاد عن هذا الدرب الإبليسي هو دخول في سياق الرحمانية المحمدية التي انتجبها الله للنبي محمد (ص).
من هنا، أريد أن أقول بأن هذا يجعلنا نتدرع بما أعلنه كتاب الله العزيز من التقوى في التعاطي مع مثل هذه الأمور؛ التقوى تعني أن لا تتعامل مع المسألة بمزاجية، التقوى تعني أن لا تتعامل مع هذه المسألة بالرأي الخاص، التقوى تعني أن تبقى عينك لحفظ الأمة ومسارها ومعنوياتها بالشكل اللازم.
وأريد أن أشير إلى نقطتين تتصلان بمسألة الفتنة خاصة منها تلك الطائفية، المسألة الأولى: ما هي مواصفات من يتصدى لموضوع الفتنة؟ المسألة الثانية: كيف نضمن أن تسير الأمة على درب وعلى طريق لا فتنة فيها، وغير معرّضة فيها للفتنة وللتشرذم وللبغضاء وللتقاتل، ولوقوع معصية البعد عن الباري عز وجل في مسارنا الدنيوي، وفي مسارنا السياسي، وفي مسارنا الرسالي والتبليغي، كيف يمكن لنا ذلك؟ أما في المواصفات فنحن نحتاج إلى مؤمن فطن، ورد عن النبي (ص) “المؤمن كيّس فطن حذر”[1]؛ أي صاحب ذكاء وصاحب بصيرة، قادر على تشخيص الأمور من زاوية الرؤية الإلهية، من زاوية أن العباد كل العباد حتى الذين ابتعدوا عن درب الله عز وجل هم عباد الله، والأصل فيهم أن تتمنى لهم العودة إلى رحاب ربهم. لكن هذا لا يعني أن تكون غير قادر على تشخيص موارد الخطر الموجود في هؤلاء الناس، في تصرفاتهم وفي رؤيتهم وفي أعمالهم؛ هذا هو الكَيّس الفطن القادر على تشخيص نظرته إليهم بإيجابية من حيث المبدأ، لكن لا يفوته أن يلتفت إلى ألاعيبهم. وتحدث القرآن الكريم عن عباده الصالحين بأن كيد إبليس نفسه مهما بلغ، فإن كيده كان ضعيفًا. ومن باب أولى أنك لو تعاملت مع هذه الرؤية الإيمانية سيتبين لك أن كل دسائسهم لن تمر عليك، كيف ذلك؟ حسب ما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): “كن في الفتنة كابن اللبون، لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب”.[2] في بعض البلدان، ولن ندخل في السياسة، تحولت إلى ضرع حلبها الأمريكيون؛ هذا يعني أنهم لم يستطيعوا مواجهة فتنة وجود الاستكبار العالمي. ولا ظهرًا فيركب بمعنى أنك تُستعمر، ويُستبد بك، وأن الآخرين يمكن أن يخطفوا منك رزقك وثمار قيمك وثقافتك وولائك وعقيدتك. ما الضابط لنسير بطريقة مستقيمة في الأمر؟ الضابط في ذلك هو أن تتولى من حدّد به المولى سبحانه وتعالى كل الصفات لأن يكون وليًّا للناس؛ أي الذي سيكون بعد الله سبحانه وتعالى هو العنوان الأسمى والأعلى في الارتباط به لنسير على هداه فيما أنزله بالقرآن الكريم، فكل هذا الخُلق القرآني، وكل هذه الروحية القرآنية كل هذه البصيرة والهداية القرآنية تجسدت في رسول الله محمد (ص)، فكان للناس وليًّا. وإلا في الحقيقة مثلًا العصمة ليست سببًا للولاية؛ العصمة هي شرط لسلامة الولاية وهناك فرق. الولي هو من اكتملت به كل الصفات التي يريدها المولى سبحانه وتعالى فتصدى بجهد وجهاد وعمل أكيد من أجل قيادة مجتمع الإنسان إلى ما فيه صالحه، والعصمة شرط في ذلك؛ لأنه يمثّل النموذج الأعلى للولي على الأرض؛ الولي الإنسان. ومن هذا المنطلق اعتقد الاثني عشرية والشيعة عمومًا أن من يحفظ خط رسول الله محمد (ص) أيضًا ينبغي أن يكون معصومًا كشرط ليتولى الولاية. وإلا في اعتقاد الشيعة الاثني عشرية أن الله سبحانه وتعالى أبلغ النبي (ص) بالنص أن من بعدك سيكون علي بن أبي طالب، وأن رسول الله فعل ذلك. لكن حتى تكتمل الصورة بالشكل اللازم ليكون لدينا المثال الإنساني الأعلى لأي ولي في الأرض كان لا بدّ أن يكون معصومًا، وكان لا بدّ أن يكون بهذا الخلق، وبهذا المسلك، وبهذا العلم، وبهذه الرؤية، وبهذه السعة فاستحق أن يكون وليًّا، وجمع كل الشروط لأن يكون وليًّا. وتتوالى المسائل من إمام بعد إمام إلى ما نعتقده بحصولها عند القائم من آل محمد (ص)؛ هذا في المعتقد الشيعي الاثني عشري.
لكن الآن أريد أن أطرح هذه السؤال، فيما لو فرضنا أن بعض الناس توقفوا عند إمام معين من أئمة أهل البيت هل هذا يعني خروجهم عن دائرة التولي؟ نحن نعتقد أنهم توقفوا ولم يكملوا السلسلة، لكن أصل موضوع التولي هو حاضر لديهم، حتى أقول لكم بكل صراحة، وهذا يمكن منقاشته، حتى الذين أنكروا ولاية علي بن أبي طالب (ع) مباشرةً بعد النبي نعتبرهم أخطأوا لكن في مورد آخر وليس في موضوع الولاية. هم قالوا إن الولاية لله ولرسوله. وسارت الأمور على ما سارت عليه. فخطؤهم أنهم لم يلتفتوا أن المفصل في المشكلة بيننا وبينهم ليست موضوع الولاية، هي في موضوع حفظ وصية الولي الأول، حفظ وصية النبي (ص). يعتبر الشيعة أن النبي حينما يوصي فإن وصيته ملزمة لكل الأمة، ويجب على هذه الأمة أن تسير عليها، وأي نقض لحفظ وصية النبي محمد (ص) فهذا بمثابة القطيعة مع استمرار حركة الوحي في الحياة. ولتبقى حركة الوحي، وحركة اللطف الإلهي في الحياة تستدعي وجود المعصوم، بالتالي يجب أن يتواجد المعصوم من أهل البيت (ع) في الأرض.
مرّة نتحدث عن الولاء بالمعنى العام القرآني، وهذا يتفق عليه كل المسلمين، لا أحد يختلف فيه مع أحد؛ أي في مسألة الولاء. ومرة نتحدث عن البراء قرآنيًّا، أيضًا على المستوى النظري وعلى المستوى الكلامي لا يوجد مسلم يختلف مع مسلم آخر على مسألة البراء؛ لأن أول البراء هو أن تتبرأ من الشيطان “كان لكم عدوًّا فاتخذوه عدوًّا”، وأن تتبرأ من الطغاة والظالمين والمفسدين في الأرض، هذا مسار يجب أن نستمر عليه. هذا بالوجهة القرآنية. أما بالوجهة الفقهية، أين يمكن أن يحصل الاختلاف في مسألة الولاء والبراء؟ في ما يعتبره الفقهاء عمومًا بأن هذه الخلفية القرآنية تنتظم في المسائل التشريعية؛ فالولاء والبراء ينتظم في المسائل التشريعية، وأن هناك جملة من المحددات ينبغي أن نحفظها، أول محدد وهذا لا نقاش فيه، ولا يمكن أن يتم الأخذ والرد به هو أن تتبرأ من أي شرك سواء كان في عبادة هوى النفس أو عبادة الشيطان أو عبادة الطاغوت أو عبادة من شئت من تسميات، هذا الأصل. ولا ينتظم الولاء لديك إلا بمثل هذا البراء. لذلك حتى الجملة المؤسسة لكل هذا الدين التوحيدي هي لا إله إلا الله، فيها ولاء وفيها براء، فيها عودة إلى الله وحده، وفيها نفي وبراء من أي عبادة أخرى.
ينبغي أن يتبلور هذا الأمر في النظم السياسية. فكيف يتبلور؟ هذا يمكن أن يختلف فيه فقيه عن فقيه، ومذهب عن مذهب. ممكن مثلًا لمذهب ما أن يقول بأن هذا يتبلور بطريقة الشورى، ذاك يقول هذا يتبلور بطريقة الوصي، أو بطريقة الجامع للشرائط، كما عند الشيعة الإمامية بأنه في غيبة الإمام المعصوم الولي الفعلي هو القائم من آل محمد، لكن الذي يدير قيادة الناس وهو وليهم، هو الجامع للشرائط منها: العدالة إلى مستوى تقترب من العصمة يعني تالي المعصوم، ومنها الفقاهة أي معرفة القانون الإلهي في الحياة، ومنها معرفة أمور الحياة، الزمان وخصوصياته وثقافاته.
الرؤية القرآنية قائمة على أن العالم بغض النظر عن شرائحه، هناك شريحة في هذا العالم مثلًا اسمهم المؤمنين، هناك شريحة اسمهم المسلمين، وشريحة اسمهم المخلصين، وشريحة اسمهم المتقين، وشريحة اسمهم المنافقين، والكافرين، وهناك الدهريين… إلى آخره. هذا يسمونه شرائح، لكن الصراع على مستوى العالم وفق مبدأ الولاء والبراء ينقسم إلى قسمين: قسم المستضعفين الذين سيرثون الأرض ومن عليها بأن يتولوا الله ويتبروا من القسم الثاني الذين هم أهل الاستكبار في العالم، وهذا لا رهان عليه، ولا يمكن أن نقبل من أي مدرسة فقهية مهما كانت أن تتولى أي مستكبر في هذه الأرض؛ لأنها حينها تسقط في مخالفة النص القرآني.
أنا أستطيع فقهيًّا مثلًا أن أدوّر الزوايا بيني وبين أي فرقة إسلامية في المسائل الفقهية، في تحديد المفاهيم، لكن سواء كانوا شيعة أم لم يكونوا شيعة، ولنفترض، دعونا نتكلم بالدائرة الشيعية، هو لم يتبرأ من الظالم، فأنا لا أنتسب إليه وهو لا ينتسب لي. هذا أصل لا يمكن لنا أن نتهاون به. ميزة ولاية الفقيه أنها جاءت لتقول: بأن الأمة لتكون على مسار موحد يجب أن يكون لها قائد، وهذه كانت سيرة رسول الله محمد (ص)، والأمة توالي هذا القائد. بالتالي، حافظ عضد هذه الأمة ووحدة يدها هو الولي الفقيه. وبالمناسبة الولي الفقيه يعني أنه يمارس حاكمية الفقه، حاكمية الرؤية القرآنية، وليس شخصه، وإلّا هو أول من يجب أن يلتزم بما يقول. وإذا لم يلتزم بما يقول ولو لمرة واحدة سقطت عدالته. وكل نظرية جبرية جاءت في تاريخ الإسلام لتقول مثلًا إن ظلم الناس أو الخروج عن الحلال والحرام وإلى ما هنالك هي مما أجبرنا الله عليه هذا تبرير لأنهم لا يريدون أن يتبرؤوا من الباطل.
إذن، الظالم الطاغوتي المستكبر في الأرض، وحينما تكون المعركة معه، ينبغي أن تتوحد الأمة كلها للمعركة معه ضمن هذه الضوابط السياسية والأخلاقية والفقهية والقرآنية. بعد ذلك يمكن أن يُسمح بخلاف ذلك بنقاشات قابلة للأخذ والرد. وهنا لن أشير إلى المسلمين فيما بين بعضهم البعض؛ لأن هذا من باب المسلّمات، بل أريد الإشارة إلى أهل الكتاب، فنحن وهم يمكن أن يكون هناك تدوير للزوايا إذا حصل البراء من الطاغوتي في الأرض، لكن إذا لم يحصل البراء من الطاغوتي في الأرض فلا يمكن للزوايا أن تتدوّر بكل بساطة.
واليوم، الأمة بحمد الله عز وجل، ويبدو لأنه يوجد إخلاص استثنائي بهذا الزمن، وأنا من المعتقدين بهذا الاستثناء، وضع لنا الله سبحانه وتعالى أسوأ الأقوام في تاريخ البشرية، نموذجًا تحاكم المسائل على وفقه. هذا النموذج هم اليهود كقوم؛ يعني بنو إسرائيل. هناك ديانة هي اليهودية التي خرج منها شيء مصفّى، شيء كما يقولون العسل الخالص؛ يعني هذه كرمكم الله الكمخة الخالصة التي هي الصهيونية، أي إذا أردت أن تجمع كل خميرة الاستكبار العالمي وقيمه، تكون هذه الصهيونية. وضعها عدو، وشخّصها كعدو، بحيث صار أن الذي يعاديها يمكن أن تفهم بأنه على حق، أيٍّ كان. وكل من لا يعاديها هو على باطل بحسب الدرجات التي لا يعاديها وفقها. ويمكن أن تفهم من هم أهل الحق إذا عرفت أن هؤلاء من يعادون فعلًا، من يبذلون جهدهم لقتله واجتثاثه فعلًا.
وكي لا تبقى المسائل بإطار نظري، من نعم الله علينا، ومن بركات الله علينا أن جاءت هذه الواقعة الكبرى، الواقعة التاريخية الكبرى اليوم التي اسمها غزة، لتقسم العالم إلى قسمين: قسم دعوني أسميهم أهل النصرة لله ورسوله والإنسان، وقسم آخر هم أهل المعاداة لله ورسوله والإنسان الذين هم على الجبهة الثانية. ورأس هؤلاء هي الولايات المتحدة الأمريكية لأنها رأس الاستكبار العالمي اليوم.
بناءً عليه، ما أريد قوله من حيث الناتج: نحن أمام خطوط باتت واضحة في حركة الأمة ليس على مستوى المفاهيم فقط، بل على مستوى الممارسة. العدو مشخّص وهو منبع الفتنة، وأهل الحق أيضًا تم تشخيصهم. يمكن الآن أن يكون مثلًا ابن هذه الحركة أو ابن ذاك الفصيل له رأيه، نحن نحترم آراء الناس. وعلى المستوى الشخصي إذا سئلت من يمثل رأس الخط المحمدي العلوي؟ بكل بساطة، أقول لكم وبكلمة واحدة: في هذا الزمن الذي يمثل هذا الخط هو رأس ولاية الفقيه المتمثل بالإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله)، وأن الذين ينضوون تحت هذا اللواء بإرادة، بحرية، عن قناعة، عن جهاد، وعن وضوح في الرؤية، مستعدون لبذل كل ما لديهم في سبيل هذا الطريق، وقد بذلوا في هذا الطريق وما زالوا لتشرق الأرض بنور ربها، وتمهد الأرض لخروج ذاك النور العظيم الذي يملأ الأرض قسطًا وعدلًا هو القائم من آل محمد (عج)، والذي يمثل هذا المسار هو الإمام الخامنئي.
إذن، طرد الفتنة الطائفية باتباع توجيهات الإمام الخامنئي؛ معيار الولاء والبراء الواضح قرآنيًّا في سلوك هذا الصراع القائم اليوم بين فسطاط الحق وفسطاط الباطل وهو ماثل أمامنا ولا يحتاج إلى شرح. أما أثره على الأمة فخذوها مني شخصيًّا، بعد انتهاء هذه المعركة أو قبل انتهاء هذه المعركة، الأمة اليوم في أعلى مستويات قيوميتها، أو بكلام أدق، في مستوى من القيومية العالي، لكن بعد انتهاء هذه المعركة الأمة كأمة ستكون في أعلى مستويات قيوميتها، لن يفرق بين أهل الحق شيء بإذن الله إلا إذا عدنا وقعنا بالباطل ووقعنا بالفتن، ووقعنا بالمصالح، ووقعنا بالمزاج الشخصي، وإننا سننتصر وهذه المرة ليس على مستوى الإقليم، وليس على مستوى العالم العربي والعالم الإسلامي، صدقوني هذه المرة سيكون علينا من الواجب أن نعلّم الشعوب التي تطلب الحرية في الغرب كل الغرب معنى الحرية، وكيف تُنال الحرية العزيزة لا الحرية المتحلّلة، وكيف يُبنى الإنسان وفق هذا النظام الإلهي الذي أراده الله للبشرية كلها.
* محاضرة مفرغة ألقاها سماحة الشيخ شفيق جرادي في الحوار المفتوح عبر مساحة X بتاريخ 23/6/2024.
[1] الشيخ محمد الريشهري، ميزان الحكمة، الجزء 1، الصفحة 208.
[2] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، الجزء 66، الصفحة 408.
المقالات المرتبطة
في فلسفة الحكم عند الإمام عليّ (ع)
يستشهد عليّ (ع) بالقرآن فيقول: “هل أنزل الله سبحانه دينًا ناقصًا، أم أنزل سبحانه دينًا تامًّا فقصر الرسول عن تبليغه وأدائه، والله سبحانه يقول: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ﴾ (الأنعام/38) . فهل الحكم لا شيء حتى يتجاهله الله تعالى؟
فلسفة أبي العلاء المعري في لاميته
في قصيدة أبي العلاء المعري المعروفة بلامية أبي العلاء، حشد من الحكم والمأثورات الفلسفية التي تنم عن خبرة واسعة بالحياة ودروبها المختلفة، ومتناقضاتها التي لا تنفك تفاجئنا كل يوم بما لا نتوقع
الشيطان وتكامل الإنسان(3)
عرّف القرآن إبليس بوصفه عدوًّا مبينًا للإنسان ﴿اَلَمْ اَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ اَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾