الشيعة في سلطنة عمان

الشيعة في سلطنة عمان

بين التعددية المذهبية والتسامح الديني

المقدمة

تتميز سلطنة عُمان بالتسامح الديني الذي ليس له مثيل في الدول العربية، فالسلطة الحاكمة هي على المذهب الإباضي، ويوجد نسبة كبيرة من السكان على المذهب السني، أما الوجود الشيعي الإمامي (الإثنا عشرية) في عُمان فهو قديم أيضًا ويعود إلى قرون ماضية، ويتركّز أتباعه في شمال البلاد، واستطاعوا أن يندمجوا في المجتمع العماني، ورغم أنهم يؤلفون أقلية صغيرة، فإن أهميتهم كبيرة، ونفوذهم السياسي والاقتصادي واسع، فهم بحق أقلية ناجحة.

ويتمتع المجتمع الشيعي بعُمان بحرية كاملة للحفاظ على تميزه الديني. وللشيعة مساجدهم ومؤسساتهم الخيرية وإدارة خاصة بالأوقاف الجعفرية. ومسجد الرسول الأعظم الذي يوجد داخل سور اللواتية في مطرح، والمطل على الساحل، يعدّ المسجد الرئيسي للشيعة في عُمان، وتستخدمه جماعات الشيعة، ويستقطب الخطباء والعلماء الشيعة من إيران والعراق والبحرين.

ينقسم الشيعة الإثنا عشرية في سلطنة عُمان إلى ثلاث جماعات:

الجماعة الأولى: هي اللواتية؛ وهي أكبر المجموعات الشيعية في البلاد.

الجماعة الثانية: هم البحارنة؛ أي العرب الشيعة الذين هاجروا إلى عُمان في القرون القليلة الماضية، ويغلب عليهم أيضًا الاشتغال في التجارة.

ورغم أن البحرانيين أقل عددًا من اللواتيين، بل إن مصادر ترجّح أنهم أقل الجماعات الشيعية عددًا، فلهم نفوذ سياسي واسع.

أما الجماعة الثالثة والأخيرة: فهم الذين ترجع جذورهم إلى أصول إيرانية.

ويحتل الشيعة في سلطنة عُمان رأس الهرم الاقتصادي، فلهم مكانتهم المهمة في التجارة والصناعة.

على الرغم من أن الوجود الشيعي في سلطنة عُمان ذو تاريخ طويل، إلا أنه لم يحظ باهتمام المؤرخين، ومن ثم فإن الشخص الذي يريد أن يبحث في تاريخ شيعة عُمان عليه أن يقوم بالرجوع إلى الكثير من المصادر للوصول إلى المعلومات الصحيحة والدقيقة، لأن تاريخ عُمان قد دوّن على المذاهب الأخرى غير المذهب الشيعي، وقد اهتم هؤلاء المؤرخون في الغالب بتاريخ الأسر الحاكمة وزعمائهم المدنيين الذين كانوا في بعض الأحيان أصحاب سلطة سياسية، وهذه الورقة البحثية في ثلاثة مباحث.

المبحث الأول: التعددية المذهبية في عمان والتسامح الدينى.

المبحث الثاني: الشيعة في عمان:

  1. الشيعة اللواتية.
  2. الشيعة البحارنة.
  3. الشيعة الإيرانيون.

المبحث الثالث: المشاركة السياسية والاقتصادية للشيعة في سلطنة عُمان.

 

المبحث الأول: التعددية المذهبية في عُمان وزنجبار والتسامح الديني

العمانيون شعب واحد باللغة والتاريخ والمجد الوطني والمصالح المشتركة، وثنائية العروبة والإسلام اللذين يميلان إلى شيء واحد هو الهوية الوطنية العمانية([2]). والمجتمع العُماني رغم تعدّد الإثنية والمذهبية إلّا أنه تميز بالتسامح الديني الذي أصبح مثلًا يُحتذى به. وكان العُماني سواء في سلطنة عمان أو في شرق أفريقيا مثالًا للتسامح الديني دون التعصب لجنس أو مذهب، ففي زنجبار التي حكمها العُمانيين ما يقرب من ثلاثة قرون أظهرت أصالة وتسامح هذا الشعب، فكان إعلاء قيمة المواطنة هي أساس المجتمع العُماني والزنجباري.

كان المجتمع الزنجباري قبل الوجود البريطاني منصهرًا في بوتقة واحدة يعيش في ظل الإسلام وتحت القيادة العربية على الرغم من تعدد طوائفه (عرب – أفارقة – هنود)، ولكن مع الوجود البريطاني بدأت تزرع روح الطائفية التي وصلت مع نهاية الاحتلال البريطاني إلى صراع مسلّح أدّى إلى القضاء على العرب وعلى السلطنة العربية. ويؤكد هذه الحقيقة الهامة زيارة السيدة مارجرى برهام Margery Perham  لزنجبار عام 1929، تقول: بالرغم من أن الناس كانوا متعددين إلا أنهم منصهرون، وكانت قيادتهم سهلة، ولم يكن هناك توقع لصراع طائفي الذي لم يكن معروفًا في هذا المجتمع ([3]).

ويقول السيد برغش بن غالب حفيد السلطان برغش بن سعيد (وكان قد ولد في جزيرة زنجبار، وعاش فيها حتى الانقلاب الدموي في 12 يناير عام 1964): إن زنجبار كانت تجمع أممًا مختلفة وأعراقًا إثنية متنوعة بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلًا من قبل من حيث الوجود على بقعة جغرافية صغيرة، لكنها لعبت دورًا مميزًا أثرى التجربة الإنسانية جمعاء لاختفاء الجريمة من القاموس الاجتماعي، ويقول: إن حالة السلام الدائم بين أفراد المجتمع الزنجباري ألقت بظلالها الخَيّرة على سكان الجزيرة الساحرة إحدى أجمل جزر المحيط الهندي، ويتذكر الرائحة الذكية التي كانت تحملها الوجبات الغذائية وأصنافها المختلفة الغنية بالتوابل والتي كان يتناولها عند زيارته لأحد أصدقائه من الجالية الهندية والمسيحية الذين كانوا يعيشون بمحبة إلى جانب الجالية الإسلامية والأفريقية دون أي تمييز ([4]).

ويقول جنيستا هاملتون Genesta Hamilton عن المجتمع الزنجباري والعرب: (إن العرب العُمانيين عاشوا في الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا منذ ألفي عام، وكانت سياستهم ناجحة في حكم الأفارقة، حيث إن الأفارقة عاشوا معهم وقتًا آمنًا وحاربوا بجوارهم، ولم يفكروا يومًا ما أن يقفوا ضدهم أو أن يحكموا أنفسهم. وكان أبناؤهم يذهبون إلى مدارس المساجد (الكُتّاب). ويقول: إن الأفارقة السود رضوا بالإسلام دينًا الذي علمهم أن الجميع سواسية أمام الله، حتى في الصلاة والأعمال وأصبحوا جزءًا من الدم العربي، ولم يشر أحد إلى التميّز العربي أو الاستياء منه، ولو كان الأفارقة غير سعداء وشعروا أنهم مقهورون لكان من المفترض أن يقفوا ضد الحكّام العرب، ولكن هذا لم يحدث عبر ألفي عام من الزمان) ([5]).

ويقول لوفتشي: إن الشيرازيين يذكرون علاقات الصداقة الطيبة مع العرب والسلاطين العُمانيين من التوظيف في الإدارة المحلية للسلطنة أو كبحارة في المحيط الهندي والتجارة([6]).

ويقول المُغيري: إنه من جميل أخلاق سلاطين زنجبار عدم التعصب لجنس أو لدين، فجميع الأجناس النازلة بزنجبار من غير الجنس العربي قد قابلهم سلطان زنجبار بغاية الاحترام والمواساة في جميع أمور الحكومة وغير ذلك، ومهما تصفحت تاريخ زنجبار لا تجد فرقًا بين العرب وسائر الأجناس([7]).

وعلى الرغم من الدور العُماني الواضح في نشر الإسلام في شرق أفريقيا وزنجبار لم ينتشر المذهب الإباضي([8])؛ وهو مذهب آل بوسعيد، بشكل واسع، والسبب أن الحكّام البوسعيديين كانوا يقدّمون المصالح التجارية على الشؤون السياسية والدينية، ويظل المذهب الشافعي سائدًا بين مسلمي شرق أفريقيا([9]).

 جمع الإسلام أغلبية السكان في زنجبار رغم الاختلافات الإثنية للناس، ولا يوجد أسرة عربية تدّعي نقاء الدم العربي، ولكن اختلطت دماؤهم بالتزاوج([10]). وكان الطابع الإسلامي الغالب في النواحي القانونية المستمدة من الشريعة الإسلامية والمحاكم الإسلامية ([11])، ولقد كان المسلمون في زنجبار حوالي 4/5 السكان؛ أي ما يقرب 90% من السكان وذلك على المذهب السني، وبينما الأقلية الحاكمة على المذهب الإباضي مذهب الأرستقراطية العربية من السلاطين العُمانية.

ويتضح الآتي:

  1. أغلبية سكان زنجبار يدينون بالإسلام على المذهب السني من جميع السكان من أفارقة البر، وأفارقة محليين وعرب وأسيويين وقمريين، 90% من إجمالي السكان آنذاك (265) ألف نسمة، وهم حوالي 255.510.

أما باقي السكان ما بين مسيحي وهندوسي وديانات أخرى مثل السيخ وغيرها.

  1. المسلمون على المذهب الإباضي أغلبهم من العرب؛ لأنه مذهب عرب عُمان والفئة الحاكمة.

3 . يوجد بعض المسلمين على المذهب الشيعي أغلبهم من الهنود على المذهب الإسماعيلي، وبعضهم على المذهب الإمامي.

  1. يوجد بعض المسلمين أتباع الطرق الصوفية مثل القادرية والشاذلية.
  2. يوجد ديانات أخرى مثل المسيحية حوالي 3.390 أغلبيتهم من أفارقة البر من تنجانيقا، والبعض من الأفارقة المحليين والهنود.
  3. يوجد عدد من الذين يدينون بالهندوسية 3.800 كلهم من الهنود.
  4. كما يوجد ديانات أخرى مثل السيخ وبعض اليهود من أيام السيد سعيد بن سلطان.

والسبب في انتشار المذهب الشافعي (أهل السنة)؛ لأن السلطة الحاكمة التي جاءت بالإباضية من عُمان لم تهتم بفرض اعتناقه على الناس، وإنما كان السيد سعيد يدعو إلى البقاء بين الجميع في جو من الأخوّة والتفاهم دون التعصب لمذهب ([12]). فسمة التسامح والاعتدال الذي عُرف المذهب الإباضي به فلم يُكرهوا أحدًا على الدخول في مذهبهم([13]). ويقول ترمنجهام: إن سبب انتشار المذهب الشافعي في منطقة شرق أفريقيا بسبب أن الإسلام الذي دخل في تلك المنطقة قدم إليها من جنوب الجزيرة العربية (اليمن)([14]). بالإضافة إلى سلاسة وبساطة المذهب الشافعي السني([15]).

والجدير بالذكر أن المذهب الإباضي أحد المذاهب الإسلامية من الخوارج وترجع التسمية إلى أتباع جابر بن زيد نسبة إلى عبد الله بن إباض الذي تعتبره الغالبية العظمى من المصادر الإباضية مؤسس المذهب الإباضي لتلك الفرقة،  ولقد انتقلت قيادة الإباضية في الخليج العربي من البصرة إلى عُمان في القرن الثالث والرابع الهجريين([16]).

والإباضيون هم أكثر الخوارج اعتدالًا، وأقربهم إلى الجماعة الإسلامية تفكيرًا، وأبعدهم عن الشطط والغلو، وتسامحوا مع الفرق الأخرى ([17])، هو المذهب الذي يلتزم به أهل عُمان، وانتقل المذهب مع التجار إلى ساحل شرق أفريقيا، وكان لدعاته دور كبير في نشر الإسلام واللغة العربية وترسيخ مبادئ الإسلام في شرق أفريقيا([18]).

ويطلق المذهب على المسؤول عن الجماعة الإباضية كلمة (إمام)؛ وهو الشخص الذي ينتخبه زعماء القبائل والمشايخ في عُمان ورجال الدين وأهل الحل والعقد، ويجب أن يكون خاليًا من العيوب الجسمية، ويتصف بالورع والتقوى والتواضع والإلمام بالعلوم الدينية ([19]). لقد  تراجع المذهب الإباضي بعد الاتحاد بين زنجبار وتنجانيقا، وتحولت المساجد الإباضية إلى المذهب الشافعي، وحدث تراجع في العلم الديني في زنجبار منذ عام 1953 ([20]).

بالإضافة إلى ما سبق من الفرق الإسلامية في زنجبار كان يوجد أيضًا الطرق الصوفية([21]). وأكثر هذه الطرق انتشارًا في شرق أفريقيا الطريقة القادرية([22]). والتي كانت مرتبطة بالساحل، ولها أتباع  كثيـرون ([23]).

ويرجع انتشار الطريقة القادرية في زنجبار إلى جهود الشيخ عويس بن محمد البراوي الذي ولد في براوه في ساحل الصومال الجنوبي في عام 1847، ومنها إلى المناطق الداخلية في تنجانيقا، ثم امتدت إلى حوض نهر الكونغو، وصارت هذه الطريقة من أكثر الطرق انتشارًا، وصار أقطابها من أبرز رجال الدعوة الإسلامية في أفريقيا الزنجية بشكل عام ([24]). ولقد ساهمت هذه الطرق في نشر الإسلام، ومن هذه الطرق الطريقة الشاذلية([25]).

واعتنق الهنود في زنجبار الإسلام، وكان منهم عدد من المسلمين على المذهب الشيعي مثل الشيعة الإسماعيلية والإثنا عشرية([26]). ولقد اعتنق بعض الهنود في زنجبار الهندوسية؛ وهي ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند، وهي ديانة تضم  مجموعة من العادات والتقاليد وعبادة الأجداد، وعبادة البقر بشكل خاص، وتتخذ آلهة عديدة، فلكل منطقة إله يتقربون إليه بالعبادة والقرابين، وتُعنى بتناسخ الأرواح([27]). ويوجد للعقيدة الهندوسية العديد من المعابد في زنجبار وبمبا لخدمة الجماعة الهندية لديهم، ويوجد عدد من عائلات السيخ Sikh· في الجزيرتين ليس لديهم معبد، ويؤدون شعائرهم في بيوتهم ولكن عددهم قليل ([28]).

ورغم كل هذه الجهود ظلّ الإسلام هو دين الأغلبية من السكان على المذهب السني الشافعي رغم أن العمانيين على المذهب الإباضي. كما يوجد بعض المسلمين على المذهب الشيعي. وبعض النصارى وديانات الهند مثل الهندوسية والسيخية، وهذا التعدد في الديانات والمذاهب إنما يدل على سياسة التسامح التي كانت بين الناس في زنجبار.

المبحث الثاني: الشيعة في عمان

 يعد المجتمع العُماني أكثر المجتمعات العربية تنوعًا لغويًّا وإثنيًّا ودينيًّا مذهبيًّا، ولا يوجد إجماع على نسبة أتباع كل إثنية أو مذهب في عمان، فبينما يعتقد على نحو واسع أنّ الإباضييّن يشكّلون أكثر من نصف السكان، يشير (جون بيترسون)، أحد أبرز الباحثين الغربيين في الشؤون العُمانية، في بحثه الذي نشره في دورية (ميدل إيست جورنال- شتاء 2004)، بعنوان: “المجتمع المتنوع في عُمان” إلى أنّ الشيعة يؤلّفون مع العُمانيين الهندوس أقلية بعد أصحاب المذهب الإباضي وأهل السنة.

تقدّر بعض المصادر عدد أتباع الشيعة الإمامية بنحو (100 ــ 201) ألف حسب اختلاف المصادر من إجمالي عدد السكان الذي يبلغ مليونين و330 ألف نسمة، (حسب إحصاء عام 2003) ([29]). وحوالى  90 % من خوجة عمان إثنا عشرية. ويحافظ الآغا خان على الاتصال المنتظم بينه وبين الخوجة المختلطه ([30]). فالشيعة الإسماعيلية هم القائلون بإمامة إسماعيل بن جعفر، وهم يقولون بضرورة اتباع إمام، وأن من مات دون إمام زمانه مات ميتة جاهلية، ومن أشهر ألقابهم الباطنية حيث يقولون: إن لكل ظاهر باطنًا، ولكل تنزيل تأويل([31]). أما الشيعة الإثنا عشرية من الشيعة الإمامية الذين يقولون بإمامة علي بن أبي طالب (رض) بعد النبي (ص)، وهم الذين قالوا بموت موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وساقوا الإمامة بعده في أولاده([32]).

 والوجود الشيعي الإمامي (الإثنا عشرية) في عُمان، ذو تاريخ طويل، إلا أنه لم يحظ باهتمام المؤرخين، وأهمل تاريخهم في هذا البلد، ويجب الاعتراف أن الشيعة العمانيين استطاعوا أن يندمجوا في المجتمع العماني، وذلك لأن المجتمع العُماني يميل إلى التسامح عامة، والتسامح الديني والمذهبي خاصة، والدولة هناك بشكل عام تحترم مبدأ حرية ممارسة الشعائر الدينية، ويتمتع المجتمع الشيعي بعُمان بحرية تمكّنهُ من المحافظة على تمايزه الديني.. فللشيعة العُمانيين مساجدهم ومؤسساتهم الخيرية وإدارة خاصة بالأوقاف الجعفرية.

 ووضح مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (ع) التوزيع الجغرافي للشيعة على خارطة عُمان.

ينقسم الشيعة في عمان إلى ثلاث جماعات كبيرة يمكن تناولها كالآتي:

  1. الشيعة اللواتية

 ويعرف الخوجة في سلطنة عمان باللواتية، وكثيرًا ما يطلق عليهم حيدر آبادية([33]). وتتسم هذه الجماعة بتعدادها الكبير، وهم من أثرى طبقات المجتمع العماني، ويتولون كثيرًا من المناصب الحكومية، كما أن كبار التجار من اللواتية أيضًا، وهناك روايات عديدة حول أصلهم ونسبهم؛ فيرى البعض أنهم عمانيون نزحوا إلى الهند على إثر صدامهم مع سائر المذاهب الأخرى، وبعد أن أقاموا فترة طويلة في الهند عادوا إلى عمان مرة ثانية، ومن هذه المصادر الشيعية يذكر أنهم أسلاف بني سامة؛ قبيلة عربية هاجرت لبلاد السند وكوّنوا دولة بني سامة في الملتان، وحافظوا على هويتهم مع اكتسابهم لغة الهند، واستردوا ثقافاتهم كاملة بعد عودتهم إلى مسقط ومطرح (بسلطنة عمان) منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادي، وكانت دولتهم من أواخر القرن الثالث هجري حتى 372هـ.

زار الرحّالة محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدسي صاحب كتاب أحسن التقاسيم الملتان سنة 375هـ، وأهل الملتان شيعة يثنون في الآذان ويثنون أيضًا في الإقامة([34])، بينما يرى فريق آخر، أن أجداد هذه الجماعة قد جاؤوا إلى مسقط تجارًا من الهند وسكنوا في هذه المدينة. ويرجع البعض أصل ونسب اللواتية في عمان إلى هجرة الشيعة من حيدر آباد بالهند مع سائر الهنود الآخرين، وقد كون هؤلاء الشيعة فيما بينهم مجتمعًا خاصًّا بهم، وأنشأوا قلعة في منطقة مطرح. ومن أصحاب هذا الرأى لوريمر صاحب كتاب “دليل الخليج”، يعود أصول معظم الخوجة مطرح إلى أوكاشي، ويمتلك القليل منهم بيوتات في الهند، ويحمل حوالي 120 من أصل 250 منهم الجنسية البريطانية، وهؤلاء هم الذين هاجر أسلافهم بعد الغزو البريطانى للهند، ويعتبر جميع أفراد الطائفة الخوجة رعايا بريطانيين ([35]).

يعيش أفراد طائفة الخوجة في مدينة مطرح في سلطنة عمان، ضمن أسوار قلعة كبيرة في شاطئ البحر الدافئ لاتقاء شر هجمات العرب برأي لوريمر، وإن كنا نختلف معه في ذلك، حيث يتنافى ذلك مع سماحة العمانيين التي وضحناها في بداية هذه الورقة. ويكمل لوريمر الغرض من إقامة اللواتية لقلعة مطرح توفير الأمان والعزلة لنسائهم، ولا يسمح لأحد بدخول القلعة سوى الخدم والموظفين البريطانيين في مسقط والذين يعتبرون الحماة الطبيعيين للطائفة. وهم يتزاوجون فيما بينهم فقط. ويتبع آغا خان فقط منهم عشرون ممن يعيشون في مطرح، أما الباقون فقد تحولوا إلى مذهب الشيعة الإثني عشرية، ولكنهم يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم، وغالبيتهم في مطرح من صغار التجار وأصحاب الحوانيت ويتاجرون بالأقمشة والبهارات ([36]).

 وجماعة الخوجة في منطقة الخليج جماعة من المسلمين مركزهم الحالي الهند، ولكن يقطن عدد منهم منطقة الخليج، ويعرف الخوجة الحقيقيون على أنهم جماعة من الناس أجدادهم أصلًا من الهندوس، ثم اعتنقوا المذهب الشيعي الإسماعيلي وأخلصوا له([37]).

التاريخ الحديث لجماعة الخوجة في الخليج تكرر الانقسام والتصدع اللذان وقعا بين خوجة بومباي، وبين خوجة الخليج، ويقال إن ما يزيد عن نصفهم من الإمامية يعترفون بسلطة الآغا خان. وفي 1885 رفضت حكومة الهند التدخل إلى جانب الخوجة الإماميين في مطرح الذين حرموا من ملكية مكانهم الأصلي المقدس، وقد آلت إليهم بقرار محكمة بومباي الصادر عام 1866م، ولم يكن عددهم يزيد عن عشرين، ولم يحرموا التعبد في المبنى القديم، وامتلكوا مبنًى جديدًا، وينتمي معظم الأشخاص المدعوين الخوجة في الخليج العربي إلى أصل أو سلالة هندية كما يوضح لوريمر وهو حوالي ألفين.

ونظرًا لأن الخوجيين كانوا ملمين باللغة الإنكليزية ومبادئ التجارة الحديثة فقد أحرزوا تقدّمًا سريعًا، وسيطروا على جزء مهم من أسواق مسقط وعمان. كذلك أيضًا شق عدد منهم طريقه لتولي أعمال إدارية في بلاط السلطنة.

ومن الواضح أن الوضع المالي الذي تتميز به هذه الجماعة هو الذي هيأ لها هذه الإمكانية، ونتيجة لترددهم على الهند وزيارتهم للعتبات المقدسة في العراق وإيران، فقد اتسعت مداركهم ووقفوا على قضايا العالم والأوضاع الراهنة، وتكونت منهم طبقة مثقفة فاعلة.

فاللواتية الخوجة من الشيعة الإثنا عشرية، واختلف في أصلهم سواء من أصل هندي أو أصل عربي، ويمكن القول: إن الطابع الهندي غلب عليهم، حتى لو كانوا من أصل عربي، كما تقول بعض مصادر الشيعة، فإنهم أسلاف بني سامة القبيلة العربية، فإقامتهم في الهند مدة طويلة جعلهم أقرب إلى الهنود، لكن لا جدال على أنهم مثقفون متسامحون يشاركون في الحياة الاقتصادية والسياسية في عمان، وأكثر فئات الشيعة في عمان عددًا. ولكن وجودهم في سلطنة عُمان من زمن بعيد جعلهم عربًا بحكم اللغة التي يتحدثونها.

  1. الشيعة البحارنة

الشيعة البحارنة شيعة عرب أصلهم من البحرين، وفي كتاب “سيرة السادة البوسعيديين” ـ الذي دوَّن فيه ابن رزيق تاريخ عمان ـ عن الشيعة البحرينيين المقيمين في منطقة خليج (فارس) فيقول: توجه الإمام سلطان بن أحمد بن سعيد بالجيش نحو البحرين وفتحها، ثم عين ابنه سالم بن سلطان واليًا عليها، ولأن سالمًا كان صغير السن في ذلك الوقت، فإن سلطان بن أحمد قد جعل الشيخ محمد بن خلف البحريني الشيعي إلى جانب ابنه وولاه الإمارة، لكن جماعة عتوب التي كانت تكن حقدًا دفينًا للشيعة نقضت العهد، وحاصروا سالمًا وأنصاره في قلعة عراد واشترطوا أن يخرج الشيخ محمد البحريني وأتباعه من البحرين حتى يفكوا الحصار، وخرج الشيخ محمد سالم من البحرين وقصدوا عمان.    على مدى التاريخ تعرض الكثير من المناطق لظلم وجور السلاطين والحكام وخاصة الخلفاء العباسيين، الأمر الذي أدى إلى اضطرار الشيعة في منطقة الخليج إلى الهجرة من المناطق الشمالية إلى المناطق الجنوبية منه ([38]). وقد تمت هذه الهجرة في الغالب من مناطق البحرين والإحساء والقطيف وخوزستان والبصرة، وانتشر الشيعة في مناطق بعيدة عن ظلم الحكام، ومن المؤكد أن الشيعة قد فطنوا إلى اختيار المناطق الساحلية بحيث لا تصل إليهم أيدي الظالمين، ويستطعيون في الوقت نفسه تدبير شؤون حياتهم عن طريق التجارة البحرية وصيد الأسماك والزراعة.    

ومن أهم الأماكن التي استوعبت عددًا كبيرًا من هؤلاء المهاجرين سواحل قطر والإمارات، وسواحل الباطنة في عمان، ومع أن البحرينيّين يمثلون أقل الجماعات الشيعية في عمان، ولكنهم نظرًا لشهرة تجارتهم فإنهم يتمتعون بمكانة طيبة مثل الشيعة اللواتية. وقد جاء في كتاب “تاريخ عمان” أن أول سفير لعمان في الولايات المتحدة كان من الشيعة البحرينيين ([39]).

    فالشيعة البحارنة شيعة عرب أصلهم من البحرين أقل الشيعة عددًا في سلطنة عمان، ولكن أيضًا يتمتعون بمكانة طيبة حيث مكانتهم الاقتصادية لشهرة تجارتهم، وحظيت شخصيات عمانية من الشيعة البحارنة على مناصب سياسية.

  1. الشيعة العجم

    وهم مجموعة من الشيعة ترجع جذورهم إلى أصول إيرانية. ومن المؤكد أن قرب السواحل الإيرانية والعمانية قد سهل الهجرة المتبادلة إلى كلا البلدين. والعجم الذين يعيشون في منطقة عمان وسواحل الخليج الجنوبية هم أهل حضارة وثقافات عدة، ومعظم هؤلاء الشيعة في عمان هم من مناطق اللور وبندر عباس وبعضهم من منطقة البلوش، ويعيشون في عمان في مناطق مسقط عاصمة البلاد، ومطرح وضواحيها، وفي مناطق الباطنة، وقليل منهم يعيش في مسندم، ومدينة صور الساحلية. ولهم مساجدهم الخاصة بهم، ومؤسسات خيرية، وإدارة أوقافهم الجعفرية، وقد أصبحوا الآن أحد أهم قبائل الشيعة في عمان ومنهم مسؤولون يتولون المناصب الحكومية ([40]).

يرجع الوجود الشيعي الإيرانى لقرب المكان بين عمان وإيران بالإضافة إلى الجذور التاريخية للعلاقات الإيرانية العمانية منها الغزو الفارسي (1737- 1741) في عام 1739 غزا نادر شاه عمان على رأس ثلاثين سفينة وقوات كبيرة([41]). حيث فكّر سيف بن سلطان الثاني طلب مساعدة عسكرية من نادر شاه حاكم إيران مقابل مبلغ من المال، ووصلت القوات الإيرانية عام 1737 م بقيادة ميرزا تقي خان ([42]).

ظلت المواجهة العربية الإيرانية قائمة على أشدها في منطقة الخليج العربي خلال حقبة الستينات من القرن الماضي، غير أنه بينما اعتمد النشاط العربي على ترديد الشعارات المتاحة بالقومية العربية والتصدي للاستعمار البريطاني كانت إيران تتخذ خطوات أكثر فاعلية؛ إذ لم يقتصر الأمر على تمسكها بتبعية البحرين لها، وإنما نشطت نشاطًا ملحوظًا في التغلغل في مشيخات الساحل العماني، وكان يساعد على ذلك التغلغل عدم وجود كيانات سياسية قوية؛ إذ اتسم الساحل العماني بظهور العديد من الوحدات الرخوة، وذلك قبل أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى قلة عدد السكان، وطبقًا لإحصائية مكتب التطوير البريطاني التابع لمجلس الإمارات المتصالحة في دبي لم يزد عدد سكان إمارات الساحل العماني  عام 1966 عن 18200 نسمة، وكان ذلك عاملًا مشجعًا للهجرات الإيرانية وغيرها من الهجرات الأخرى ([43]).

أتاحت الأوضاع الاقتصادية المتردية في تلك الإمارات الفرصة لنشاط اقتصادي إيراني وقفت في طليعته البنوك الإيرانية كبنك الصادرات الإيرانية، وبنك ملي إيران، وقد عمدت تلك البنوك بفروعها المتعددة في إمارات الساحل إلى تحويل التجار الإيرانييين وتشجيع رؤوس الأموال الإيرانية والاستثمار([44])، وكانت إيران تقدم الخدمات التعليمية والاجتماعية وتقوي روابطها بشيوخ إمارات الساحل العماني خاصة مع المشايخ الذين اعتادوا على زيارة إيران في رحلات القنص في سهولها.

وكانت السلطات البريطانية في الخليج تتغاضى عن تدفق الهجرات الأجنبية، لا سيما الإيرانييين، في سياسة بريطانيا الرامية إلى إضعاف عروبة المنطقة وفق تقرير جامعة الدول العربية 1964م([45]).

 وتلبية لطلب من السلطان قابوس أرسلت الحكومة الإيرانية قوة تتكون من 1200 ظلت هناك حتى نوفمبر- ديسمبر 1973 م، وأحدث وصول القوات الإيرانية إلى عمان بعض الاستياء من بعض الدول العربية الذين اعتبروا إيران دولة أجنبية تتدخل في شأن داخلي لدولة عربية مجاورة، ولكن عمان وإيران كانت لهما أسبابًا مقبولة ومشروعة لوقف التسلّل الشيوعي في المنطقة. وطلبت مساعدة إيران باعتبارها دولة إسلامية جارة تواجه نفس الخطر([46]).

 ويمكن القول: إن الشيعة في عمان مثقفون حريصون على المشاركة في كافة شؤون المجتمع، هناك عدد لا بأس به من الشباب منهم سافر إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكثير من الدول الأوروبية لاستكمال دراستهم. يمارس الشيعة العُمانيون نشاطاتهم الدينية، ولهم مسجد هناك باسم، “مسجد الرسول الأعظم”، والذي يوجد داخل سور اللواتية في مطرح، والمطل على الساحل، ويعد المسجد الرئيس للشيعة في عمان، وتستخدمه كل الجماعات الشيعية ويستقبل الخطباء والعلماء الشيعة من الدول الأخرى، وأن مساجد الشيعة في عمان مفتوحة لكل المذاهب هناك([47]).

المبحث الثالث: المشاركة الاقتصادية والسياسية للشيعة في نظام سلطنة عُمان

على الرغم من قلة عدد الشيعة في عمان إلا أنهم يأتون على رأس الهرم الاقتصادي في هذه البلاد، فكثير منهم يمتلك مشروعات صناعية وتجارية واقتصادية كبيرة، ويساهم الشيعة في كثير من المشروعات القومية العملاقة، ويعد الشيعة إحدى القوى الفاعلة والمؤثرة في المجتمع العماني، ويتمتع زعماء المجتمع الشيعي بنفوذ كبير في سوق العمل والاقتصاد والصناعة. وبعد وفاة السلطان سعيد ظهر نوع من الحرية المحدودة، وأصبح مسموحًا إلى حد ما للشعب بأن يحتك بالتطورات التي طرأت على الساحة الدولية، وأصبحت عمان تمتلك بنية تحتية حديثة. ويذكر سير روبرت هاي أن تجارة الدولة العمانية إلى حد كبير كانت في أيدي هنود مسقط وخوجة مطرح، والارتباط التجاري مع الهند أقوى من الارتباط بالمشيخات ([48]).

فالشيعة في عمان مثقفون حريصون على المشاركة في شؤون المجتمع العماني كافة، وقد أحرزوا تقدمًا سريعًا وأخذوا مكانهم في سوق التجارة وفي السياسة العمانية، وأنهم يتمتعون بمكانة طيبة، وتسود علاقة الود والإخاء بينهم وبين باقي العمانيين، إنهم أقلية يقتدى بها حقًّا ([49]).

الخاتمة

 يوجد تعددية دينية ومذهبية في عمان وزنجبار التي حكمها العمانيون ثلاثة قرون، وكان المذهب السني الشافعي هو السائد بها، رغم أن العمانيين على المذهب الإباضي. كما يوجد بعض المسلمين على المذهب الشيعي. وبعض النصارى وديانات الهند مثل الهندوسية والسيخية، وهذا التعدد في الديانات والمذاهب إنما يدل على سياسة التسامح التي كانت بين الناس في زنجبار.

الشيعة في عمان ثلاث طوائف: اللواتية، والبحارنة، والعجم (الفرس). فاللواتية (الخوجة) من الشيعة الإثنا عشرية، واختلف في أصلهم سواء من أصل هندي، أو أصل عربي، ويمكن القول: إن الطابع الهندي غلب عليهم حتى لو كانوا من أصل عربي، كما تقول بعض مصادر الشيعة، فإنهم أسلاف بني سامة القبيلة العربية، فإقامتهم في الهند مدة طويلة جعلهم أقرب إلى الهنود لكن لا جدال على أنهم مثقفين متسامحين يشاركون في الحياة الاقتصادية والسياسية في عمان، وأكثر فئات الشيعة في عمان عددًا، ولكن وجودهم في سلطنة عُمان من زمن بعيد جعلهم عرب بحكم اللغة التي يتحدثونها؛ لغة القرآن.

أما الشيعة البحارنة هم الشيعة الذين يرجع أصلهم إلى البحرين، وهم أقل الشيعة في عمان عددًا، ولهم دور سياسي واقتصادي هام في التنمية في سلطنة عمان. والشيعة العجم هم الشيعة الذين يرجع أصلهم لإيران نتيجة قرب الموقع الجغرافي والعلاقات العمانية الإيرانية.

ويمكن القول: إن الشيعة في عمان مثقفون حريصون على المشاركة في كافة شؤون المجتمع، هناك عدد لا بأس به من الشباب منهم سافر إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكثير من الدول الأوروبية لاستكمال دراستهم. يمارس الشيعة العُمانيون نشاطاتهم الدينية، ولهم مسجد هناك باسم، “مسجد الرسول الأعظم”، والذي يوجد داخل سور اللواتية في مطرح، والمطل على الساحل، ويعد المسجد الرئيس للشيعة في عمان، وتستخدمه كل الجماعات الشيعية ويستقبل الخطباء والعلماء الشيعة من الدول الأخرى، وأن مساجد الشيعة في عمان مفتوحة لكل المذاهب هناك.

وتوصي الدراسة بأن يقتدي العرب بالتسامح الديني العماني القائم على أساس المواطنة، وأن يتم التعامل مع كل الأقليات المذهبية بنفس تعامل الشعب العماني. كما توصى بضرورة تشكيل لجنة من كبار علماء الطوائف الإسلامية في العالم للوقوف على ما اتفقت عليه المذاهب وأهمها تحريم الدم المسلم.

([1]) الباحث من مواليد محافظة بني سويف، جمهورية مصر العربية 1975. حصل على الماجستير في الآداب بتقدير ممتاز 2006 -حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات المصرية لأهميتها  2012  – للباحث أكثر من ثلاثين كتابًا منشورًا، وثلاثين بحثًا علميًّا محكمًا في مجلات ومؤتمرات دولية شارك في أكثر من مئة مؤتمر دولي ومحلي  له مئات المقالات في الحياة اللندنية، والقدس العربي اللندنية، ومركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط، وصحيفة الوطن العمانية، وصحيفة عُمان – قام بالتدريس لمقررات التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة بني سويف-جمهورية مصر العربية. أستاذ مساعد بالجامعة الإسلامية بمينيسوتا الأمريكية، ورئيس قسم التاريخ سابقًا، ويعمل عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمينيسوتا فرع الهند.

 

([2]) محمد حبيب صالح، دور التاريخ والوعي التاريخي والمرجعية التراثية في الحفاظ على الهوية الوطنية العمانية، الثقافة وهوية النص في عمان، بحوث الملتقى الثالث للجامعة العربية المفتوحة، مسقط، الطبعة1، 2014م، الصفحة 376.

([3])Perham Margery: East Africa Journey Kenya Tanganyika 1929-1930,London 1976, p.50.

([4]) يحيى مطر، نظرة على زنجبار، مجلة العربي الكويتية، العدد 576 ، نوفمبر 2006، الصفحة 41 وما بعدها.

([5]) Genets Hamilton, Princes of Zinj The Rulers of Zanzibar, longman, London 1957, p. 260.

([6]) Lofchie Michael F: Zanzibar Background to Revolution, London 1965.p.197.

([7]) سعيد بن علي المغيري، جُهينة الأخبار في تاريخ زنجبار، تحقيق: عبد المنعم عامر، سلطنة عُمان، وزارة التراث القومي والثقافة، 1979، الصفحة 166.

([8]) المذهب الإباضي؛ ولدت فرقة الإباضية في مدينة البصرة، وفيها شبّت، ومنها تفرّعت وانتشرت، وهي إحدى الفرق الإسلامية الكبرى التي بدأ ظهورها أثناء التحكيم بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان في أعقاب موقعة صفين سنة 37 هـ / 657 م؛ إذ رفض نفر من جند علي بن أبي طالب التحكيم، وهم الذين عرفوا بالخوارج، وقد حارب علي بن أبي طالب (ع) من سموا الخوارج وانتصر عليهم في موقعة النهروان في سنة 37 هـ / 657 م، واعتزل أفراد من أولئك الخوارج أصحابهم بعد معركة النهروان وتوجهوا صوب البصرة، وأُخذوا في القرنين الثالث والرابع الهجريين، الكويت، 1994، الصفحة 112 وما بعدها.

([9]) صلاح العقاد وجمال زكريا قاسم، زنجبار، القاهرة، مكتبة الإنجلو المصرية، 1959، الصفحة 15.

([10]) Bin Shahbal Suleiman Said: Zanzibar the Rise and fall of An Independent State, 1895-  1964,   U A E W.D. p. 23.

([11]) Stiles Erin: There is Stranger to Marriage Here Muslim women and Divorce in Rural, Zanzibar journal of the international African institute,vol75. No 4 2005, p.584.

([12]) ناجية محمد الصالح الخريجي، التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لسلطنة زنجبار الإسلامية في شرق أفريقيا (1221ه-1367 هـ/ 1806/1947 م)، رسالة دكتوراه غير منشورة، السعودية، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة أم القُرى، 1413هـ /1993، الصفحة 414.

([13]) ناصر بن حميد العدوي، الوجود العماني في شرق أفريقيا، نماذج من البحوث الفائزة في مسابقة المنتدى الأدبي، سلطنة عُمان، وزارة التراث القومي والثقافة، الطبعة 1، 2001، الصفحة 35.

([14]) سبنسر ترمنجهام، الإسلام في شرق أفريقيا، ترجمة وتعليق: عاطف النواوي، القاهرة، 1973، الصفحة 153.

([15]) ناجية الصالحي الخريجي، مصدر سابق، الصفحة 322.

([16]) نايف عيد جابر السهيل، الإباضية في الخليج العربي، مسقط، مكتبة الاستقامة، 1968، الصفحة 65.

([17]) محمد أحمد أبو زهرة، المذهب الإسلامي، سلسلة الألف كتاب، العدد 177، القاهرة، الصفحة 127.

([18]) جمال عبد الوهاب، المركز التجاري في ساحل شرق أفريقيا خلال القرنين الثامن والتاسع الهجريين، الرابع عشر والخامس عشر الميلادية، دكتوراه غير منشورة، معهد البحوث والدراسات الإفريقية، جامعة القاهرة،  2002، الصفحة 173.

([19]) حمامة خلفان، التأثيرات العمانية في زنجبار، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد البحوث والدراسات الأفريقية، جامعة القاهرة، 1989، الصفحة 66.

([20]) Joseph Schacht: Notes on Islam in East Africa. Studia Islamic, No. 23 (1965), PP.115.

([21]) الصوفية، حركة دينية انتشرت في العالم الإسلامي بعد اتساع الفتوحات الإسلامية، وزيادة الرخاء الاقتصادي كرد فعل مضاد للترف…  لمزيد من المعلومات انظر:  عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، المقدمة، بيروت (د. ت)، الصفحة 517.

([22]) الطريقة القادرية؛ إحدى الطرق الصوفية التي تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلانى (470- 561). للمزيد عن الطريقة القادرية انظر: كتاب الشيخ عبد القادر الجيلانى (الغُنية لطالبي طريق الحق في الأخلاق والتصوف والآداب الإسلامية) القاهرة، الطبعة 3، 1965.

([23]) Lewis I.M: Islam in tropical Africa, London 1980. P.13.

([24]) عبد الله عبد الرازق إبراهيم، الطرق الصوفية في القارة الإفريقية، القاهرة، الطبعة 1، 2004، الصفحة 47.

([25]) الطرق الشاذلية هي إحدى الطرق الصوفية الهامة ومؤسسها هو أبو الحسن الشاذلي، للمزيد عن الطريق الشاذلي انظر: عبد الحليم محمود، المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي، القاهرة، الطبعة 2، 1967.

Horton Mark & Middleton John: Op. Cit. P.189.

([26]) الشيعة الإسماعيلية هم القائلون بإمامة إسماعيل بن جعفر.. للمزيد من التفاصيل انظر: محمد عبد الكريم الشهرستانى، الملل والنحل، القاهرة، 1947، الصفحة 421.

([27]) أحمد شلبي، مقارنة الأديان- أديان الهند الكبرى الهندوسية والجنية والبوذية، القاهرة، الطبعة 2، 1966، الصفحة 95.

([28]).Tanzania  today Portrait of United Republic Press Africa London 1967. p. 23.

 

([29] ) محمد سعد، شيعة عمان تستحق أن يقتدى بها، مجلة المهدي، العدد 6/ ذي القعدة/1430هـ، الموافق 3 ديسمبر 2012، النجف- العراق.

([30]) لوريمر، دليل الخليج القسم الجغرافي، نسخة كمبيوتر، الجزء6، الصفحة 3410.

([31]) محمد عبد الكريم الشهرستانى، الملل والنحل، القاهرة، المطبعة الأميرية، 1947، الصفحة 421.

([32]) محمد عبد الكريم الشهرستانى، الملل والنحل، مصدر سابق، الصفحة 347.

([33]) لوريمر، دليل الخليج القسم الجغرافي، مصدر سابق، الجزء 3، الصفحة 1283.

([34]) جواد بن جعفر الخابوري اللواتي، تاريخ قبيلة اللواتية الحيدر آبادية، تقديم: محمد سعيد الطريجي، مجلة الموسم، العددان 63 و 64، السنة 20،  1429- 2008، الصفحة 282.

([35]) لوريمر، دليل الخليج القسم الجغرافي، مصدر سابق، الجزء 3، الصفحة1282.

([36]) المصدر نفسه، الجزء 3، الصفحة1282.

(([37] المصدر نفسه، الجزء 6، الصفحة 3408.

([38]) بدون رقم صفحة لأنها منشورة في مجلة صدى المهدي، العدد 6 / ذي القعدة/1430 ه، الموافق 3 ديسمبر، 2012، النجف –العراق.

([39]) محمد سعد، شيعة عمان تستحق أن يقتدى بها، مصدر سابق، بدون رقم صفحة لأنها منشورة في مجلة صدى المهدي، العدد 6/ ذي القعدة/1430 ه، الموافق 3 ديسمبر، 2012، النجف – العراق.

([40]) محمد سعد، شيعة عمان تستحق أن يقتدى بها، بدون رقم صفحة لأنها منشورة في مجلة صدى المهدي، مصدر سابق.

([41]) حسين غباشي، عمان الديمقراطية الإسلامية تقاليد الإمامة والتاريخ السياسي الحديث، 1500 – 1970، الصفحة 122.

([42]) حميد بن محمد بن رزيق، الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين، الجزء 1، الصفحة 147.

([43])  حسين غباشي، عمان الديمقراطية الإسلامية، مصدر سابق، الصفحة 144.

([44])  المصدر نفسه، الصفحة 145.

([45])  أحمد محمود المعمري، عمان وشرق أفريقيا، ترجمة: أمين عبد الله، مسقط، 1980، الصفحة 141.

([46]) المصدر نفسه، الصفحة 141.

([47]) محمد سعد، بدون رقم صفحة لأنها منشورة في مجلة صدى المهدي، مصدر سابق.

([48]) سير روبرت هاي، دول الخليج الفارسي، تصدير إى. إم. إلر، ترجمة: يوسف الشاروني، القاهرة، منشورات المجلس الأعلى للثقافة، 2004، الصفحة 115.

([49]) محمد سعد، بدون رقم صفحة لأنها منشورة في مجلة صدى المهدي، مصدر سابق.

الدكتور صالح محروس محمد محمد

الدكتور صالح محروس محمد محمد

أستاذ مشارك، الجامعة الإسلامية بمنيسوتا الأمريكية



المقالات المرتبطة

جدل الدينيين والعلمانيين والقرآنيين بمصر حول القدس والحج نموذجًا آراء علمانية وردود دينية

مقدمة في هذه الأيام، يدور جدل في مصر حول تجديد الخطاب الديني، وتنقية كتب الحديث والتاريخ فيما لا يتفق مع

الفكر العربي الحديث والمعاصر | علي زيعور والمدرسة النفسية

وُلِد علي زيعور في بلدة عربصاليم في إقليم التفاح جنوب لبنان عام 1937، وهو على الرغم من اهتمامه بالسير الذاتية

ثورة الإمام الحسين (ع) في عيون المستشرقين

يعرف الاستشراق اصطلاحًا بأنه “العلم باللغات والآداب والعلوم الشرقية” . والعالم بها يسمى بالمستشرق، والذي ينحصر مصداقه عادة بالمتخصص الغربي بتلك العلوم.

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<