﴿أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[1].
﴿فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾[2]
لماذا يصر حزب allah عند كل مرة يريد فيها أن يُعرِّف بنفسه فإنه ينطلق من هاتين الآيتين؟ بل إنه بلغ فيه الأمر ببدايات التأسيس أن هاتين الآيتين كانتا موردًا لدورات تعليمية ومصدر استثارة لخطبائه أن يخرجوا على الناس طرحًا لمفاصل حساسة في شرح الآيتين، وبناء الموقف العقائدي بنزعته الجهادية- العرفانية كنهج تم تبنيه ليطرح على الناس، وليجيِّشوا فيه الشباب ويزرعوا فيهم روح المقاومة، فضلًا أن “ألا إن حزب الله هم الغالبون” صارت محور شعار تنظيم حزب allah.
هل الأمر يعود إلى جانب تسويغي؟ وهنا لست ميّالًا لهذا الرأي؛ لأن كلمة “حزب allah” كانت في تداولات الناس وثقافتها تعني أن لا علاقة لي بأي حزب، إذن، أنا من حزب allah. وأخذ الانتماء لشعار حزب allah قوة تأثير في التنظيم والمقاومة مع نفس هذا الحزب.
لعل جزءًا من السبب، وهو أساسي، أنه ورد على لسان مؤسس نهضة الإسلام العظيم الإمام الخميني (قده) وبأكثر من مرة كإطار جامع لما عمل عليه (قده) من التحضير لجيش عالمي مليوني اعتبره حزب allah، وقد كان من المعروف عن نهج الراحل المقدس أنه في كل مفصل من مفاصل جهاده التأسيسي وإدارته الصراع مع القوى المناوئة للثورة، اعتماده على آية من القرآن بحيث يصح القول: إنه فسّر القرآن بعبر الحياة، ورسم للحياة صورتها وثورتها بمرجعية القرآن الكريم، فصار القرآن لدى أتباعه في العالم مورد إلهام وهداية لمقاومتهم وحركاتهم وثقافتهم.
وهذا ما تلقاه قادة حزب allah آنذاك بشفافية عالية “مرجعية القرآن في الرؤية والمسار”.
وقد سعى الراحل الكبير العلّامة السيد محمد حسين فضل الله (قده) لإثارة الموضوع وتعميقه فكريًّا بثقافة الإسلام الحركي حينما عنون إشكالية “حزب allah الأمة، أو أمة الحزب” والتي لاقت استجابة واسعة في ذاك النقاش بين جملة من المفكرين والناشطين الثقافيين والحزبيين.
عليه، دعونا اليوم نعيد البحث في جذر هوية حزب allah، منتهجين في ذلك نهج التدبّر العملي في أقسام الآيتين، وبعض من دلالتهما المتبناة والأهداف النابعة والمتوخاة من الرؤية.
وأول ما ينبغي أن يطالعنا ويلفت انتباهنا أن نهاية كل من الآيتين وردت وصيغتها المقدرة من allah كأنما هو وعد أخذه على نفسه سبحانه: ﴿أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾؛ فالغلبة والفلاح خاصة الجماعة التي تلتزم أصول ما ورد في كل آية، التزام إيمان وفعل مؤثر.
[1] سورة المجادلة، الآية 22.
[2] سورة المائدة، الآية 56.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
قد يعجبك أيضاً
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
