يشتمل البحث بعد المقدّمة على فصل أوّل أبيّن فيه منهج الإمام في تناوله لموضوع المرأة، ثمّ في الفصل الثاني سوف أنقل وجهة نظر سماحته حول صلة المرأة بالمعنويّات، وفي الفصل الثالث رأيه حول موقع المرأة في المجتمع، وفي الفصل الرابع والأخير رأيه حول موقع المرأة في الأسرة، ثمّ أنهي البحث بخاتمة أضمّنها خلاصات واقتراحات.
هي النور الذي أزهر بإرادة الباري فأنار السماوات لأهل السماوات. وبضعة النبي (ص) الحقيقة الإلهية العظمى التي تجلت على العالم لتكون العلة الغائية للوجود والخلائق.
فالمناسبة إذن، هي فرحة بولادة السيدة الزهراء (ع)، وفرحة بأن يقول الله تعالى بأنّه اختصّهم كأهل البيت، وأبلغنا بأنّهم الأسوة التي يمكن أن نقتدي بها لنصل إلى مدارج الكمال التي من حقّنا الوصول إليها، فهي إذن، محفّز للعلوّ والارتقاء.
الزهراء (ع) في حياة النبي محمد هي خير كثير. وفي حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وفي حياة أبنائها وبيئتها ومجتمعها هي خير كثير. ونحن نعتقد أنّ ما من خير نعيشه إلا في كنف السيدة الزهراء (ع).
قضية السيدة الزهراء العقائدية الكبرى هي الولاية. وشهادتها هي شهادة درب الولاية لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع)، الذي رفع شأنكم بالإسلام وأقام عموده.
كانت تصنع سبّحة من تراب الشهداء وتكون السبّحة بخيوط زرق، أربعًا وثلاثين خرزة وبعد أن قُتل حمزة (ع) عملت من طين قبره سبّحة تسبّح بها بعد كل صلاة".
الزهراء (ع) هي الشاهدة، لذلك نلجأ إليها كشفيعة، تأخذنا من أزماتنا، من دركِنا، ومن مستوانا المنحدر لترفعنا إلى حيث هي ترضى به عنا.
الزهراء(ع) سجلت المرأة الأنموذج في هذا الطريق الجهادي السياسي التبليغي، لقد أدّت السيدة الزهراء (ع) دورًا لا يختلف عن دور الإمام المعصوم.
وهكذا جسّدت سيدة النساء (ع) دورها كمرأة تقف بوجه الظروف والأخطار الفكرية لتأدية واجبها القيادي-التبليغي وإعلاء كلمة الله تعالى.
هل هنالك شهادة ليست بمقام الإلهام لغيرها؟ ولنفترض ذلك، فإذا لم تكن ملهمة فهل ذلك يعني أنّها بنيت على أصول وقواعد لا تتفق مع المفهوم الأصيل للشهادة ومقامها، الذي ورد في الآيات الكريمة وعلى لسان الرسول الأكرم (ص) وأهل بيت النبوة (ع)؟