التأويل المعرفيّ الأخلاقيّ للعبادات: نموذج القاضي القمي

التأويل المعرفيّ الأخلاقيّ للعبادات: نموذج القاضي القمي

شغل التراث المرتبط بالعبادات أو الفروع الشرعية حيزًا مهمًا من اهتمام المسلمين، وحاز على القدر الأكبر من جهدهم المعرفي، واحتل التفكير المتصل بفهم التشريعات المرتبطة بها وبتحديد شروطها وقواعدها وضوابط تنظيمها مكانة مهمة وأساسية ضمن اهتماماتهم الفكرية، وانشغالهم العقلي، وإنتاجهم على مر الزمن. ولم يكن يضاهي عندهم أهمية هذا التراث أي شيء آخر على الإطلاق، حتى ذاك الذي ارتبط بتقنين أصول العقيدة ومبادىء الإيمان، أو الذي اتصل بشكل أو بآخر بتنظيم شؤون السياسة والتدبير. ولقد شكل هذا الاهتمام نقطة المركز في كل النتاج الفقهي المتمادي والمتشعب والمتعدد الجوانب والآفاق، والذي ترسخت دعائمه شيئًا فشيئًا على ضوء تطور الوعي والثقافة في البيئة العربية – الإسلامية، ونضوج الآليات والطرائق ومناهج الفكر، وتعقد الظروف والوقائع، وتشعب الأسئلة والهواجس، لكنه بقي في جوهره قائمًا على مبدأ ضرورة تكوين ترسيمة واضحة للكيفية التي ينبغي على المسلم أن يبني حياته وفقها وعلى أساسها، في خصوص ما يرتبط منها بما يمكن تسميته بالجانب الفردي من سلوكه، أي ذاك الذي يرتبط في جوهره بعلاقة المسلم بربه، كتعبير عن طاعته له، وانصياعه لإرادته، وامتثاله لأوامره….تحميل البحث



المقالات المرتبطة

البدء التأريخي قراءة في تشكّل روح عالم جديد

يظل من العجيب والمثير للانتباه أن يضحي هيغل أحد أهم الرموز الفكرية للرؤية العولمية كما تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية، فموضوعة “نهاية التأريخ” التي دافع عنها المفكر فرنسيس فوكوياما آخذًا تصور هيغل بعين الاعتبار،

الضرورة في الفكر الديني والوضعي والفلسفي

الضرورة في معاجم اللغة العربية هي الحاجة والشدة والمشقة، وتوجد عندما تنعدم الفرص، ولا يجد المرء مناصًّا للجوء إلى الحاجة الضرورية المتاحة…

الأسطورة واللغة الدينية

في البداية، سأميّز بين الأسطورة كتعبير عن الخبرة الدينية، وذهنية الأسطورة كموقف يتخذه الإنسان بمواجهة الحقيقة الدينية. سنعالج هنا الأسطورة في علاقتها مع اللغة الدينية.

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<