القائمة الرئيسة

أبو طالب: بصيرة سياسية (1)

أبو طالب: بصيرة سياسية (1)

مقدمة

كثيرون هم الأعلام الذين لم ينصفهم التاريخ، والأكثر هم من غيبهم لأسباب سياسية وعقيدية عن الساحة الفكرية والاجتماعية، حتى وصلت الحركة الفكرية في كشف النقاب عن هؤلاء الجنود المجهولين، صرح من صروح الجهاد بالكلمة، التي دفع ثمنها حياتَهم وعيالَهم وأرزاقَهم. وأبو طالب أحد هذه الأعلام الذي اقتصر التاريخ على ذكره بنسبه إلى العترة الهاشمية الطاهرة في الدعوة المحمدية من دون التوغل في دوره وموقعه الاجتماعي والعقيدي في هذه الدعوة الذي لا يقل شأنًا عن المجاهدين والمؤازرين في سبيل الله بتصريح واضح غير قابل للتأويل من الرسول الأكرم (ص) عند وفاته: “وصلتك رحم يا عم وجزيت خيرًا فلقد ربيت وكفلت صغيرًا ونصرت وآزرت كبيرًا”[1]. هذه الأحاديث الشريفة وغيرها في حق أبي طالب دفعنا لنطرح إشكاليتنا الآتية:

 يحفظ التاريخ صفحات ناصعة البياض لبني هاشم في نهجهم وفكرهم الإبراهيمي الحنيف، ولم يشهد شرك أحد أبنائهم باستثناء أبي لهب الذي كان السبب الرئيس لكفره مصالحه المادية التجارية مع المستهلكين الوثنيين، وليس لقناعته في الفكر الوثني، ومع ما وصلنا من شعرٍ لأبي طالب يجاهر ويقر بصحة نبوة النبي محمد (ص)، يجعلنا نطرح إشكاليتنا التالية:

هل أن ما ذكره بعض المؤرخين حول إخفاء أبي طالب لإسلامه يعود لضرورات المرحلة، أو أنه بعض من الإدعاءات لتشويه تاريخه الجهادي؟

من السهل أن تؤول الإشكالية في سياق تسويغ بعض التساؤلات، ولكن مدى تطابق الفرضيات هو ما يعكس الصوابية في التحليل والربط، التي يشار إليها بفكرة تأسيسية وتبقى عملية قراءة وفهم الوقائع التاريخية وفهمها السياسية منها والدينية هي التي تسهم في حسم الصورة المعرفية ما يجعلنا نتوقف عند بعض الفرضيات:

  • أبو طالب هو من كفل الرسول (ص) صغيرًا، بطلب من أبيه عبد المطلب خوفًا وحيطة عليه:

“أوصيك يا عبد مناف بعدي          بموحدٍ بعد أبيه فرد”[2].

  وقام بنصره وحامى عنه وأحاطه كبيرًا، فتحمّل الأذى من مشركي قريش في سبيله، ومنعه منهم، ولقي لأجله عناءً عظيمًا وصبرًا على نصره والقيام بأمره، ما يضعه في خانة الأعلام المجاهدين في سبيل الله.

– يحث أحد أبنائه (جعفر) للصلاة في ركب الرسول (ص) في أول صلاة جماعة تقام في أثناء مروره (ص) وابنه الإمام علي (ع) يصلي خلف الرسول (ص)، وينظم الشعر في صحة نبوة النبي محمد(ص) ما يضعه في خانة الدعاة للدعوة المحمدية.

سنلجأ إلى المنهج التاريخي الاستردادي الذي يقوم على “استرداد الماضي تبعًا لما تركه من آثار يساعد الباحث الاجتماعي في التعرف على ماضي الظاهرة وتحليلها وتفسيرها علميًّا على ضوء الزمان والمكان الذي حدثت فيه”[3].

أولًا: أبو طالب: الاسم والنسب.

“اسمه عبد مناف، وسمي في رواية ضعيفة بعمران”[4]، وقيل شيبة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وألقابه كثيرة، منها: شيخ الأبطح، وسيد البطحاء، ورئيس مكة، وكنيته: أبو طالب التي اشتهر بها[5]، وهو عمّ النبي[6].

ولد أبو طالب قبل ولادة النبي (ص) بـخمسة وثلاثين عامًا، أبوه عبد المطلب سيد قومه والمبرز، ومن رؤساء قريش الذين ترجع إليهم في أمورها، وتتحاكم في منافراتها، ومواريثها، ومياهها، ودمائها، وكان على الشريعة الإبراهيمية الحنيفية.

أمّه فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية، وهي أيضًا والدة عبد الله والد النبي (ص)، فأبو طالب وعبد الله والزبير هم فقط الإخوة من الأم والأب من بين أبناء عبد المطلب.

أبناؤه: طالب، وعقيل، وجعفر الطيار الشهيد، علي (ع)، وأم هانئ، واسمها فاخِتة أو هند، وجُمانة ورَيطة، وقال بعضهم: أسماء بنت أبي طالب. وأمهم جميعًا فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وهو أول هاشمي يتزوج بهاشمية، وقيل له ولد اسمه “طليق” بن أبي طالب، وأمّه علة[7]. فأبو طالب من أشراف قومه وأسيادهم، طاهر النسب، هاشمي، إسماعيلي، إبراهيمي.

فالحنفية البيضاء ظلت راسخة في وجدان ورثة الحق وقلوبهم الذين لا نشك بحفظ الله لعقيدتهم التوحيدية بالرغم من عواصف الوثنية السوداء التي اتشحت بها مكة بفعل عوامل عدة متداخلة بين المصلحة السلطوية والثروة والسيطرة وتداخلها بعوامل التجارة، فلو قمنا بسبر غور التاريخ منذ وفاة النبي إسماعيل (ع)، ودفنه في هذه البقعة المقدسة، لوصلنا إلى حقيقة تاريخية حول ورثة الحق السلسلة المتصلة الحلقات بين قصي، وهاشم، وعبد المطلب، وأبو طالب والنبي إسماعيل (ع)، التي تحدث عنها النبي الأكرم (ص): “لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات حتى أُسكنت في صلب عبد الله ورحم آمنة بنت وهب”[8]. فهل يعتلي أي مفكر وباحث أدنى شك بطهارة النسب من الشرك والوثنية بعد هذا الإقرار النبوي الذي لا ينطق عن الهوى؟   

ثانيًا: سماته الاجتماعية.

تولى أبو طالب زعامة بني هاشم على غير الأعراف السائدة في زعامة قريش حينها، ما ينبغي لنا التوقف عنده، فبالرغم من أنه لم يكن أكبر إخوته، إذ كان الأكبر سنًّا من يورث الزعامة في أعراف قريش، وإنه كان فقير المال ووجود أخيه العباس على غنى وثراء واسعين يجعله الوريث بحسب أعراف قريش، ما يدل على أنه خلف أباه عبد المطلب في كل مناصبه ومكانته على وفق القيم الإنسانية الإبراهيمية التي يدين بها بنو هاشم الذين قبلوا بهذا التنصيب.

 وعبد المطلب أو شيبة الحمد، كما كان يلقّب، معروف بعلمه وحلمه وحكمته، ولقد كان مفزع قريش في النوائب، وملجأها في الأمور، فهو حكيم قريش وحليمها وحاكمها وشريفها وسيّدها.. ولقد أفصح التاريخُ عن بلوغه الغاية في الحكمة وصفاء النفس، لذا رفض عبادة الأصنام، فوحّد الله سبحانه وتعالى، ولا بدّ من الوقوف مليًّا عند بعض السنن التي سنّها عبد المطلب، وهي بدورها توافق الدين الإبراهيمي وتوافقت فيما بعد مع شرائع الإسلام بحسب ما ورد على لسان النبي الأكرم (ص). فعن النبي (ص) بأن عبد المطلب قد سنّ في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الإسلام:

  1. “حرم نساء الآباء على الأبناء، فأنزل الله عز وجل ﴿وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلا﴾[9].
  2. ووجد كنزًا أخرج منه الخمس وتصدق به، فأنزل الله تعالى ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[10].
  3. ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج، فأنزل الله ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ﴾[11].
  4. سن في القتل مائة من الإبل فأجرى الله عز وجل ذلك في الإسلام.
  5. لم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبد المطلب سبعة أشواط فأجرى الله ذلك في الإسلام”[12].

ويكمل حديثه (ص): “يا علي إن عبد المطلب كان لا يتسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذبح على النصب، ويقول: أنا على دين أبي إبراهيم(ع). وفي بعض الأخبار ورد أنه أمر بالوفاء بالنذر، والمنع من نكاح المحارم، وقطع يد السارق، والنهي عن قتل الموؤدة، وأكل المتردية، وما أكله السبع، وتحريم الخمر والزنا، وأن لا يطوف بالبيت عريانًا، وكان مفزع قريش في النوائب، وملجأهم في الشدائد”[13].

هذه السمات وغيرها قد اتسمت بها شخصية عبد المطلب وخلفها في عشيرته وقومه وأبنائه، قيمًا وسلوكًا إنسانيًّا، يتمايز عن أعراف الجاهلية وسلوكهم، وهذه القيم هي التي أهلت أبا طالب لتولي زعامة قومه وعشيرته، متجاوزًا كل الأعراف القبلية الجاهلية من الاقتدار الاقتصادي والغنى والثروة، والوراثة التقليدية للأكبر سنًّا، وفيما يلي بعض من أبرز السمات التي اشتهر بها أبو طالب بحسب روايات أهل السنة والإمامية:  

  1. العطف على أهله: تحدث النبي (ص) عن ذلك العطف والحنان الذي حظي به في بيت عمه، وعندما توفيت فاطمة بنت أسد: اليوم ماتت أمي، وكفّنها بقميصه، ونزل في قبرها، واضطجع في لحدها، فقيل له: يا رسول الله لقد اشتد جزعك على فاطمة.
  2. السخاء والكرم: قيل في سخائهوكرمه أن قريشًا كانت تطعم، فإذا أطعم (أبو طالب) لم يطعم يومئذٍ أحد غيره[14]. بالرغم من أن الروايات تنقل حالته بالفقر، فقد روي عن علي بن أبي طالب(ع) أنه قال: ساد أبي فقيرًا، وما ساد فقير قبله[15].

ثالثًا: أحاديث الأئمة في ذكره.

تتضمن بعض الأحاديث المستخرجة من كتب الإمامية بطرقهم المعتبرة عن أهل البيت (ع) في أحوال جدهم حامي سيد المرسلين، وناصر سيد البشر، والذي بتأييده دين الإسلام انتشر، وبواسطته قام النبي (ص) بأداء واجبه محفوظًا من كل خطر، سيد البطحاء ووالد الأوصياء، ومن آمن بالرسول الأكرم (ص) قبل بعثته، والذي بنصرته تمكن النبي (ص) من بث دعوته، هو أبو طالب (ع) ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف (ع)، بإجماع علماء مذهب الشيعة على إسلامه بل إيمانه، وإجماعهم هذا حجّة، وقد وافقهم على إسلامه من علماء السنّة جماعة، لكن عاقّهم على خلاف ذلك. وقد وافق أكثر الزيدية الشيعة على إسلامه، وبعض من شيوخ المعتزلة، وجماعة من الصوفية، وغيرهم.

أما أهل البيت (ع) وشيعتهم، فإنهم مجمعون على إيمانه وإسلامه (ع) [16]، بل في بعض الأحاديث عنهم (ع): إنه “من الأوصياء” [17]، و”إن نوره يطغى في يوم القيامة على كل نور، ما عدا نور النبي محمد (ص)، والأئمة (ع)، والسيدة فاطمة الزهراء (ع)”[18].

فعن علي بن الحسين (ع) أنه سئل عن أبي طالب أكان مؤمنًا؟ فقال (ع): نعم، فقيل له: إن ها هنا قومًا يزعمون أنه كافر، فقال (ع): واعجبًا كل العجب أيطعنون على أبي طالب أو على رسول الله (ص)، وقد نهاه الله أن يقر مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن، ولا يشك أحد أن فاطمة بنت أسد من المؤمنات السابقات فإنها لم تزل تحت أبي طالب حتى مات أبو طالب[19].

وعن محمد بن علي الباقر (ع)، أنه قال: “مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلمًا مؤمنًا، وشعره في ديوانه يدل على إيمانه ثم محبته وتربيته ونصرته ومعاداة أعداء رسول الله (ص) وموالاة أوليائه، وتصديقه إياه فيما جاء به من ربه، وأمره لولديه علي وجعفر (ع) بأن يسلما ويؤمنا بما يدعو إليه، وأنه خير الخلق، وأنه يدعو إلى الحق والمنهاج المستقيم، وأنه رسول رب العالمين، فثبت ذلك في قلوبهما، فحين دعاهما رسول الله (ص)، أجاباه في الحال، وما تلبثا لما قد قرره أبوهما عندهما من أمره، فكانا يتأملان أفعال رسول الله (ص)، فيجدانها كلها حسنة تدعو إلى سداد ورشاد”[20].

عن علي بن الحسين، عن أبيه عن  أمير المؤمنين علي (ع)، أنه كان جالسًا في الرحبة والناس حوله، فقام إليه رجل، فقال: “يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله، وأبوك معذب في النار، فقال (ع): مه فض الله فاك، والذي بعث محمدًا (ص) بالحق نبيًّا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم، أبي يعذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار، والذي بعث محمدًا بالحق إن نور أبي طالب ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار، نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن ونور الحسين ونور ولده من الأئمة، إلّا أن نوره من نورنا خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام”[21].

روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: قلت: يا رسول الله إنّ النّاس يقولون: إن أبا طالب مات كافرًا !قال: يا جابر ربك أعلم بالغيب، إنه لما كانت الليلة التي أسري بي إلى السماء انتهيتُ إلى العرش، فرأيت أربعة أنوار، فقيل لي: هذا عبد المطلب، وهذا عمك أبو طالب، وهذا أبوك عبد الله، وهذا ابن عمك ابن أبو طالب، فقلت: إلهي بِمَ نالوا هذه الدرجة ؟ قال: بكتمانهم الإيمان وإظهارهم الكفر حتى ماتوا على ذلك [22].

قال الإمام علي(ع): “كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب مؤمنًا مسلمًا، يكتم إيمانه مخافةً على بني هاشم أن تنابذها قريش”[23]. وعن محمّد بن يونس، عن أبيه، عن أبي عبد الله(ع) أنّه قال: “يا يونس، ما تقول الناس في أبي طالب؟ قلت: جُعلت فداك يقولون: هو في ضحضاحٍ من نار، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أُمّ رأسه! فقال: كذب أعداء الله! إنّ أبا طالب من رفقاء النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقًا”[24]، وقد بكى رسول الله (ص)، وقال: “إن الله أقر عيني بأبي طالب”[25]. وكان الإمام علي (ع) يعجبه أن يروي شعر أبي طالب (ع)، وأن يدوَّن، وقال: تعلموه، وعلموه أولادكم، فإنه كان على دين الله، وفيه علم كثير”[26]

يقول ابن الأثير: “وما أسلم من أعمام النبي (ص) غير حمزة والعباس، وأبي طالب عند أهل البيت”[27].

حب النبي (ص) إياه، حتى لقد روي عن ابن عباس؛ قال: قال علي (ع) للنبي (ص): إنك لتحب عقيلًا. قال: إي والله إني لأحبه حبين، حبًّا له، وحبًّا لحب أبي طالب له، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك.. إلخ[28]. ورسول الله (ص) لا يحب أعداء الله سبحانه، ولا يحب إلا من يحبه الله.

عن أبي بصير عن الإمام الباقر (ع)، قال: مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلمًا مؤمنًا [29]. وورد عنه (ص) أيضًا قوله: “إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي، وأمي، وعمي أبي طالب، وأخ لي كان في الجاهلية فإن الشفاعة لا تحل لمشرك”[30]

وفي إقراره على زواجه بمسلمة، قد سئل الإمام السجاد (ع) عن إيمان أبي طالب (ع)، فقال: “واعجبًا، إن الله نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر؛ وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات”[31].

وقد رثاه ولده الإمام علي (ع) حينما توفي بقوله:

“أبـا طالـب عصمة المستجـير              وغـيث المحول ونور الظلــم

لقد هـدّ فقدك أهل الحـفـاظ               فـصـلى عـليك ولي النـعم

ولـقـاك ربـك رضـوانـه                    فـقد كنت للطهر من خير عم”[32].

رابعًا: شعر أبي طالب وخطبه.

قبل البحث في مقاربة بعض ما ورد في شعر أبي طالب لا بدّ من مقاربة خصوصية الشعر في تلك المرحلة الزمنية، فالشعر في تلك المرحلة الممتدة من البعثة النبوية وما تقدم منها، تجاوزت التاريخية الاجتماعية وأخبار الأعلام وسيرهم بين المدح والذم والرثاء إلى المواقف السياسية والعقيدية، فكان ناظم الشعر وناقله كالإعلام اليوم، فضلًا عن تعرضه للمخاطر من السلاطين، وفيما يخص شعر أبي طالب، اختزن بسرائره مسيرة البعثة النبوية، ومراحل جهاد المشركين من المواقف التي أنشد فيها أبو طالب شعره، فوثقت للتاريخ الاجتماعي وما سلم منها من التعرض للتحريف قد صانته الكتب وبعض المخطوطات، ولعله لم تندثر لأن الشعر بطبيعته تتناقله الأجيال وتنشده ما يحفظه في الذاكرة الجمعية، وهذا ما وجدناه في دعوة الإمام علي(ع) لتدريس الغلمان شعر أبي طالب لحفظه لما يشتمل عليه من حقائق إيمانية عقيدية وتاريخية واجتماعية وسياسية للبعثة المحمدية الأصيلة.

إن شعر أبي طالب، ذاك الشيخ المبجل العظيم في النبي محمد (ص)، وهو شاب مستجير به، معتصم بظله من قريش، قد كفله ورباه، يأكل من زاده، ويأوي إلى داره، فيحميه ويحمي الرسالة، حيث علم موضع خاصية النبوة وسرها، وأن أمره كان عظيمًا، وهي ظاهرة الدلالة على عظمة الرسول (ص) في نفس أبي طالب، وهي عظمة أوجبت خضوع قلبه له، وتعامله معه تعامل التابع المؤمن المصدق. فمن راجع كتب التأريح والحديث والتفسير لعلماء أهل السنة والإمامية، يجد فيها أفعالًا وأقوالًا في النثر والشعر، تدل على أن أبا طالب (ع) كان مؤمنًا بالله موحدًا ومؤمنًا بجميع الأنبياء آدم ومن بعده (ع). وكان عالمًا بأنه سيبعث الله تبارك وتعالى من بني هاشم نبيًّا ووصيًّا له، وكان ينتظرهما طوال حياته (ع). فلمّا مَنّ الله تعالى على خلقه وولد في أشرف بقعة من الدنيا ومن أفضل والدين عرفهما، وآمن بهما قبل كل أحد ولكن لمصلحة العصر والوقت، ليتمكن من حفظ الرسالة النبوية في مهدها، ولحفظ من آمن بها أخفى عن الناس وعلى الأخص من كفار قريش إيمانه بها، في الظاهر كل ذلك تقية أو اتقاء، وفي هذا السياق لسنا بمورد رفع الشبهة عن أبي طالب، حيث يكفي للقارىء المتصفح بموضوعية علمية لأخبار الأعلام بأن يرفع أية شبهة كفر عقيدي عن أبي طالب، إلّا أننا في مورد شعر نستخرج منه الحكمة والبصيرة السياسية التي كان يتسم فيها أبو طالب، فهو رجل السياسة بكل ما للكلمة من معنى، استند إليه الرسول (ص) في بداية دعوته، حتى جاء الأمر الإلهي بالهجرة من مكة لغياب السند السياسي، ومن يتوقف عن كل موقف لأبي طالب يجد فيه الحكمة والبصيرة بانت في شعره الذي نبأ بانتصار الدين المحمدي الأصيل، وفيما يلي نوجز بعض أشعاره المتناسبة مع المواقف:

محور قصائده منذ ابتدأت دعوة الإسلام وحتى وفاته، كانت في نصرة النبي(ص)، ومديحه. ولا يسع بحثنا الاستشهاد بكل أشعار أبي طالب، فاقتصرنا على بعضها ما يستدل منها بعض الدلالات في موضوعات شتى:

أولًا: قصائده:

  1. في التوحيد

“مليك الناس ليس له شريك              هو الوهاب، والمبدي المعـيد
ومن تحت السـماء له بحق                 ومن فوق الـسماء لـه عبيد”[33].

2.         في النبوة.

“ألم تعلموا: أنا وجـدنا محمدًا               نبيًّا كمـوسى خط في أول الكتب”[34]
          “نبي أتاه الوحي مـن عند ربه               ومن قال: لا، يقرع بها سن نادم”[35]
           “لقد أكرم الله النـبـي محـمدًا                فـأكرم خلق الله في الناس أحمـد

وشق له من اسمه ليجله                   فـذو العرش محمود وهذا محمد
            أنت النبي محمدُ                          قرم أغر مسودُ”[36]

“والله لا أخـذل الـنــبي ولا                يـخـذلـه من بني ذو حسـب”[37]

  1. في الشريعة (القرآن).
    “أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب على نبي كمـوسى أو كـذي النون
    وظـلم نبي جاء يدعو إلى الهدى  وأمر أتى من عند ذي الـعرش قيم”[38].
  2. الدعوة إلى الإسلام (ملك الحبشة).

“ليعلـم ملك الحبش أن محمـدًا             نبيًّا كـمـوسى والمسيح ابن مـريـم
            أتى بالهدى مثل الذي أتيـا بــه           فكـل بأمـر الله يهــدي ويعصـم
           وإنـكـم تتلـونـه في كتـابكم                بصدق حـديث لا حـديث الترجـم
           فــلا تجعلوا لله نـدًّا فـأسلموا              فــإن طـريــق الحـق ليس بمظلم[39].
 

ثانيًا: خطب أبي طالب.

إن سلوك أي شخص إنما يكشف عنه المنظومة المعرفية التي يعتقد بها، والمواقف التي يتخذها في التحديات التي تعترضه، وقد حفظ لنا التاريخ بعض خطبه وختم حياته بوصية واضحة لا يعتليها الغموض في الكشف عن سمات هذا العالم الحكيم سايس قومه.

1.           خطبته يوم عقد قرانه.

“الحمد لله رب العالمين رب العرش العظيم، والمقام الكريم، والمشعر والحطيم، الذي اصطفانا أعلامًا وسادة وعرفاء خلّصًا، وقادة وحجبة بها ليل أطهارًا من الخنا والريب، والأذى، وأقام لنا المشاعر وفصلنا على الشعائر نخب آل إبراهيم وصفوته، وزرع إسماعيل. ثم قال: تزوجت فاطمة بنت أسد وسقت المهر ونفذت الأمر فاسألوه واشهدوا. فقال أبوها أسد: زوجناك ورضينا بك، ثم نحر أبو طالب الإبل وأطعم الناس سبعة أيام”[40]

2.           خطبته يوم عقد قران الرسول(ص).

 “الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وعنصر مُضر، وحعلنا حصنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتًا محجوبًا وحرمًا آمنًا، وجعلنا الحكّام على الناس”[41]

ثالثًا: وصيته.

خرج بسنده عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: لما حضر أبو طالب (ع) الوفاة جمع وجوه قريش وأوصاهم فقال: يا معشر قريش، أنتم صفوة الله من خلقه، وقلب العرب، وأنتم خزنة الله في أرضه، وأهل حرمه، فيكم السيد المطاع، الطويل الذراع، وفيكم المقدم الشجاع، والواسع الباع اعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المفاخر نصيبًا إلا حزتموه، ولا شرفًا إلا أدركتموه، فلكم على الناس بذلك الفضيلة، ولهم به إليكم الوسيلة والناس لكم حرب على حربكم إلب، وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية، فإن فيها مرضاة للرب، وقوامًا للمعاش، وثباتًا للوطأة، صلوا أرحامكم ولا تقطعوها، فإن صلة الرحم منسأة في الأجل….[42]، وإني أوصيكم بمحمد خيرًا فإنه الأمين في قريش، والصديق في العرب، وهو الجامع لكل ما أوصيكم به، وقد جاء بأمر قبله الجنان، وأنكره اللسان مخافة الشنآن، وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب، وأهل الوبر والأطراف، والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته وأعظموا أمره، فخاض بهم غمرات الموت، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابًا، ودورها خرابًا، وضعفاؤها أربابًا، وإن أعظمهم عليه أحوجهم إليه، وأبعدهم منه أحظاهم عنده، قد محضته العرب ودادها، وأصفت له فؤادها، وأعطته قيادها، يا معشر قريش كونوا له ولاة، ولحزبه حماة، والله لا يسلك أحد منكم سبيله إلا رشد، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد، ولو كان لنفسي مدة، ولأجلي تأخير، لكففت عنه الهزاهز، ولدفعت عنه الدواهي ثم توفي.

وقال العلامة الحجة شيخنا الأميني[43] بعد ذكره الوصية برواية جمع من علماء أهل السنة في سبب عدم إظهاره (ع) التكلم بالشهادتين كما أظهره أخوه حمزة وولداه (ع) ما هذا نصه: في هذه الوصية الطافحة بالإيمان والرشاد دلالة واضحة على أنه (ع) إنما أرجأ تصديقه باللسان إلى هذه الآونة التي يئس فيها عن الحياة، حذار شنآن قومه المستتبع لانثيالهم عنه، المؤدي إلى ضعف المنة وتفكك القوى، فلا يتسنى له حينئذ، الذب عن رسول الله (ص)، وإن كان الإيمان به مستقرًّا في الجنان من أول يومه (كما أشرنا إليه) لكنه لما شعر بأزوف الأجل، وفوات الغاية المذكورة، أبدى ما أجنته أضلاعه فأوصى بالنبي (ص) بوصيته الخالدة.

الخاتمة ونتائج البحث.

إن في إرث أبي طالب من شعر وخطاب، بالرغم مما تعرض الإرث الشيعي بالمجمل إلى التغييب والتحريف،  يكشف اعترافًا بنبوة سيد الأنبياء من عمه والد سيد الأوصياء، وفيه إخبار عن أمور غيبية عرفها شيخ الأبطح (ع) من قول الأحبار والرهبان الذين رآهم قبل البعثة لابن أخيه (ص)، وبشروا برسالة ابن اخيه، وأما قوله (ع): “أنكره اللسان” فقد كان ذلك في الظاهر، فلم يعلن بما أعلن به أخوه حمزة وولداه جعفر وأمير المؤمنين علي (ع) مع كل الكرامات التي شهدها أبو طالب لابنه، بدءًا من ولادته في الكعبة الشريفة كسابقة ومعجزة حاضرة حتى وقتنا الحاضر بشق حائط الكعبة الشريفة.

 وأما في الباطن فقد أتى بالشهادتين بأمر من الرسول الأكرم، أيضًا في خطبه وأشعاره مرارًا عديدة، وما تكلم به في آخر حياته وعند وفاته، وذلك لما طلب منه النبي (ص) الإتيان بالشهادتين للفوز بالمقامات العالية لا للدخول في الإسلام كما تخيله بعض الجاهليين بأحوال سيد قريش وأول مؤمن منها بعد عبد المطلب (ع)، وقد تقدم تفصيل ذلك أيضًا وذكرنا القائلين به.

المراجع والمصادر

  • سورة النساء، الآية 22.
  • سورة الأنفال، الآية 41.
  • سورة التوبة، الآية 19.
  • ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري، الطبقات، المحقق علي محمد عمر، القاهرة، مكتبة الخانكي، 2002، الجزء 1.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، الطبعة 1، 1977، الجزء2.
  • الحسيني، جمال الدين أحمد بن علي المعروف بابن عنبة، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، دمشق، دار كنان، 2005.
  • ابن أبي حديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار إحياء الكتب العربية، 1378ه، الجزء 14.
  • ابن طاووس، رضي الدين بن القاسم، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، 1399ه.
  • حسن، فيصل، أبو طالب طود الإيمان الراسخ، الكويت، 2008.
  • حمود، محمد، دواوين العرب، الإمام علي، دار الفكر اللبناني، بيروت، 1995.
  • خليل، محمد جواد، أبو طالب حامي الرسول وعظيم الإسلام، مکتبة التاريخ، التراجم والطبقات والأنساب،
  • ديوان أبي طالب.،
  • السبزواري، محمد، معارج اليقين في أصول الدين، تحقيق علاء آل جعفر، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1993.
  • الشيخ الأميني، إيمان أبي طالب،  مكتبة الروضة الحيدرية، الطبري، عماد الدين، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، تحقيق جواد الأصفهاني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1419ه.
  • عثمان محمد، عبد الزهراء، أبو طالب، الصحابي المفترى عليه، بيروت، دار الهادي، 2004.
  • العسكري، نجم الدين، أبو طالب حامي الرسول (ص) وناصره، مكتبة التاريخ، التراجم والطبقات والأنساب، 1380ش.
  • العلامة المجلسي، بحار الأنوار، تحقيق: عبد الرحيم الشيرازي، 22، 1983.
  • فاضل، ثامر، اللغة الثانية في إشكالية المنهج والنظرية والمصطلح النقدي العربي الحديث، بيروت، المركز الثقافي العربي، 1994.
  • لجنة الحديث معهد باقر العلوم (ع)، سنن الإمام علي (ع).
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 2008، الجزء 15.
  • مركز الغدير للدراسات الإسلامية، الغدير، مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، 2009، الجزء7.
  • النقدي، جعفر بن محمد، مواهب الواهب في فضائل أبي طالب، بيروت، شركة الكتبي للطباعة والنشر.
  • اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1379ه، الجزء2.
  • https://www.aqaed.com/book/31/etjaj1-10.htm. https://www.islam4u.com/en/maghalat/%D8%A3%D8%A8%D9%88-%

* بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي العالمي الخامس مجمع الإمام الحسين لتحقيق تراث أهل البيت (ع).

[1]  حمود، محمد، دواوين العرب، الإمام علي، بيروت، دار الفكر اللبناني، الطبعة 1، 1995، الصفحة7.

[2]  حسن، فيصل، أبو طالب طود الإيمان الراسخ، الكويت، 2008، الصفحة 42.

[3] فاضل، ثامر، اللغة الثانية في إشكالية المنهج والنظرية والمصطلح النقدي العربي الحديث، بيروت، المركز الثقافي العربي، الطبعة1، 1994، الصفحة 218.

[4]  الحسيني، جمال الدين أحمد بن علي المعروف بابن عنبة، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، دمشق، دار كنان، 2005، الصفحة 20.

[5]  البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، الطبعة 1، 1977، الجزء2، الصفحة 288.

[6] ابن عنبة، عمدة الطالب، مصدر سابق، الصفحة 20.

[7]  ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري، الطبقات، المحقق علي محمد عمر، القاهرة، مكتبة الخانجي، 2002، الجزء1، الصفحتان 121، 122.

[8] عثمان محمد، عبد الزهراء، أبو طالب، الصحابي المفترى عليه، بيروت، دار الهادي، الطبعة1، 2004، الصفحة 10.

[9]سورة النساء، الآية 22.

[10]  سورة الأنفال، الآية 41.

[11]  سورة التوبة، الآية 19.

[12] اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1379ه، الجزء 2، الصفحة 14.

[13]  النقدي، جعفر بن محمد، مواهب الواهب في فضائل أبي طالب، بيروت، شركة الكتبي للطباعة والنشر، الصفحة 49.

[14]  البلاذري، أنساب الأشراف، مصدر سابق، الجزء2، الصفحة 288.

[15]  اليعقوبي، مصدر سابق، الجزء 2، الصفحة 14.

[16]  ابن طاووس، رضي الدين بن القاسم، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، الطبعة1، 1399ه، الصفحة 298.

[17] مركز الغدير للدراسات الإسلامية، الغدير، مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، 2009، الجزء7، الصفحة 389.

[18] الطبري، عماد الدين، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، تحقيق: جواد الأصفهاني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1419ه،  الصفحة 312.

[19] العسكري، نجم الدين، أبو طالب حامي الرسول (ص) وناصره، مكتبة التاريخ التراجم والطبقات والأنساب، 1380ش، الصفحة 207.

[20] العسكري، نجم الدين، أبو طالب حامي الرسول (ص) وناصره، مصدر سابق، الصفحة 191.

[21] لجنة الحديث معهد باقر العلوم (ع)، سنن الإمام علي (ع)، الصفحة 40، ورواها أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج، تعليق وملاحظات أحمد باقر الخراساني  https://www.aqaed.com/book/31/etjaj1-10.htm.

[22] الشيخ السبزواري، محمد، معارج اليقين في أصول الدين، تحقيق: علاء آل جعفر، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1993.

[23] بحار الأنوار، مصدر سابق، الجزء 35، الصفحة 114.

[24] الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب، الصفحة 82.

[25]  بحار الأنوار، مصدر سابق، الجزء 35، الصفحة 78.

[26]  الغدير، مصدر سابق، الجزء7، الصفحة 394.

[27]  المصدر نفسه، الجزء 7، الصفحة 369.

[28]  العلامة المجلسي، بحار الأنوار، تحقيق: عبد الرحيم الشيرازي، 1983، الجزء 22، الصفحة 288.

[29]  المصدر نفسه، الصفحة 116.

[30]  تاريخ اليعقوبي، مصدر سابق، الجزء2، الصفحة 35.

[31]  الغدير، مصدر سابق، الجزء7، الصفحة 381.

[32] ديوان أبي طالب، الصفحة 36، وذكرت في:  أبو طالب: مؤمن آل قريش.

 https://www.islam4u.com/en/maghalat/%D8%A3%D8%A8%D9%88-%

[33] ديوان أبي طالب، قصيدة مليك الناس ليس له شريك.

[34] ديوان أبي طالب، قصيدة: لا أَبلغا عنِّي على ذاتِ بَيْنِنا.

[35]  ديوان أبي طالب، قصيدة 68، ذكر في ديوان شعراء مكة قبل الإسلام، الصفحة 480.

[36]  قافية الدال المضمومة، ديوان أبي طالب، شعر أبي طالب وأخباره، الصفحة 75.

[37]الشيخ الأميني،  إيمان أبي طالب، الصفحة 92.

[38]  ابن أبي حديد، شرح نهج البلاغة، الجزء 14، الصفحة 41.

[39] خليل، محمد جواد، أبو طالب حامي الرسول وعظيم الإسلام، مکتبة التاريخ، التراجم والطبقات والأنساب، الطبعة 2،  2004، الصفحة 11.

[40] خليل، محمد جواد، أبو طالب حامي الرسول وعظيم الإسلام، مصدر سابق، الصفحة7.

[41]  المصدر نفسه، الصفحة 8.

[42] وقد تقدم ذلك نقلًا من السيرة الحلبية (الجزء 1، الصفحة 383)، وفيه اختلاف لما روي في كتاب الحجة، وفيه زيادات مهمة، وخرج الحديث المجلسي رحمه الله في البحار (الجزء 9، الصفحة 23، طبع 1)، و (الجزء 35، الصفحة 106، طبع 2)، وخرجه في تاريخ الخميس (الجزء 1، الصفحة 339) واختصره.

[43] الغدير، مصدر سابق، الجزء 7، الصفحة 367.



المقالات المرتبطة

التفسير الاجتماعي عند آيه الله محمد هادي معرفة | القسم الأول

ويُعدّ آية الله معرفة أحد أبرز الباحثين والمحققين المعاصرين في المجال القرآني، وأهم كتبه في ذلك؛ كتابه: “التمهيد في علوم القرآن” في عشرة مجلدات، ناقش فيه الكثير من الموضوعات والقضايا المتعلقة بالعلوم القرآنية،

الأطر السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في زيارة الأربعينية الحسينية

كلمّا مضى عام وجاءت ذكرى كربلاء وأربعينية الإمام الحسين (ع)..

الحوار السياسي العقلي والدور الرسالي للإمام الرضا(ع)

يتبين بوضوح كافي أن الإمام الرضا (ع) سار على النهج الرسالي المحمدي، رفض الظلم، لأن سياسة العترة الطاهرة هي سياسة بنّاءة تعمل على إيجاد الوسائل السليمة لرقي المجتمع وبلوغ أهدافه في الحياة الحرة الكريمة،

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<