من هي السيدة فاطمة عليها السلام؟
يمكن لنا الإجابة عن هذا السؤال بطريقين:
الطريق الأول: طريق النسب، وهو نوع من المعرفة التي كانت تعني الكثير للمجتمع العربي، بل وعموم المجتمعات التي يعني النسب لها الكثير، وبهذا اللحاظ فهي ابنة الرجل الذي بصدقه وعظمته جمع المجتمع المتفرق الذي خاطب الباري عنه رسوله قائلًا: ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ . إلا أن النبي بإذن الله “الله ألف بينهم”، وهو الرسول الخاتم الذي بشرعته حوّل ذباب الصحراء، كما كان يصطلح عليهم، إلى عظماء الأرض وقادة العالم.
كما وأنها ابنة المرأة التي أثبتت قدرة المرأة على تجاوز كل خصوصيات حب الذات والجمال المال إلى فداء في سبيل القضية والعشق الإلهي والباقيات الصالحات، ابنة خديجة الكبرى (ع).
وهي زوج علي أمير المؤمنين، وأم لأعظم من مثّل جيل الشباب: الحسن والحسين وزينب (ع)..
الطريق الثاني: طريق المعنوية ورفعة الذات، فهي النور الذي أزهر بإرادة الباري فأنار السماوات لأهل السماوات.
وبضعة النبي (ص) الحقيقة الإلهية العظمى التي تجلت على العالم لتكون العلة الغائية للوجود والخلائق.
وهي منبت سر الفداء الحسيني والخلاص المهدوي.
وبلجمع بين الطريقين هي ناظم القيم وشرعة الباري سبحانه وتعالى. إنها سيدة العالمين من الأولين والآخرين.
ومن باب السيدة فاطمة الزهراء (ع) الذي منه الله سبحانه وتعالى يؤتى… نثير سؤالين شغلا فلاسفة الدين:
السؤال الأول: ما هي العلاقة بين منظومة القيم وبين الدين؟
وإذا اعتبرنا الدين حالة فطرية، فهل في نظام القيم ما هو فطري، وإن من حيث الأصول؟ هل الحق والعدل وكل سجية تُستقى من هذين الأصلين يعبِّران عن البعد والمدى الحيوي الإلهي – الإنساني للدين الأحدي – الحق الذي هو الإسلام ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ .
وهذا الجانب هو ما نجد الجواب عنه في تضاعيف النصوص المقدسة؛ كتعبير ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ﴾ ، “وبالعدل قامت السماوات والأرض”، “وأصل الدين الرضا” وإلى ما هنالك.
وعليه سرت كل أنظمة الحقوق والواجبات الدينية التي تمثلها أحاديث الزهراء (ع) كما ورسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع). وهو ما لخصه النبي (ص) “إنما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق”.
السؤال الثاني: ما هي العلاقة بين الدين ونظام القيم من جهة، وبين الشخص من جهة ثانية؟
وحول هذا يحدّثنا القرآن ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾ . ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ . ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ .
فالنظام القيمي – الديني يبقى مجرّدَ أمر مجرّد حتى يتمثّل ببعده الواقعي – الإنساني، وكون الزهراء (ع) هي نفس محمد (ص) فلها ما له من مقام وولاية… وهنا سر واقعية الدين والقيم الإيمانية، وقدرتها على التمثّل العملي والواقعي. والملفت أن كونها امرأة لم يعن أي عائق بالاهتمام بها كمصدر معنوي وشرعي.
الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
تسبيح السيدة الزهراءسيدة نساء العالمينالسيدة فاطمةالليالي الفاطميةالسيدة الزهراءالحوراء الإنسية المقالات المرتبطة
محاورة لقمانية مليكة وليل غزة وسورة الإسراء | الحلقة الأولى
كان القصف عنيفًا على غزة في الليلة السابعة من “سيف القدس”. كان الموت قريبًا منا البارحة، إذ دمر الوحش الصهيوني بسلاحه الأمريكي العمارة ذات الطوابق السبعة في بضعة دقائق.
اْلعَاْلِمُ الْعَاْمِلُ مُسْلِمُ بْنُ عَقِيْلْ (ع)
هو الذي قابل جموع أهل الكوفة وحده من دون أن يعينه أو يقف إلى جنبه أي أحد، فأشاع فيهم القتل مما ملأ قلوبهم ذعرًا وخوفًا، ولمّا جيء به أسيرًا على ابن زياد لم يظهر عليه أي ذل أو انكسار.
حتمية الوعد الإلهي بالموعود
الأديان والمذاهب اتفقت على أن المخلّص يكون في آخر الزمان يبسط العدل والرخاء، ويمنع الظلم بين البشر وينشر الأمان الاجتماعي والاقتصادي والأمني، وينشر العلم بكافة جوانبه،