مقامات الأولياء بين التحليل الديني والتأويل السياسي
تقديم
مقامات الأولياء الحقيقة والرمز
عاش المسلمون طوال تاريخهم يتقرّبون إلى الله تعالى بوسائل متعدّدة وطرق مختلفة، يتقرّبون بالصلاة والصيام والحج والعمرة وباقي النوافل، كما ظلّوا يقدّسون مقام الرسول الأعظم (ص)، مقامه المعنوي الروحي في حياته وبعد وفاته، وعندما يأتي المسلم من أقصى بلاد الدنيا للحج، يذهب للمدينة المنورة، للتبرّك والتقرّب بمرقد النبي (ص)، لم يشك أحد في أن قبره الشريف من ضمن وسائل التقرب إلى الله الواحد الأحد، وعندما انتشرت الذرية الطاهرة في مختلف البلاد، هرع المسلمون إليهم للأخذ منهم والتبرّك بهم، خاصة الأئمة من أهل البيت (ع)، ولعل الله تعالى أراد أن ينتشر الأئمة وأصحابهم وذريتهم في شتى البلاد، فلا يُحرم أحد من تلك الذرية الطاهرة المطهرة، ففي كل بلد أكثر من مرقد ينتمي للدوحة النبوية المطهرة، ففي المدينة الشريفة يرقد جثمان النبي ومعه كوكبة من ذريته منهم الزهراء البتول (ع)، والأئمة السجاد والباقر والصادق (ع)، وفي العراق الأئمة علي والكاظم والجواد والعسكريين في سامراء (ع)، وعلى بعد آلاف من الأميال يرقد الإمام الرضا (ع) في مدينة مشهد، وأخته المعصومة في قم، وفي مصر رأس الإمام الحسين والسيدة زينب[1]، والسيدة نفيسة والسيد أحمد البدوي، وكلّهم من النسل الشريف، وكذلك يرقد من التابعين بإحسان مالك الأشتر، ومحمد بن أبي بكر، وأمثالهما كثيرون في أرض المحروسة، وآلاف أمثالهم في المغرب والغرب الأفريقي، وفي ليبيا والأردن والجزيرة العربية، وفي بلاد ما وراء النهر، في كل مكان مقام طاهر مبارك، فكان معظم شيوخ الطرق الصوفية من أهل البيت، من الذرية الصالحة، فصارت تلك المراقد رموزًا للصلاح والثورة، للتقوى والعدل المنشود، فإذا علمنا أن كل الثورات ضد الطغيان الاستبدادي الأموي والعباسي من الأئمة من أول الإمام الحسين، وإذا علمنا أن أكثر حركات التحرّر من الاستعمار الأجنبي كانوا من أهل البيت مثل السنوسي الكبير، وأحمد عرابي، ومحمد كريم، وعبد الكريم الخطابي، وعبد القادر الحسيني وغيرهم كثيرون، لأدركنا أن أصحاب تلك المقامات صارت رموزًا للثورة والأمل، ولكنهم في نفس الوقت صارت سيرتهم العطرة ترهب المستبدين من حكام المسلمين، فحاربوهم وقتلوهم وضيّقوا عليهم، فكانت ثورة الإمام الحسين مقدّمة للثورات التي جاءت من بعده، فما كان من الحكّام إلّا أن هدموا ضريح الإمام الحسين كثيرًا، وكذلك ضريح زيد بن علي وغيرهما من المقامات المقدّسة، ثم أدركوا أنه من المحال صرف المسلمين عن تلك الرموز، فوضعوا الأحاديث التي تقول: إن زيارة تلك المقامات نوع من الشرك، وراجت هذه الأحاديث السياسية التي اتخذت من الدين غطاء لها، ولكن المسلمين على مرّ العصور لم ينصتوا إلى تلك المزاعم، وظلّوا يذهبون للتبرّك والدعاء بجوارهم، فلجأ المستبدّون من الحكام يحتمون بتلك الأحاديث الناهية عن الزيارة من أجل الوصول إلى أغراضهم، فلا يتخذ المسلمون أصحاب المقامات رموزًا للنضال والثورة من أجل العدل. وكما نرى، فإن ظاهرة زيارة مقامات وأضرحة الأئمة والأولياء والصالحين في العالم الإسلامي، ظاهرة تراثية تاريخية قديمة ومعروفة، وترتبط ارتباطًا جذريًّا وثيقًا بالعقيدة وبالتراث الإسلامي، وقد عرفها المسلمون منذ فجر الإسلام، حيث مارسها المسلمون في حياة الرسول الأكرم، وهو تتابع طبيعي مستمر لمظاهر هذه الممارسات كما هو ملحوظ على مر الأجيال، حيث أصبحت هذه الظاهرة تمثل امتدادًا تاريخيًّا وتراثيًّا لقيم ومؤثرات وموروثات التراث والثقافة الإسلامية، التي أصبح يتوارثها الآباء عن الأجداد مع مختلف العصور والعهود والأزمان، وحتى وصلتنا في عصرنا الحديث.
وفي العصر الراهن بدأت السلفية المعاصرة، ونسميها وهابية، وكلمة وهابية ليست طعنًا ولا سبًّا ولا ذمًّا، فهي كلمة تحدّد الاتجاه المذهبي للسلفية المعاصرة؛ لأن كلمة السلفية ليست مانعة فكل البشر لهم أسلاف، وأصحاب المذاهب يُسمّون بأسماء أصحابها مثل الحنابلة والشوافع والإباضية والمسيحية نسبة للمسيح والبوذية نسبة إلى بوذا … إلخ، الوهابية المعاصرة امتداد للاستبداد السياسي الذي حرّم زيارة الأضرحة والمقامات، وقام بهدمها بتأويلات دينية/ سياسية تخدم أهدافهم، وأهمها عدم اتخاذ سيرة الثوّار من أصحاب الأضرحة دافعًا للثورات.
في هذه الدراسة نكتب عن التحليل الديني لزيارة المقامات والأضرحة، وكذلك عن التأويل الذي جاء دينيًّا، ولكنه في الحقيقة سياسي بدرجة كبيرة…
أولًا: التحليل الديني للمقامات وزيارتها.
منذ بداية الدعوة الإسلامية تقرّب المسلمون بمقام سيد الأنبياء والمرسلين، وبمقامات ذريته الطاهرة، خاصة وأنه وردت أحاديث تؤكّد فوائد تلك الزيارات، ففي فتوى صادرة من دار الإفتاء بمصر مقيّدة برقم 184 لسنة 2007م وجاءت جوابًا على سؤال حول ذات الموضوع، قالت الفتوى: (إن زيارة مقامات آل بيت النبوة من أقرب القربات؛ وأَولى القبور بالزيارة بعد رسول الله (ص) قبور آل البيت النبوي الكريم، لأن في زيارتهم ومودتهم برًّا وصلة لرسول الله (ص)، بل إن زيارة الإنسان لقبورهم آكد استحبابًا وأكثر ثوابًا من زيارته لقبور أقربائه)، وفي حديث للدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، قال فيه: (إن زيارة الأضرحة ومقامات آل البيت والأولياء- نداء قرآني واستجابة لأوامر نبوية- …. وإن قومًا يذكرون الله في مساجدهم ويقتدون بالرسول ويحبونه، ويحبون آل بيته، والرسول وصّانا بذلك، أحبوا الله لما يغذوكم به من نعم، وأحبوني لحب الله، وأحبوا آل بيتي لحبي، شرع الله لنا في كل صلاة نقول اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، فلماذا تعادون أولياء الله وآل بيت رسول الله وبعض الذين يحبونهم ويجلونهم؟). وهذه الفتاوى من داخل الأزهر الشريف أكبر مؤسّسة سنية في العالم تثبت أن زيارة تلك المراقد من أكبر القربات والوسائل في القرب من الرسول والإسلام، والتقرب إلى الله تعالى.
وتلك الفتاوى لها أصول إسلامية قديمة منذ البعثة النبوية، حيث وردت أحاديث تحض على زيارة القبور، ففي الحديث المروي عنه (ص) زوروا القبور فإنّها تُذكّركم الآخرة[2].
وفي حديث آخر قال: “نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّ لكم فيها عبرة”[3].
وقد استفاد أهل البيت عليهم السلام من التذكير بالقبور وما يؤول إليه أصحابها، في الوعظ والتربية حتى مع طواغيت عصرهم وهم في قمة حالات الزهو والبطر والتمادي.
ولإيضاح الحال نأتي بمثال: أنّ الفقهاء أفتوا باستحباب استلام الحجر الأسود عند الطواف، وعندئذ يسأل الحاج عن سرّ هذا العمل، وما هي الفائدة من وضع اليد على الحجر واستلامه؟ إلّا أنّه لو تأمّل في تاريخ بناء البيت الحرام يجد أنّ إبراهيم الخليل (ع)) قد تولى إعادة بناء بيت الله الحرام بعد طوفان نوح (ع)، وبأمر من الله عز وجل وضع الحجر الأسود ـ الذي كان جزءًا من جبل أبي قبيس ـ داخل حائطه).
ثمّ إنّ وضع اليد على الحجر هو نوع من أنواع التعاهد مع نبي الإسلام (ص) في أن يحارب كل نوع من أنواع الشرك والوثنية، وأن لا ينحرف عن التوحيد في جميع مراحل حياته.
لذا، فإنّ الهدف من استلامنا الحجر الأسود هو أن نبايع الله والأنبياء على الثبات على التوحيد، وقد ورد أنّ ذلك من مستحبات الطواف، كما روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: ضع يدك على الحجر وقل: أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة[4].
وينقل الشيخ الصدوق عن ابن عباس أنّه قال: واستلامه اليوم بيعة لمن لم يدرك بيعة رسول الله (ص)[5].
ومن ذلك نستنتج أنّ استلام الحجر تجسيد عملي لمعاهدة قلبية مركزها روح الإنسان وداخله، وفي الحقيقة أنّ زائر بيت الله الحرام بهذا العمل يعكس عمليًّا تلك المعاهدة القلبية بشكل ملموس محسوس.
وفي فضل زيارة قبر النبي الأكرم (ص) روايات متعدّدة نذكر بعضها:
– عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (ص): من زار قبري وجبت له شفاعتي[6].
– وقال (ص): من جاءني زائرًا لا تحمله حاجة إلاّ زيارتي كان حقًّا عليّ أن أكون له شفيعًا يوم القيامة[7].
– قال( ص): من حجّ فزار قبري بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي[8].
ولقد اهتم العلماء بتلك الزيارة، واتّفق فقهاء الفريقين الشيعة والسنة على استحباب زيارة قبر النبي الأكرم (ص)، فقد جاء في كتاب الفقه على المذاهب الأربعة: زيارة قبر النبي (ص) أفضل المندوبات، وردت فيها أحاديث[9].
وقد اعتنى العلماء ـ قديمهم ومتأخّرهم ـ عناية عظيمة بزيارة قبر النبي الأكرم (ص)، فألّفوا في ذلك كتبًا كثيرة في بيان فضل الزيارة وآدابها ومناسكها، وثواب شد الرحال إلى زيارة قبره الشريف وبيان الآثار الاجتماعية لهذه العبادة الشريفة.
واتّفق أهل السيرة على أنّ النبي الأكرم كان يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدًا مؤجّلون، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهمّ اغفر لأهل بقيع الغرقد[10].
وروى مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة في حديث طويل قالت: قلت كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال (ص): قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ورحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون[11].
تلك بعض الأحاديث من آلاف تشهد بأن الأصل في زيارة المقامات والمراقد والمشاهد الإسلامية من ضمن شعائر الله التي طلب من المسلم زيارتها للتدبر والتفكر والاقتداء بأصحاب المقامات المقدسة، وهي الأمر الذي سار عليه المسلمون طوال تاريخهم، لم يشذ إلا الشذّاذ، لم ينفرد سوى قلة قليلة ادعت زورًا أن زيارة المقامات من الشر: وبالغ البعض منهم فجاوز أدب الإسلام والذوق والضمير عندما زعم باطلًا أن شدّ الرحال لمقام النبي في المدينة المنورة نوع من أنواع الشرك[12].
ولو حاولنا كيف صار فريق ضئيل من المسلمين يعتقدون بحرمة زيارة القبور والمقامات المنتسبة للأولياء والأوصياء، لوجدنا أنهم جاؤوا بتأويلات فاسدة، تخالف النص القرآني، وتخالف ما سار عليه كل المسلمين سواهم[13]، وتلك التأويلات جاءت في الأصل من أجل السياسة لا من أجل الدين، وإن اتخذ السياسيون تأويلات قلة من رجال الأهواء الدينية مطية لهم، كما سنرى.
ثانيًا: التأويل السياسي لتحريم زيارة المقامات.
رأينا أن الأصل في زيارة المقامات والأضرحة هو التحليل عند علماء أهل السنة قبل الشيعة، ويستحب المسلمون تلك الزيارات، ولكن وبعد ثورة الإمام الحسين(ع) وظهور حركة التوّابين، ثم ثأر المختار الثقفي من القتلة، وقد رأى خلفاء الأمويين أن قبر الحسين صار رمزًا للثورة دائمًا فقد عمدوا إلى نبشه باستمرار، ومنع الناس من الاقتراب منه، ولكن ذلك لم يفت في عضد المسلمين، فجاءت الثورات تباعًا، فلم يكفوا بمنع زيارة ضريح الحسين في كربلاء، فقد هدموا الكعبة المشرّفة، ففي عام 73هـ توجّه الحجّاج بن يوسف الثقفي إلى الحجاز في زمن عبد الملك بن مروان، ونزل الطائف، وأخذ يرسل بعض جنوده لقتال عبد الله بن الزبير، فدارت بينهما عدّة اشتباكات كانت نتيجتها في صالح الحجّاج، ثمّ تقدّم وضرب حصارًا على مكّة، فأصاب أهل مكّة مجاعة كبيرة، ونصب المنجنيق على جبل أبي قيس، وبدأ بضرب الكعبة، حتى قتل ابن الزبير.
لما رأى المسلمون فظاعة تلك الأعمال، رأى الأمويون أن عليهم جلب أحاديث تحرّم زيارة المقامات المقدّسة، وكان أول تلك المقامات ضريح النبي (ص)، فكتب الحجاج إلى عبد الملك: إن خليفة الرجل في أهله أكرم عليه من رسوله إليهم، وكذلك الخلفاء يا أمير المؤمنين أعلى منزلة من المرسلين[14].
وروى أبو داوود في سننه، والمسعودي في مروجه، ذكر طرف من أخبار الحجاج، وابن عبد ربه في العقد الفريد: عن الربيع بن خالد أنه قال: سمعت الحجاج يخطب فقال في خطبته: رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله؟ وخطب الحجاج يومًا على منبر الكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله، فقال: تبًّا لهم يطوفون بأعواد ورمَّة بالية، هلّا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله[15].
كانت تلك هي المحاولة الأولى في صرف الناس بالأحاديث الموضوعة لخدمة سياسة عدم الاقتراب من المقامات التي صارت رموزًا، وجاءت من بعدها حركة تدمير مقام الإمام الحسين على وجه الخصوص في عملية ممنهجه امتدت منذ ذاك التاريخ وحتى اليوم، نذكر بعض عمليات الهدم في عجالة تاريخية:
– بعد استشهاد الإمام الحسين في عهد الأمويين كانت مسالحهم[16] تحيط حول كربلاء، والهدف من هذه المسالح منع الزوار من زيارة قبر الإمام الحسين.
– في العهد الأموي أيضًا كان بجانب قبر الإمام الحسين مسجد شيده المختار بن أبي عبيدة الثقفي أيام إمرته على الكوفة سنة 66هـ، وكانت على مقربة منه شجرة السدرة التي كان المسلمون يتظلّلون بها عند زيارتهم القبر الشريف، فقطعوا الشجرة ومنعوا الناس من زيارة المرقد الشريف[17]، واستمر المنع وخضع الرقابة على الزوار إلى عهد هارون الرشيد[18]، وفي حكم المنصور العباسي ما بين 136 – 158 هـ صب إجرامه ضد العلويين وتطاول على القبر الشريف .
– لما كانت سنة 193 هـ قام هارون الرشيد بقطع السدرة وهدم بناء القبّة، فلقد ضيّق هارون الخناق على زائري القبر فقطع شجرة السدرة [19]، وكرب موضع القبر[20]، وأمر هارون والي الكوفة بهدم قبر الحسين بن علي. فشيّدوا في تلك البقعة بعض البنايات وزرعوا سائر الأراضي[21].
– في حكم المتوكل العباسي سنة 232هـ الذي كان شديد البغض لأمير المؤمنين الإمام علي [22] ، فقد جاء في مقاتل الطالبيين أن المتوكّل العباسي كان شديد الوطأة على آل أبي طالب غليظًا على جماعتهم، وشديد الحقد والغيظ عليهم، وكان وزيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان يشاركه في سوء الرأي بهم فحسن له القبيح في معاملتهم، وبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من بني العباس قبله[23].
فعمد إلى هدم قبر الإمام الحسين (ع) أربع مرات:
المرة الأولى: عام 232 ه .
المرّة الثانية: سنة 236. وأوعز مهمّةَ الهدم لرجل يهودّي اسمه إبراهيم الديزج.
المرّة الثالثة: سنة 237 هـ.
المرّة الرابعة: سنة 247 هـ[24].
يقول الطبري أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يُحرث، ويُبذر، ويُسقى موضع قبره، وأن يُمنع الناس من إتيانه، فذكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق [25].
وقال الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام في حوادث سنة 237هـ: وفيها أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهدم ما حوله من الدور، وأن تعمل مزارع، ومنع الناس من زيارته، وحُرث، وبقي صحراء، وكان معروفًا بالنصب[26]، وقطعوا الماء وأرادوا حراثة الأرض لكن الأبقار التي تجر المحراث وقفت عن المسير[27].
– وفي الفترة بين عامي 236 ـ 247 هـ أقام المتوكل في المسالح أناسًا يترصدون لمن يأتي لزيارة قبر الحسين أو يهتدي إلى موضع قبره [28].
لقد أراد المتوكل محو ذكر الإمام الحسين ولكنه قُتِلَ عام 247ه وعلى فراشه، وذلك من قواده الأتراك بإشارة من ابنه المنتصر ولم يتم له ما قدره[29].
– في عام 369 هـ أغار أمير عين التمر ضَبّة بن محمد الأسديّ على مدينة كربلاء، وقتل أهلها، ونهب أموالهم، وسرق ما في خزانة الحرم المطهر من نفائس وذخائر وتحف وهدايا، وهدم ما أمكنه هدمه[30]، وقام علي بن محمد بن فلاح الملقب بـ (المشعشعي) الذي كان حاكمًا على البصرة والأهواز والجزر القريبة منهما، بنهب المشهدين المقدسين في كربلاء والنجف، وقتل بعـض أهلهمـا، وأخذ بعـض الأسـرى إلـى البصرة[31].
– في عام 567 هـ، منعت الخطبة وأغلق الجامع الأزهر في العصر الأيوبي، وذلك من أجل وقف المد الثوري المنتسب لأهل البيت، فلقد سجل الفاطميون تميزًا حضاريًّا على غيرهم من خلال الرعاية الكبيرة بشأن مناهج التعليم والاعتدال والتنوع، وأدخلوا إليها دروس علوم الكلام والفلسفة والاقتصاد والطب، إلى جانب مواد الفقه والأدب والرياضيات، وبعثوا إلى العلماء الكبار والمتخصّصين في المدارس الدينية والمجتهدين من مختلف المذاهب الدينية، يدعونهم للانضمام والتدريس في الأزهر، وأولوهم اهتمامًا كبيرًا، وأغدقوا عليهم العطايا، وأسّسوا لهم كل سبل العيش الرغيد، وبنوا لهم مساكن بالقرب من جامع الأزهر، فزاد بذلك عدد فقهائه إلى أكثر من 37 فقيهًا، الأمر الذي انعكس بدوره على مهمة نشر حلقات الدراسة في أروقة الأزهر ومساكنه المحيطة، وفي ذلك جاءت النتائج مثمرة، وكان الخلفاء يعقدون المناظرات في شتى فروع العلم، كالمنطق والرياضة والفقه والطب، وكان الأساتذة يتشحون بلسان خاص عرف بالخلعة أو العباءة الجامعية، ورصدت للإنفاق على تلك المؤسسات، وعلى أساتذتها، وطلابها وموظفيها أملاك بلغ إيرادها السنوي 43 مليون درهم، ودعي الأساتذة من آسيا والأندلس لإلقاء المحاضرات في دار الحكمة، فازدادت بهم روعة وبهاء.
استمر حال التطور التعليمي المميّز في العهد الفاطمي إلى عام (567هـ)، حيث حمل الأيوبيون على هذه الدولة فدمّروها، وقوّضوا أركانها، وأغلقوا الأزهر لمدة تزيد على 100 عام لأسباب ودواعي طائفية محضة، ثم أسّسوا بعض المدارس الدينية البديلة التي أقامت منهجها السلبي على مناهضة اتجاه التشيع الشائع في الشمال الإفريقي، ووظف صلاح الدين الأيوبي قواه وأدواته العسكرية والأمنية لتغيير هوية مصر الفاطمية، ثم ظلّ الأزهر مغلقًا لمدة مئة عام حتى عصر الظاهر بيبرس[32]، صحيح أن الأيوبيين لم ينشروا الفكر السلفي التكفيري البحت، وآثروا الفكر الأشعري، ولكن غلق الجامع الأزهر لمدة مئة عام كان من أجل نسيان المسلمين للمذهب الثوري فلا يثوروا بعدها، خاصة أن ثورات المصريين ظلت مستمرة طوال ذاك العصر، وظل المصريون على ولائهم الروحي والقلبي لمراقد أهل البيت، خاصة بعد انتشار الطرق الصوفية منذ بداية العصر المملوكي، وحتى اليوم عندما ظهر ما يمكن أن نسميه عصر المتوكل الثاني.
– في سنة 1216هـ في يوم كان يصادف 18 ذي الحجة عيد الغدير الأغر هجم الوهابيون على الزائرين المتجهين صوب زيارة الإمام علي، فتربّص الوهابيين وأرسلوا قواتهم في نفس اليوم وهجموا على مدينة كربلاء شاهرين سيوفهم، ويذبحون كل من يلقونه أمامهم، ولم يستثنوا من ذلك لا طفلًا ولا إمرأه ولا شيخًا، فهدموا المساجد والأسواق، والكثير من البيوت التراثية المحيطة بالمرقدين وعبثوا بالمراقد المقدّسة وهدموا سور المدينة وكان ذلك أيام علي باشا، وكان حاكم كربلاء عمر آغا، حيث قتلوا كل من كان لائذًا بالحرم الشريف ودامت هذه الحملة ست ساعات[33].
يقول أحد الباحثين الروس واصفًا الأحداث الدموية قائلًا: فقد هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين، وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر الانتصارات، تركوا ما تبقى للنار والسيف، ويضيف: هلك العجزة والأطفال والنساء جميعًا بسيوف هؤلاء البرابرة، وكانت قسوتهم لا تشبع ولا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء أنهارًا، وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك أكثر من أربعة آلاف شخص، ونقل الوهابيون ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل. وبعد النهب والقتل دمّروا كذلك ضريح الإمام وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء، وحطّموا خصوصًا المنابر والقباب؛ لأنهم يعتقدون بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من ذهب، فيما يصف محمد حامد الفقي، وهو من الوهابيين المصريين مجزرة كربلاء مشيدًا بدور “جند الإسلام” الوهابي فيقول: توجه سعود في ذي القعدة من سنة 1216ه/ ـ 1801م، بجموع كثيرة وقوة عظيمة إلى العراق، والتقى في كربلاء بجموع كثيفة من الأعاجم ورجال الشيعة (وهم الزوار العزّل طبعًا) الذين استماتوا في الدفاع عن معاقل عزهم ومحط آمالهم، قبة الإمام الشهيد الحسين وغيرها من القباب والمشاهد، ويروي ما حدث فقال: كانت موقعة هائلة وكانت مذبحة عظيمة سالت فيها الدماء أنهارًا، خرج منها سعود وجيشه ظافرين ودخل كربلاء وهدم القبة العظيمة، بل الوثن الأكبر المنصوب على ما يزعمون من قبر الحسين بن علي[34]، فلم يسلم من في المدينة من وحشيتهم، ولقد قدر بعضهم عدد القتلى بألف نسمة وقدرهم الآخرون بخمسة ألاف[35]، وتواصلت غاراتهم لمدّة عشر سنوات، نهبوا خلالها المدينة، وقتلوا الناس، وهدموا القبر. وفي عام 1225 هـ سار الأمير سعود على رأس جيش عداده 20 ألف مقاتل وهابي، وهجم على النجف ومن هناك على كربلاء[36] .
– في سنة 1258هـ يوم عيد الأضحى كانت حملة نجيب باشا: حيث استباح هذا الوالي مدينة كربلاء استباحة كاملة ولمدة ثلاثة أيام قتلًا وسلبًا ونهبًا حتى وصل عدد القتلى أكثر من عشرين ألفًا من رجل وامرأة وصبي وكان يوضع في القبر (وذلك بعد الحادثة) الأربعة والخمسة إلى العشرة، فيهال عليهم التراب بلا غسل ولا كفن، ووجدَ بالسرداب الذي تحت رواق مقام أبي الفضل العباس أكثر من ثلاثمئة من القتلى[37].
– في سنة 1411هـ/ 1991م اندلعت الانتفاضة الشعبانية ضد حكم صدام نتيجة للأوضاع المتردّية، وما تراكم من استياء شعبي لسياسة الحكومة البعثية، فانتفض الشعب العراقي في آذار 1991م في محافظاته الجنوبية والوسطية، ومن هذه المحافظات محافظة كربلاء المقدّسة التي سيطر عليها الثوار، فأمر بتوجيه مدافع الدبابات والقاذفات إلى المرقدين الشريفين، وهدمت المباني الواقعة بينهما وما حولهما على من فيها، وبقيت الجثث أيامًا طويلة تحت الأنقاض.
– في عام 2006 قام متطرفون بهدم ضريح الإمامين العسكريين في سامراء[38]، ولم يكن ذلك العمل إلا من أجل إشعال الفتنة الطائفية في العراق، وهو هدف سياسي تحريضي تكفيري، وهو الهدف الذي سعى إليه الاحتلال الأمريكي للعراق[39].
الرؤية المعاصرة المحرّمة لزيارة المقامات.
الوهابيون المعاصرون هم امتداد لفكر الخوارج القدامى، وإن كان فكر الخوارج السياسي أكثر ثورية من الفكر الوهابي المعاصر، ولقد اشتدّ ساعد الوهابية لأسباب متعددة[40]، وانتشروا في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية بصورة ملفتة للنظر، وهم بصفة عامة يحملون فقه الكراهية للآخر أيًّا كان هذا الآخر، وهم يتقرّبون لله بدماء الآخرين، فمن أين جاء هؤلاء الوهابيون بفقه الكراهية، وكيف مارسوا القتل وهم يزعمون أنهم يدافعون عن نقاء التوحيد، لم يفهم أحد منهم قول الله في كتابه الكريم: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ﴾[41]، وقوله تعالى: ﴿لَوْ شَاء اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾[42]، ولقد حاور الله مخلوقًا ملعونًا هو إبليس، فقال إبليس: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾[43]، ويرد عليه الخالق جلّ شأنه: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾[44]، فالحوار هو الأصل، وأن التمايز بين البشر ضرورة للتعارف بين الثقافات، فالأديان تلتقي على التراحم والمحبة، ولكن الوهابيين يلتقون على الخصومة، والغريب أنهم يقولون خصومة في الله، فظاهرة العنف عند الوهابيين مردّه الفهم القاصر للنصوص الدينية عن الجهاد التي تشرّع للعنف، وترفعه إلى مرتبة الواجب، ويتجاهل هؤلاء كل آيات التسامح، ويختارون من النصوص ما يؤيد فكرة معدة مسبقًا، ولا يذهبون في التأمّل، وعندما تنامت فتنة التكفير التي اجتاحت العالم الإسلامي، حاصدة أرواح آلاف الأبرياء من المسلمين وغيرهم، في تجاوز صريح لكل القيم الإنسانية، وانتهاك فاضح لكل الحرمات، وتشويه غير مسبوق للإسلام، فسيوف الوهابية لم تقتل في تاريخها القديم والحديث إلّا رقاب المسلمين في الحجاز وعمان واليمن والعراق والشام ومصر والجزائر. ولهذا السبب، فالوهابية حركة مريبة في أهدافها ومشاريعها، فكيف بحركة دينية تكفّر عموم المسلمين وغير المسلمين، ولا ترى إلّا نفسها الوحيدة المسلمة، إن الإيمان لدى الوهابيين بأنهم يحوزون الحقيقة المطلقة هو الطاقة الحيوية التي تتزود بها فكرة التكفير، وتستمد منها الشرعية، وبسببها نعيش تدهورًا حادًّا في رؤية الفكر الإسلامي الصحيح، ونشأ جيل إسلامي جديد مقطوع الصلة بالتراث الإسلامي الإصلاحي، وتشكّل لدى الوهابيين جموح متزايد للدفاع عن ممارستين شاذّتين: ممارسة السياسة في الدين بإخضاع الإسلام إلى مطالب السياسة والمصلحة والصراع، وممارسة الدين في السياسة عن طريق بقاء موقع قوي فيها باسم المقدّس، ولا مقام للوهابية بدون تميّز عن الآخر، ولا يوجد تميّز للوهابية إلا تكفير الآخر، فمن هذا التكفير تستمد مشروعيتها، وتميّزها وزخم عدوانها، المهم أن فكر الحركة الوهابية اعتمد على أرضية التكفير والقتل التي مهدت السبيل إلى توسيع فقه إدانة المخالف وتحقيره وتهميشه وتكفيره وقتله، مما جرّ على الأمة ويلات من التمزق والتناحر والاختلاف، وطيلة ثمانين عامًا تقريبًا، والوهابية تحاول أن تكيّف نفسها مع محيطها الإسلامي السني الذي لم تعترف بإسلامه، وهو أيضًا، أي المحيط المسلم، وكرد فعل، شكك في أبعادها الإسلامية، يقول الوهابيون مثلًا: من قال: لا إله إلا الله لا يخلو أن يكون واحدًا من اثنين، إما أن يقولها دون أن يشرك بالله شيئًا، أي لا يزور قبرًا ولا يبنيه، ولا يصلّي عنده، ولا يطوف حوله، وإما أن يقولها ويفعل شيئًا من ذلك، والأول لا يسأل عن شيء ولا يحاسب على شيء وإن أتى بملي الأرض ذنوبًا، وجاء في فتح المجيد “إن التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب، لأنه يتضمن محبة الله، ورجاءه وحده ما يوجب غسل الذنوب ولو كانت قراب الأرض، والثاني هو الذي يزور القبور فهو مشرك كافر، لا يقبل منه عمل ولا صلاة ولا صوم”[45]، وليس من شك أنهم يريدون بالموحّد الأول أنفسهم، وبالثاني المسلمين بدون استثناء.
ومن أجل التوحيد الخالص في زعمهم قاموا بهدم الآثار في مكة المكرّمة والمدينة المنورة، لم يتركوا أي أثر يدل على الوجود التاريخي للنبي أو لأهل بيته، أو صحابته دون أن يردعهم دين أو ضمير أو ثقافة، فقد هدموا في مكة البيت الذي وُلد فيه النبي، وهدموا مهبط الوحي وهو بيت السيدة خديجة، والذي كان يسكنه معها، كما ودمّروا دار الأرقم بن أبي الأرقم، وطمسوا شعب أبي طالب الذي يثبت قصة الحصار الذي أقامته قريش للنبي، كما هدموا أضرحة السيدة عائشة وقبر عبد الله والد النبي، ومسجد شق الصدر في بادية بني سعد، وقبر أم النبي آمنة بنت وهب في الأبواء، وهو القبر الذي زاره النبي بعد الهجرة وبكى عنده وأبكى صحابته، وهدموا البقيع وقطعوا النخل الذي ظل مثمرًا والذي غرسه النبي بيده الشريفة لسلمان الفارسي ليفدي نفسه به، ظل مثمرًا حتى طالته يد القطع عام 1926، وردموا الخندق الذي حُفر في حرب الأحزاب، وأزالوا معظم جبل الرماة الذي شهد موقعة أحد، وأزالوا أضرحة حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير وباقي شهداء أحد، وهدموا العريش الذي ظل مقامًا في مكانه قرب آبار بدر، وأزالوا سقيفة بني ساعدة التي شهدت خلافة أبي بكر، أما الحجرة النبوية فقد كانت تحوي على أسياف النبي ودروعه وحرابه وأسرّته، كلها أخذت ودمرت في سابقة إنسانية فريدة في فداحة جريمتها، وتلك الآثار ظلّت باقية حتى عام 1926 والتي كانت شاهد عيان حي على الوجود التاريخي للإسلام، وقد ظلّت تلك الآثار لم يفكر أحد من المسلمين في إزالتها حتى جاء الغزو الوهابي ليدمّر الآثار ويطمس الهوية، والغريب أن الوهابية تركت الآثار اليهودية باقية على حالها، فما زالت حصون خيبر اليهودية وحصون بني قريظة في المدينة المنورة على حالها تثبت الوجود اليهودي[46].
وفي النهاية، يتبين أن المسلمين طوال تاريخهم بفطرتهم يحترمون ويقدّسون مراقد أهل البيت ومقامات الأولياء الصالحين، فهو حب ديني روحي وعقلي، وجداني وعرفاني، وفي الجانب السياسي نجد أن حكّام المسلمين رأوا في تلك المقامات رموزًا للثورة فحاولوا قمعها بالهدم والقتل، ولكن ذلك لم يفيد، فرأوا تحريم زيارتها على أسس دينية بتفسيرات وتأويلات خاطئة، وأحاديث موضوعة، وراج هذا الأمر في الزمن المعاصر، كما رأينا في هذه الدراسة القصيرة.
[1] يرى أكثر المؤرخين أن رأس الإمام الحسين في مشهده الشهير بالقاهرة، رغم وجود آراء أخرى حول مكان الرأس الشريف، ولكن المصريين يصرون بالمحبة والشوق أن الرأس في بقعته الطاهرة بالقاهرة، وكذلك السيدة زينب بنت الزهراء وعلي (ع) المشهورة بالطاهرة وأم المساكين، ويحتفل المصريون بمواليدهم الشريفة كل عام، وليس بتاريخ وفاتهم حبًّا وكرامة.
[2] سنن ابن ماجة، نسخة إلكترونية 1 / 500، الحديث 1569 .
[3] المتقي الهندي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، (القاهرة: دار الحديث، 1986)، 15/647، الحديث 42558.
[4] الحر العاملي، وسائل الشيعة، (مكتبة شيعة الإمام علي الإلكترونية)، الجزء 10، الباب13 من أبواب الطواف، الحديث 17.
[5] الشيخ الصدوق، علل الشرائع: 427، (طهران: مكتبة المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، 1415 هـ)، الحديث 1.
[6] علل الشرائع، مصدر سابق، 426، الحديث 8، وسائل الشيعة، مصدر سابق، الجزء 10، الباب 12 من أبواب الطواف، الحديث 13 .
[7] تقي الدين السبكي، شفاء السقام في زيارة خير الأنام، (القاهرة: المطبعة المصرية، 1935)، الصفحة 83.
[8] المصدر السابق، الصفحة 89.
[9] الفقه على المذاهب الأربعة:1/ 590.
[10] صحيح مسلم، نسخة إلكترونية، 3 / 63 . سنن النسائي: 4 / 94 .
[11] صحيح مسلم، المصدر السابق، 3 / 64، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها .
[12] هو تقي الدين أحمد بن تيميه الحرّاني الذي أفتى بشرك من يشد الرحال إلى المرقد النبوي الشريف، وقد حوكم في مصر وسجن بدمشق فمات بها، وكان أول من قال بشرك زوّار القبور، وأخذ عنه وشيق ابن عبد الوهاب، وشاع فكره وانتشر.
[13] نلاحظ هنا أن الأحاديث التي تحرّم زيارة القبور جاءت في العصر الأموي، مثل حديث لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد، وقد فسرها علماء الأزهر بالصلاة على القبر نفسه، وهو ما لا يفعله أحد من المسلمين، ونرى أن الحديث لا يرتقي للصحة نظرًا لأن النصارى ليس لهم نبي إلا عيسى عليه السلام وهو ليس له قبر في الأرض، بالإضافة إلى أن صلاة اليهود والمسيحيين ليس فيها سجود، وكذلك حديث لا تشد الرحال، نرى أن مسجد قباء لا بد من شد الرحال إليه بالنص القرآني، وهو ليس مذكورًا في الحديث، وغيرها من الأحاديث التي جاءت بتحريم زيارة القبور على إطلاقها … يلاحظ كل هذا جيدًا.
[14] ابن عبد ربه، العقد الفريد، (بيروت: دار العلم للملايين، 1991)، 2/354 و5/51 ، الصفحة 52. ابن كثير، البداية والنهاية، (القاهرة: دار الريان، 1987)، 19/131.
[15] السنن، أبو داود، (القاهرة: مكتبة البابي الحلبي، 1965)، 4/209، والمسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، (القاهرة: طبعة مصرية قديمة، بدون تاريخ)، 3/147.
[16] بمثابة مخافر الشرطة.
[17] السيد حسن الصدر، نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين، شبكة كربلاء المقدسة على شبكة المعلومات الدولية، 21 .
[18] تاريخ الشيعة للمظفري: 89. المجلسي، بحار الأنوار 398:45، من مكتبة المصطفى الإلكترونية.
[19] صحيفة البديل الإسلامي، العدد 62 نقلًا عن يعقوب سركيس أنّ الرشيد هدم السقيفة عام 171 هـ. ومضات من تاريخ كربلاء سلمان بن هادي آل طعمة.
www.14-masom.com/14masom/05/mktba5/book15/02.htm
18 إنّ القطع كان سنة 171 هـ.
[20] تراث كربلاء 34، نزهة أهل الحرمين 61 .
[21] بحار الأنوار، 404:45 و394 .
[22] السيّد عبدالرزّاق الحسني، العراق قديمًا وحديثًا، (بيروت: المكتبة العلمية، 1974)، الصفحة 129.
[23] أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، (القاهرة: مكتبة التراث، 1964)، الصفحتان 395 و396.
[24] الدكتور عبد الجواد الكليدار، تاريخ كربلاء وحائر الحسين، (النجف الأشرف: المكتبة الحيدرية، 1970)، الصفحة 209و 191و205، والمسعودي، مروج الذهب 4: 51. وبحار الأنوار: 45/397، ح5، 45/395/ح3.
[25] تاريخ الطبري، نسخة إلكترونية، 7/365 .
[26] البداية والنهاية، 10/328.
[27] المصدر السابق، 241و240.
[28] السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمه، تاريخ كربلاء، مصدر سابق، الصفحة 13 .
[29] تراث كربلاء 35.
[30] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، (القاهرة: دار الريان، 1987)، 4/345.
[31] عباس الغزاوي، تاريخ العراق بين احتلالين، نسخة من على النت، 3: 14.
[32] خطط المقريزي، نسخة إلكترونية، الجزء 2، الصفحة 39. وانظر النجوم الزاهرة، نسخة إلكترونية، الجزء 5، الكامل في التاريخ، الجزء 9، الصفحتان 111 و 112.
[33] قيس الغزاوي ونصيف الجبوري، دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري، (لندن: مركز كربلاء للبحوث والدراسات، 2000)، الصفحات 607 – 629.
[34] تاريخ العربية السعودية، أليكسي فاسيلييف، أرشيف السياسة الخارجية لروسيا (1803، الإضبارة 2235، الصفحات 38 – 40)، نقلًا عن تاريخ العربية السعودية، لفاسيليف، الصفحتان 116 – 117.
[35] دائرة المعارف الإسلامية 4: 638. أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، 217. گيفن يونك: العراق بلاد ما بين النهرين، الصفحة 123 ، كولينز لندن، 1980م .
[36] السيّد محسن الأمين، أعيان الشيعة 628:1، تراث كربلاء 262، وموسوعة العتبات المقدسة 201:1.
[37] دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري: 182 – 607- 629.
[38] حميد الشاكر، ماذا يعني استهداف مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء دراسة بموقع ttp://www.montadaalquran.com
[39] يمكن ربط ما يحدث في البلاد التي تتخذ الوهابية مذهبًا رسميًّا لها، وفتاواها التكفيرية، وما يقوم به الاحتلال الأمريكي في العراق وغير العراق، فكلاهما يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وكلاهما يتخذ من تدمير المقامات وسيلة لتدمير المجتمعات، وهي في كل الأحوال سياسة تخفّت في الثوب الديني الوهابي، والحكمة الصهيونية الماكرة، فلنلاحظ.
[40] أسباب متعدّدة ساهمت في الترويج للوهابية منها المال والإعلام، ومنه استغلال وجود الحرمين الشريفين.
[41] سورة سبأ، الآية 24.
[42] سورة النحل، الآية 93.
[43] سورة ص، الآية 82.
[44] سورة الحجر، الآية 42.
[45] ابن عبد الوهاب، التوحيد وشروحه المتعددة، شبكة النت.
[46] د. علي أبو الخير، غزوة الصناديق وفقه الكراهية، مقال منشور في جريدة الدستور المصرية، 2/4/2011.
المقالات المرتبطة
كيف انحرفت الحداثة عن مسارها الحقيقي وتحولت إلى عكسها؟
بعد أن أصبحت “الحداثة” مسلمةً ومعيارًا تقاس على قواعدها الأمم بتطورها وتخلفها،
الهوى الأخلاقي في ارتباط المصريين بأهل البيت (ع) في التاريخ والواقع
إن حب المصريين لأهل البيت (ع) هو حب مقدّس، مرتبط بالوجدان والعقل والنقل والضمير، لا يقل حبهم عن أي منتمي
الحج وروح مكة
لطالما تعامل الناس في عالمنا الإسلاميّ مع موضوع الحج باعتباره شعيرة استثنائية يقصدها المرء في الأيام الأخيرة من عمره. إلى الحدّ الذي كان فيه كثيرون يستغربون أن يقصد الحج شابًا في مقتبل العمر.