قد ينتج النسيان بفعل بيولوجي تسببه أمراض أو اضطرابات أو الشيخوخة؟
وقد يكون أحيانًا سببًا لمعالجة الصدمات والأحداث الاجتماعية، بحيث إن نسيانها الوقتي أو الظرفي يخفف عن كاهل الضغط الذهني كثيرًا مما يعانيه عاطفيًّا أو بإرباكات تطرأ على المرء.
إلا أن بعض الناس قد يرى فيه خيرًا معرفيًّا لأنه ينسيه ما كان يعلمه، أو بدقة أكثر ما تعلمه مما هو سائد، ومنقول وقديم ويفتح أمام الذهن والعقل خيارات معرفية جديدة. لا يقيّدها السائد والمعروف، وبدقة أكثر مرجعيات التفكير التي كان يستند عليها، حتى تحول الأمر عند بعضهم أن شرط التجدد والإبداع هو قطع الصلة بالقديم والمرجعيات، وأن الولادات الجديدة للعقل والحياة رهن ذلك، كما هو المعروف مثلًا عند نيتشه.
لن أرهق نفسي والقارئ بأسماء وشخصيات، بل ومدارس بعضها فلسفي رأت في النسيان قطيعة خير بين الماضي والحاضر. لكنني أريد استثارة الذهن ببعض الأسئلة:
إذ كيف يمكن لعلم من العلوم أو لأي معرفة وخبرة أن ينمو من دون تراكم؟
وهل التراكم إلا البناء على المستفاد من الماضي الخاص بركن من المعرفة، أو حصن من الخبرة، أو تطور متسق لعلم من العلوم؟
ثم أليست المعارف والعلوم على صنفين؟
صنف يشيخ ولا يعود صالحًا لأي استخدام بفعل الاختبار والحكم عليه بشكل مبرهن، وهذا يكون النأي عنه بفعل وعي فيه وإرادة تجاوز منفتحة على التطور كما الحاصل مع كثير من العلوم. وهناك صنف آخر يبقى يشكل مرجعية للتدبر والتأمّل والبناء عليه في أي تطور يعيد قراءته كالفلسفة والشعر والفن وبقية الأمور الإبداعية.
لماذا ما زالت مثلًا ملاحم الأساطير حيّة في أعمال المُحدثين، وأشعار الجاهلية تمثل نموذج الإبداع، وكتب الحكماء والأدباء محل نظر واستخراج لكنوز المعاني؟
لماذا ما زالت أسماء فلاسفة قدماء حيّة في ضمير كل فلسفة معاصرة تسعى للانطلاق من مقولاتهم وتبرز التجدد على وِفق المغاير أو المؤالف لهم؟
لماذا ما زالت مدارس الرواقية والأبيقورية، ومدارس الحكمة الهندية القديمة تلمع من حين لآخر في تجارب كتابات ومدارس فلسفية، إن كانت القطيعة أصل للتجدد والإبداع؟
إنها قضية الذاكرة بما تحمل من معنى التراث والنسيان، وبما يعني من حداثوية وقطيعة. وهذا أحد تجليات معنى النسيان وإشكالياته التي يمكن الإشارة إليها.
لكن النسيان قد يتحول ليكون إشكالية أخلاقية، فمثلًا هل يمكن التغاضي عن جريمة بشعة بسبب التقادم وطيها بالنسيان؟ وهل هذا يبرئ المجرم من ارتكاب فعلته؟ هل يبرّر النسيان شكر إنسان أخرجك من الدَيْن والفقر المدقع، وناصر قضيتك بكل ما يمكن من إمكانات ورهن جهده ووقته، بل ومستقبله وحياة عائلته من أجلك ومن أجل قضيتك، أن لا تلتفت إليه بكل صنوف المنّة والشكر حتى في اللحظة التي لاقيته فيها بعد إنقاذك، وأن تمر عليه كأي عابر سبيل، وعذرك في ذلك “نسيت”، دون أن تسمّى جاحدًا؟
هل يمكن لإنسان صالح أن ينسى إحسان والدين صالحين عليه في تنشئته وتربيته، فلا يبرّهما في حياتهما دون أن يسمّى عقوقًا؟
حتى الوطن الذي ينسى شهداءه وباذلي الأنفس من أجل حفظه وديمومة استمراره هو وطن بلا كرامة وعزة، بل وبلا تاريخ. ومن لا تاريخ له لا مستقبل له، ومن لا ذاكرة برّ عنده ووفاء تقضيان الشكر فإنه يخرج من حد الإنسانية إلى حد الضياع؛ إذ بعض هذا النسيان هو في حقيقته تنكّر أخلاقي وثقافي وسياسي، يلامس في أثره ولوازمه حدود النسيان الوجودي الآثم الذي قد يصنَّف شرًّا، لا خير فيه.
ومن أخطر النسيان وأكثره تغولًا واستغرابًا نسيان الذات؛ وهو معنى يختلف عن شجاعة بذل الذات من أجل بنائها، أو نصرة قضية عزيزة أو هيمانًا بالحق وفداءً من أجل رسالة أو وطن. فالنسيان هنا ليس نسيانًا، بل هو صبر في تحمّل الهم حد الشهادة التي تهب الحياة لكل شيء بإحياء النفس والذات على وفق المعنى وإقامة أركان كل ما هو طيب من الحياة وحقٌ في الوجود. أما النسيان بمعناه الوجودي الخطير فهو نسيان ما تقوم عليه النفس في وجوده، أو ترك جذورها والوفاء لها مما يشكل حقيقة هويتها، أو غفلتها عن مصيرها ومآلاتها الأخيرة.
فإن هذا النسيان والغفلة والترك أثره الوجودي هو نسيان النفس نفسها.
ولقد وضعت الفلسفة الدينية موضوع النسيان والغفلة في مقابل الذكر والتنبه، بحيث إن بعض الفلاسفة الدينيين ذهب للقول: إن هذا النسيان هو منشأ الخطيئة الأصلية الذي سبب الاغتراب عن الوطن والنزول إلى الدنيا وولّد القطيعة مع الحياة، إذ كان هو سبب الموت.
كما واعتبرت الفلسفات الهندية الصوفية منها أن النسيان هو غلاف الحقيقة وخفائها، كما اعتبر بعض مؤولي فلسفة أفلاطون أن تجاوز النسيان إنما يكون بالعودة الكاملة للنفس نحو عالم المثل، وأن التذكر؛ لا الذكر؛ هو مفتاح كل معرفة حقيقية.
ما سأسعى لطرحه هنا يرتبط بمرجعية الفلسفة الدينية- الإسلامية. لأشدّد أن هذه المرجعية وإن انطلقت من زاوية القراءة أو الأسس الفلسفية إلا أنها عالجت أمور الوجود والحياة بتركيز كبير على النص الديني الذي يتمثل بالقرآن الكريم أساسًا. من هنا فهي تعاملت مع النسيان والغفلة في قبال الإشراق والذكر الذي أول ما يتجلّى عند النفس باليقظة، ولم تعتبر هذه الفلسفة أن الدنيا هي النسيان، أو أنها نشأت عن النسيان، بل ذهبت لاعتبارها دار بلاء، ومن هذا البلاء الغفلة والنسيان. الناتج عن كون الفطرة الإنسانية كما فيها قابلية الانفتاح الكمالي على عالم الوجود والحياة، فيها قابلية الانغلاق على المألوف حولها من مزاحمات الدنيا وبهارجها الذي يسبب نسيان نور الحقائق والحق الأول؛ أو تذكر الواجبات وإيلاء النفس حقها من إدراكها والتزامها بها إما بفعل تركها عن عمد، أو الغفلة والنسيان القهري أو الإرادي لتلك الالتزامات. مما يعبّر عن تراخ وانغماس في هوس الدنيا وتفاصيل متاعها، مما أطلق عليه القرآن الكريم اسم اللهو واللعب. إن طبيعة النفس أن تتآلف وتعتاد المتكرر أمامها بحيث يصبح المألوف عندها هو المستقر، وبرغم أن مشاهد الموت ووقوعه خاصة فيمن هم أعزاء يوقظ النفس على حقيقة المآل، إلا أنها سرعان ما تنسى فتعود إلى ما كانت عليه دون أن يتحول حدث الموت إلى آية تدلّل وتشير إلى حقيقة ملاقاة المصير والعودة إلى الله، وعلى شاكلة الموت أمور كثيرة تقع أمام أعين الناس كذكرى تستفزها إلا أنها تعود فتغفل عنها، وقد صادق القرآن على هذه الحقيقة من واقع الناس حينما جاء في القرآن: ﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾[1]؛ الآية تعبير لواقع وجودي في بناء الذات الإنسانية قائم على لازمة العمى الناتج عن نسيان؛ بمعنى الغفلة والإهمال؛ لحقائق ساطعة أمام الناس فلا تثير فيهم تنبّهًا أو ذكرًا. أهملوها ونسوها بمعنى أنهم أعرضوا عنها ولم يولوها الاهتمام اللازم، فكان أثر ذلك هو سقوط في بؤرة الضياع عن الذات ضياعًا يتجلى لحظة المصير بصورة عمًى ناتج عن أن القيوم على كل ذات أفقد تلك الذات نورها وحضورها الماثل، فصارت هُملًا منسيًّا.
والذي يمكن لهذه الفلسفة التوقف عنده هو المقصود بآياتنا ومعناها؛ إذ الآيات فعل الذات الإلهية حينما تتجلى في محضر وجود الناس وحياتهم لتشير لهم إلى معنى ينطوي على دلالة تشير لمصدرها الإلهي. فقد تكون رزقًا، أو موفقية، أو إخراجًا من ضيق وحرج، أو توفير فرصة، أو شدة أو بلاء يوقظ النفس على طبيعة الحياة. وكل هذه إشارات إلهية يومية قائمة أو تحضر في مجلى الوجود والحياة، لكنها تحتاج إلى الالتفات وما الالتفات إلا الذكر. وحصول الذكر الدائم أمرٌ ممكن في حياة الإنسان حينما تحدّث الله عن فئة ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً…﴾[2]، بل يتجاوز في فكره المشهد والترابط فيه والدلالة ليلج عنه نحو الغاية والمصير الذي تتمثل فيه الذات الذاكرة للتفكر، لتكتشف موارد الحذر والمصير في غائيات وجود الدنيا ﴿فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾[3].
وهذا ما يستدعي الفيلسوف ليسأل ما الرابط بين ثلاثي الذكر والتفكر والمصير؟ من أين ينبع الذكر عند الذاكر، أهي الدهشة أم الحيرة، أم أنها الخاصة الثابتة لكل حي عاقل ذي إرادة؟ ولم هذا الارتباط بين ذكر وفكر كمقدّم وقال؟ وهل يمكن الانفكاك بينهما أم أنهما من خصائص الفلسفة الدينية؛ إذ في الذكر يستغرق الصوفي والعابد، وفي الفكر والتفكر يحضر الفيلسوف، وفي الجمع التأليفي بينهما تتوالد الفلسفة الدينية في نهجها الإسلامي الذي منه يتولد حكمًا مبدأ معرفة الغاية ومآلات المصير بقلق الخشية ﴿فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾؛ إذ في النار خزي وجودي قاتل يتمنى معه المرء لو كان نسيًا منسيًّا؛ أي العدم، أو كنت ترابًا لا مسؤولية أتحملها وهو الضياع بعينه؛ إذ كل هذه خيارات غير عقلانية، بل تنجم عن ذهول الفكرة والقول وسرابيته.
في هذا الوقت تضعنا الآية القرآنية أمام دينامية أخرى، إنها التجربة الإيمانية الذي يبنى عليها السوي من الناس، وعليها يراكم ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا﴾[4]، وهذا انبلاجٌ لنور التذكر عند أهل الذكرى الذين يحفظون مرجعيات وعيهم وشغاف إيمانهم وارتباطهم الوجودي بالقيوم؛ أي بمرجعية الوجود ومصدره، وعنه ومن هديه يحفظون الذاكرة التي تربط ذكرهم وفكرهم بمسار من تاريخ إيماني أسّس للقول الإيماني ﴿أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا﴾، فالتزموه إذ وعوا القول فيه، والقول إما بشغاف سمع القلب عن كل نص مضى وسبق، أو القول بالنظر فيمن قال وبيّن.
آثار القراءة فيما قال تدبرًا وتأمّلًا وخبرة لعقل الخبرة أولدت تسليمًا ﴿فَآمَنَّا﴾، فجاءت الاستجابة يقظة عن كل لامبالاة، أو غفلة أوقعت في النفس خطيئة وذنبًا ﴿رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا﴾[5]، لجبر ما انكسر من خلال إعادة ترميم الذاكرة التاريخية التي تعيش التراث التاريخي رحلة حياة مستمرة مفعمة بالإيمان. لتعيد تأسيس المرجعية للذاكرة والتاريخ والتراث، وتجعله حيًّا في نفس بعث الذكر فيها الحياة باعتباره بؤرة المعنى لكل حقيقة وجودية، وانبعث التفكر عنه مراجعة تستطلع بروح الذكر؛ بؤرة المعنى؛ تجليات حضوره في فسيح السموات والأرض من عالم الصيرورة وحركة الزمان والمكان، وهنا ليس من نافلة القول ولا من باب الاستطراد أن فيلسوف الدين معنيٌّ في فلسفته الدينية بقراءة ميكانزمات الحركة الرؤيوية التي يثير القرآن أبعادها وملامحها ونتائجها، لتكون هي صلة الوصل والموجهة لملاكات الحكم في الحقائق التي يثيرها القرآن الكريم، وكما أن الحقائق وهتكها كل زيف ووهم مورد عناية الفيلسوف الأولى، فإن معرفة الإجراءات وسياسات أو سنن إثارة مكامن النظر والرؤية، وكشف النقاب عن طبائع لحظات عيش الناس ومضامين وعيهم بما فيه المخبوء باللاشعور هي مورد تطلّع معرفي أصلي لفيلسوف الدين في فلسفته الدينية، سواءً من داخل تلك الميكانيزمات، أو من خارج النظر لوصل ما يبدو أنه منقطع بين حقيقة وأخرى. ومفتاح ذلك مجدّدًا تجاوز النسيان بالذكر. فكما أن الشيطان قاطع طريق أهل الله عن مقصدهم، فإن النسيان قاطع طريق أهل الحق عن رؤية وقائع الحقائق وتلمّس طريقها. يحتاج إلى معرفة مؤهلة للانتقال منه نحو الذاكرة في سيرها الرابط بين أزمنة تاريخ الحقائق والتشوهات، وملاك الفرق بينهما، نحو الذكر كواصل لبؤرة المعنى كما هي ليفتح للعقل التفكر في هويتها وفي شبكتها ولوازمها الممثلة لأولى الحقائق وتجلياته. ونشير هنا وبوضوح، فالحقيقة كما تكمن في كليات النظر، كذلك هي مخبوءة في تفاصيل الحياة والتجربة، وإذا كانت الفلسفة الأولى معنية بنهجها البرهاني كشف الحقائق الكبرى والتعبير عنها، فإن نهج الفهم والتدبر والتأمل معنيٌ برفع المستور عن كل حقيقة مخبوءة خلف تفاصيل الحياة وجزئيات الموجودات والأحداث، وبطريقة تستعيض فيها بالخبرة وحدوساتها، البرهان وآليات اشتغاله في الأدلة. ليصبح كثير من العلوم الإنسانية كعلم النفس والتاريخ والعلوم التجريبية محط نظر لدى الفلسفة الدينية لا يقل شأنها كثيرًا عن شأن البرهان في تحصيل اليقين وأقله الاطمئنان.
وهذا الجامع بين البرهان والخبرة، أو إن شئت فقل: عقل الخبرة هو ما دعانا لنعقد منهجًا أسميناه بإلهيات المعرفة. وهو يفتح الباب بين حقائق الوحي المنطوي عليها الوحي الديني ومعارف الإنسان في علومه ومعارفه بمنظور ديني يستعرض الكليات والمسائل من داخلها، بما في ذلك ما يخالف الفلسفة الدينية الوجهة، كفلسفة الدين نفسها.
القرآن وموضوع النسيان وحالاته.
حالات متعددة أوردها القرآن الكريم حول موارد النسيان وآثاره اللازمة عنه، نورد بعضها:
- إنه مورد من موارد القلق عند أهل الإيمان يخشون أن ينزلقوا فيه لعلمهم بمحظوراته ﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾[6].
- إنه قد يأتي بمعنى الإعراض والإهمال والترك لما ذكّر به الله سبحانه الناس من حقائق ووعد ووعيد ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾[7]. ومن ذلك نسيانهم الآخرة ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾[8]، كما أن منه نسيانهم لله والتغافل عنه سبحانه بعدم تقدير حضوره الدائم في حياتهم ﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[9].
- استدعاء حالة النسيان الاعتذار عنها بالذكر ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾[10].
سنكتفي بهذا المقدار، لنعتبر مؤكدين أن النسيان والذكر مبني على نحوين:
النحو الأول: العلاقة المتبادلة بين الإنسان وبين الله، بحيث تخرج بانطباع أن النسيان المذموم هو محصور بالنسيان الناشئ عن تعمد وقرار، أو لا مبالاة عبثية من الإنسان، وليس النسيان الطبيعي.
النحو الثاني: أنه يكاد أن ينحصر بشكل كلّي بخطرين:
الخطر الأول: هو خطر قوام الوجود الإنساني المتعلق بالمبدأ والمصير، كما أشرنا قبلًا، ونؤكد الآن.
الخطر الثاني: هو خطر التنكّر للتاريخ والهوية والانتماء، بحيث تأخذه اللحظة لتوقعه بوهم النفع في قطع الصلة مع التراث وتراكم التجربة التي تضج بها الحياة. وكلا الأمرين يحتاجان إلى نحو مستقل من البيان المفصّل.
[1] سورة فاطر، الآيتان 125و 126.
[2] سورة آل عمران، الآية 191.
[3] سورة آل عمران، الآيتان 191، 192.
[4] سورة آل عمران، الآية 193.
[5] سورة آل عمران، الآية 193.
[6] سورة البقرة، الآية 286.
[7] سورة الأنعام، الآية 44.
[8] سورة السجدة، الآية 14
[9] سورة التوبة، الآية 67.
[10] سورة الكهف، الآية 24.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
قد يعجبك أيضاً
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
