رؤية إسلامية
تقديم
الإنسان حيوان متكلم ناطق؛ ومنذ خلقة الله آدم أبا البشر، فقد علّمه كل الكلمات والأسماء؛ قال تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاء كُلَّهَا﴾[1]، وقال تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾[2]؛ وتلك الكلمات والأسماء ما هي إلا اللغة الأولى للإنسان؛ وسمّى الله تعالى اللغة في القرآن باللسان، قال تعالى: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾[3]؛ أي بلغة عربية سليمة وواضحة.
قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾[4].
وقال سبحانه وتعالى أيضًا: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِه لِيُبَيِّن َلَهُمْ﴾[5]؛ أي بلغة قومه.
ولقد تطورت اللغة على مهل خلال آلاف السنين؛ ومن اللغة الأولى تفرّعت اللهجات لتصير لغات متعددة[6].
إذن، اللغة تعبير عن الفكر الإنساني؛ ومن أهم وظائفها التواصل بين أبنائها الناطقين بها، ثم ظهرت الترجمات بين اللغات المختلفة ليزداد التواصل بين الشعوب.
في هذا المقال نكتب حول منطق اللغة ومنطق الفلسفة والفكر، من أجل الإسهام في يقظة العقل الإسلامي؛ وذلك لإنهاء الصراع بين النقل والعقل… بين الرواية والدراية؛ ثم التقريب بين اللغة والفلسفة؛ وهذا من خلال أربعة عناوين.
- تطور اللغات.
اللغة كائن حي يولد، وممكن للغة أن تموت أو تندرس مثل اللغات الآرامية والسنسيكريتية والقبطية وغيرها؛ ماتت تلك اللغات بعد الانتقال إلى التحدث بلغة أخرى، أو فرض لغة المنتصر على المهزوم؛ ومرت اللغات بمراحل الكتابة الصوتية، ثم الكتابة بالصور، وأخيرًا اكتشاف كل حروف اللغة. أو حروف كل اللغات؛ كما أن اللغة تتغير بتغير البيئة المادية والاجتماعية، مثل التغيرات السكانية والحروب، وفرض لغة على شعب مغلوب، وكذلك درجة الاتصال بين الثقافات[7].
وتشير بعض النظريات إلى أن اللغات المبكرة لم تكن مجرد كلمات، بل كانت لغات إشارة، ولغة جسد، وتواصل بالأصوات والتعبيرات التي تعتبر روادًا لأنظمة التواصل الأكثر تطورًا، ووصول البشرية إلى التقدم التكنولوجي، حيث يؤثر التطور التكنولوجي، مثل الإنترنت والهواتف الذكية، بشكل كبير على التواصل وتطور اللغة بشكل مستمر وسريع كما نعيش فصوله اليوم.
بداية الفلسفة.
تعتبر الفلسفة جوهر التفكير الإنساني الذي شكّل على مر العصور أسس العلم والحياة والمجتمع؛ فمن خلالها استطاع الإنسان أن يطرح أسئلة وجودية عميقة تتعلق بالحقائق والأخلاق والمعرفة، مما أدّى إلى تطورات كبيرة في العلوم والتكنولوجيا، وحتى في العلاقات الاجتماعية والثقافية.
يمتد أثر الفلسفة إلى تعزيز الوعي الإنساني وتنمية القدرات العقلية، فهي تتيح أدوات التفكير النقدي والتحليل المنطقي لفهم العالم ومعرفة كيفية التفاعل معه، كما أن الفلسفة تمثل جسرًا بين الأفكار المختلفة، حيث إنها تربط بين العلم والقيم الإنسانية، مما يجعلها ذات تأثير قوي في إحداث التغيير داخل المجتمعات الإنسانية[8]..
- الفلسفة في القرآن.
لا يوجد مصطلح “فلسفة” بمعنى محدّد في القرآن الكريم، وإنما يوجد نظام فكري ومنطقي متكامل يُنظم حياة الإنسان وعلاقته بخالقه وبكونه، ويشجع القرآن على استخدام العقل والتفكير في خلق الله، ويدعو إلى الحكمة والتدبر بدلًا من اتباع الهوى أو تقليد الآخرين.
ويعتمد القرآن على لغة العقل والحكمة في مخاطبة الناس، ويوجههم نحو الحق والعدل في فهم أمورهم الدينية والدنيوية.
يقول الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه (الفلسفة القرآنية): إن العقيدة الدينية هي فلسفة الحياة التي يعتنقها المؤمنون، وليس أدل على العقيدة الإسلامية من كتابها القرآن الكريم.
وعرض العقاد في هذا الكتاب أهم المباحث الفلسفية التي ناقشها الفلاسفة القدامى، وعالجها القرآن مثل؛ نظرة القرآن للعلم وفلسفة الأخلاق، ورأي القرآن في قضايا الحكم والطبقية[9].
وناقش القرآن أكثر المسائل الفلسفية أهمية، وهي الغيبيات أو ما وراء العقل؛ مثل عقيدة القرآن في الإله، وما افترضه من فرائض وعبادات على الخلائق، كما رد القرآن على فلاسفة المادة في مسألة الروح وكنهها وترويضها بالتصوف، وأخيرًا مستقرها في الحياة الأخرى، وكلها قضايا تعرّض لها الإنسان عبر العصور من خلال اللغات التي يتحدث بها البشر؛ وتطور الفكر، ثم ظهرت فلسفة العقل؛ وجميعها تم تدوينها ونشرها؛ من جانب فلاسفة مسلمين وغير مسلمين[10].
الفلسفة في السنة النبوية.
السنة النبوية هي المصدر الثاني للإسلام؛ وإن كانت بطريق غير مباشر؛ وليس كما هو الحال بالنسبة إلى القرآن الذي تلقاه النبي محمد (ص) من ربه جل وعلا؛ وتبدو ما يعرف بالفلسفة في ثنايا الخطاب النبوي المحمدي؛ ولذلك يدرس الإمام الشاطبي السنّة بوصفها تفصيلًا لمجمل القرآن، وبيانًا لمُشكله، وبسطًا لمختصره، وفقًا لقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى﴾[11].
ويدرس بعض المفكرين والأُصوليين المعنى العميق أو الباطني للحديث، وهو ما يُعرف بالولاية في التصوف، والذي يمثل باطن النبوة، والذي بدوره يبطن الرسالة؛ فالحديث النبوي أعلا من قيم العدل والحق والمساواة؛ وهي القضايا التي يبحثها الفلاسفة عبر العصور.
الفلسفة في نهج البلاغة.
أقوال الإمام (ع) في نهج البلاغة تبدو فيها الفلسفة قرينة الاعتدال في الطبع، وصفاء المزاج، والسمو بالنفس إلى الأخلاق النفسية لتصبح موجودًا بإنسانية الإنسان، كما شرح الإمام المفهوم من العلم الإلهي الذي يتجاوز نطاق علم البشر المكتسب بالاستدلال، حيث إن الله “عالم بذاته”، علمه ليس “مستفادًا”، بل “غير مكتسب”. وأيضًا رمز على بيان فلسفة الموت، والحياة، والقيامة، من خلال وصف أحوال المتقين ومواجهتهم للموت وما بعده، وقد قال أمير المؤمنين (ع)، ما يمكن اعتباره فلسفة الإلوهية؛ في نهج البلاغة: “أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ”[12]؛ وهو توصيف علوي نفي الصفات عن الخالق؛ لأن الصفات هي عين الذات وهو جوهر التوحيد.
- اللغة كأداة للفكر والطريق للفلسفة.
اللغة ليست مجرد وسيلة للتعبير عن الأفكار، بل هي التي تصوغ الفكر وتشكّله؛ لذلك فبدون لغة، لا يمكن أن يتجسد الفكر وتتطور المفاهيم الفلسفية.
إن اللغة والفكر مرتبطان بشكل وثيق ومتداخل، فالفكر يحتاج إلى اللغة ليتحقق ويتجسد، واللغة بدورها تزود الفكر بالأدوات والمفاهيم التي يحتاجها.
ويوصف الفكر واللغة بأنهما وجهان لعملة واحدة، حيث يعملان معًا ليسمحا للإنسان بالتواصل والتفاعل مع عالمه.
اللغة والفلسفة.
الفيلسوف هو من يهتم، على الخصوص، بالأفكار، ويعمل على إنشاء عالم فكري تعمره الكائنات والبشر؛ بل يمكن القول: إن الفيلسوف هو من يعبّر عن المفهوم؛ ذلك أن اللغة هي الأشد دلالةً على وجود الأشياء، أكانت كيانات ذهنية أو موجودات عينية، أجهزة مفهومة أو أدوات مادية.
والمنطق الفلسفي هو میزان الفكر والتي بواسطة قواعده ومعاييره يمكن أن نتبين مواضع الصواب والخطأ التي تجول في عقولنا وأفكارنا، وإذا كان الأمر كذلك فلا مناص من وجود صلة بين المنطق الفلسفي بوصفه آلة الفكر، وبين اللغة بوصفها آلة التعبير عن الفكر.
منطق اللغة ومنطق الفلسفة.
اللغة كما ذكرنا، أسبق من الفلسفة في الوجود،؛ لأن الفلسفة تعتمد على الوعي والمنطق والقدرة على التفكير، وكل هذه تتطلب اللغة كوسيلة أساسية للتعبير عنها وتشكيلها. فقد كانت اللغة ضرورية للتواصل منذ بداية البشرية، في حين أن الفلسفة ظهرت في مراحل لاحقة من التطور البشري عندما أصبح الناس قادرين على التفكير المجرد ووضع المفاهيم، فلا يمكن تصور نشأة الفلسفة دون وجود لغة، فاللغة هي الوسيلة التي تمكن الإنسان من صياغة الأفكار وطرح الأسئلة وتحليلها، وهي مكونات الفلسفة الأساسية.
العلاقة بين اللغة والفلسفة.
يربط منطق اللغة ومنطق الفلسفة علاقةً وثيقةً؛ فاللغة أداة التعبير عن الفكر، كما قلنا؛ بينما المنطق هو أداة تقويمه وتصويبه، ويهتم منطق اللغة بالتركيبات اللغوية وتفسير الكلمات، في حين يطبق المنطق الفلسفي قواعده على المشكلات الفلسفية.
ويمكن اعتبار المنطق الفلسفي في الحضارة الإسلامية بمثابة “منطق عربي”، أو “نحو عقلي”، حسب وصف شهاب الدين الحموي[13]، مما يبرز طبيعة اللغة في الفكر، وتأثيرها في بناء العلاقات المنطقية.
ويتطلب فهم مصطلحات المنطق والفلسفة دراسة لغوية شاملة، كما يقول الفارابي وابن رشد[14] الذي بذل جهودًا كبيرة في وضع أسس علاقة وثيقة بين اللغة والمنطق والفلسفة، حيث سعى إلى وضع قواعد برهانية للغة، جعلتها علمًا فلسفيًّا وثيق الصلة بسائر العلوم الذي يتناول المنطق الفلسفي، ويجيب على أسئلة حول مفاهيم المعرفة، وحقيقة الأفعال، والعلاقة بين اللغة والعقل، مما يجعله جزءًا من دراسة أعمق تُعرف بفلسفة المنطق.
ويتبادل منطق اللغة ومنطق الفلسفة علاقة تكاملية، حيث لا يمكن للفكر أن يتطور دون اللغة، ولا يمكن للغة أن تُفهم إلا بمنطق فلسفي.
- ختام: رؤية إسلامية.
لا يوجد سلام فكري إلا بوجود لغة تستخدمها العقول الفلسفية لإحياء القيم الإنسانية، والوعي بأن انتقال الحضارات من الشرق إلى الغرب وبالعكس لا يتم إلا بوجود مشتركات إنسانية فلسفية، ولكن عادة ما تقوم القوى المنتصرة بفرض لغتها وأساليب حياتها على الطرف المهزوم، ونرى ذلك بوضوح في محاولات جعل اللغة الإنجليزية لغة العالم والعلم، أو لتكون اللغة الإنجليزية من مقدّمات مشروع العولمة، وكلها إرهاصات وتخيّلات ضد ما نادت به الأديان جميعًا؛ خاصة ما طبقته الحضارة الإسلامية؛ حتى لو لم تكن بصورة مثالية، ولكنها أفضل من غيرها في مقارنة مع غيرها من الحضارات، فالقرآن نصّ صراحة على أن الله خلق الخلائق مختلفين، قال تعالى: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾[15]، وترك للبشر الحرية لاختيار حياتهم، وجعل خلق الشعوب والقبائل للتعارف وليس للخلافات ولكن تواصل بشري يخدم الإنسان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾[16].
إن الإسلام كان موجة حضارية للإنسانية في تاريخها الطويل إذا ما قورنت بالحضارات السابقة من صينية وهندية ويونانية ورومانية، وقد استغرقت تلك الحضارات قرونًا طويلة لتصل قمتها، ولكن سرعان ما أفل نجمها لتصبح حضارات بائدة ومدنيات مندثرة[17]. في حين أن الحضارة الإسلامية مرّت بأطوار ضعف وضمور؛ إلا أنها ما زالت تبدو حضارة حية، والدليل على ذلك أنها ما زالت إلى اليوم مصدر إشعاع فكري وروحي وحضاري ملموس في عالمنا المعاصر[18]، كما أنّها من المجالات المتجددة في الفلسفة الإسلامية وتعطيها قيمة وأهمية إنسانية لا سيما دعوتها إلى حوار الأديان؛ وهو من القضايا المحورية المستندة إلى رؤيا قرآنية، تشمل اللغة والفلسفة والفكر، وكل المعاني الإيمانية التي أودعها الله في البشر، وأرسل الأنبياء والرسل بالتوحيد والعدل، قال تعالى: ﴿لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾[19]، ومصطلح الميزان في حد ذاته هو إشارة فلسفية للعدل من بعد التوحيد وتنزيه الخالق، وهو أمر فكري وإنساني عظيم.
[1]سورة البقرة، الآية 31.
[2] سورة البقرة، الآية 37.
[4] سورة الروم، الآية 22.
[5] سورة إبراهيم، الآية 4.
[6] نلاحظ أنه لولا القرآن العظيم لصارت اللهجات إلى لغات مختلفة، ليس على المستوى العربي بصورة شاملة ولكن داخل كل دولة، حيث تتعدد اللهجات داخل كل منطقة.
[7] إشارات من موقع الذكاء الاصطناعي الإلكتروني.
[8] المصدر نفسه.
[9] عباس محمود العقاد، الفلسفة القرآنية، مؤسسة هنداوي الإلكترونية، 2014، بتصرف من صفحات الكتاب.
[10] المصدر نفسه.
[11] سورة النجم، الآيتان 3 و4. ويراجع أيضًا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي، الاعتصام في أهل البدع والضلالات، المكتبة الشاملة الإلكترونية، بتصرف.
[12] الإمام علي (ع)، نهج البلاغة، خطبة التوحيد، بيروت، دار العلم للملايين، 1990، الصفحة 19.
[13] شهاب الدين الرومي الحموي، معجم الأدباء – إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، المكتبة الشاملة الإلكترونية، 1336/3.
[14] الوليد بن رشد، فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال، تحقيق د. عاطف العراقي، القاهرة، مكتبة الأسرة، 1999، بتصرف من صفحات الكتاب.
[15] سورة هود، الآيتان 118، 119
[16] سورة الحجرات، الآية 13.
[17] زكريا بشير إمام، لمحات من تاريخ الفلسفة الإسلامية -دراسة مدخلية ميسرة، مكتبة نور الإلكترونية، الصفحة 22.
[18] طه جابر علواني، إصلاح الفكر الإسلامي بين القدرات والعقبات: ورقة عمل، مكتبة نور الإلكترونية، الصفحة 87.
[19] سورة الحديد، الآية 25.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
قد يعجبك أيضاً
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
